كبير على بغداد
للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
...
كـبيرٌ عـلى بـغداد أنّي أعافُها ** وأنـي عـلى أمـني لديها أخافُها
كـبيرٌ عـليها بعدما شاب مفرقي ** وجفّت عروق القلب حتى شغافها
تـتبعت لـلسبعين شطآن نهرها ** وأمـواجه في الليل كيف ارتجافها
وآخـيت فيها النخل طلعا فمبسرا ** إلـى التمر والأعذاق زاهٍ قطافها
تـتبعت أولادي وهـم يـملؤونها ** صـغارا إلـى أن شيّبتهم ضفافها
تتبعت أوجاعي ومسرى قصائدي ** وأيـام يُـغني كـلَّ نـفسٍ كفافها
وأيـام أهـلي يملأ الغيثُ دارَهم ** حـياءً، ويَـرويهم حـياءً جفافها
فـلم أر فـي بـغداد مهما تلبدت ** مـواجِعُها عـينًا يـهون انذرافها
ولم أر فيها فضلَ نفسٍ وإن قست ** يُـنازعها في الضائقات انحرافُها
وكـنا إذا أخنت على الناس غمة ** نـقول بـعون الله يأتي انكشافها
ونـغفو وتـغفو دُورُنـا مطمئنةً ** وسـائدُها طـهرٌ، وطهرٌ لحافها
فـماذا جرى للأرض حتى تبدلت ** بـحيث اسـتوت وديانها وشِِعافها
ومـاذا جرى للأرض حتى تلوثت ** إلى حدّ في الأرحام ضجّت نطافها
وماذا جرى للأرض كانت عزيزة ** فـهانت غـواليها ودانت طرافها
سلام على بغداد شاخت من الأسى ** شـنـاشيلها، أبـلامها، وقِـفافها
وشاخت شواطيها، وشاخت قِبابها ** وشـاخت لفرط الهمّ حتى سلافها
فـلا اكتنفت بالخمر شطآن نهرها ** ولا عاد في وسع الندامى اكتنافها
سـلام عـلى بغداد، لست بعاتب ** عـليها وأنّى لي، وروحي غلافها
فـلو نـسمة طافت عليها بغير ما ** تُـراح بـه أعـيا فؤادي طوافها
وهـا أنا في السبعين أُزمع عوفَها ** كـبيرٌ عـلى بـغداد أني أعافها
مشاهدة المزيدأعجبنيأعجبني · ·
=100004650690764&p[1]=1073742905&share_source_type=unknown&__av=100001970043618]مشاركة