شموئيل موريه....الروائي العراقي اليهودي
هذه القصيدة كاملة وتعكس روحية عراقية حقيقية كتبها الروائي (( شموئيل موريه )) وهو أديب وباحث يهودي من أصل عراقي. ولد في بغداد عام 1932 وأجبر على الهجرة منها وهو ابن 18 عام في عام 1951. درس العربية وآدابها في الجامعة العبرية في القدس وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة لندن في بريطانيا. يعمل أستاذا للغة لعربية وآدابها في الجامعة العبرية ويشغل اليوم منصب رئيس دائرةاللغة العربية وآدابها في نفس الجامعة.
" قصيدة الرحيل "
[size=32]قالت لي أمي: "ظلمونا في العراق[/size][size=32]
وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي
فما لنا و"للصبر الجميل" ؟
وعندما بلغنا الوصيدا
قالت لي: "يا ولدي لا تَحزنْ
إِاللّي ما يريدكْ لا تريدَهْ "
هَمستْ: " يا حافرَ البير "
"بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟ "
[/size]
[size=32] ورَحلنا
وقبلَ رَحيلِها الأخيرْ
قالتْ لي أمّي
والقلبُ كسيرْ [/size]
[size=32]" أحنّ إلى العراق يا ولدي
أحنّ إلى نسيمِ دِجلة
يوشوِشُ للنخيلِ
إلى طينها المِعطاربالله يا ولدي[/size]
[size=32] إذا ما زُرتَ العراقْ
بعدَ طولِ الفراقْ
قبّلِ الأعتابْ
وسلم على الأحبابْ
وحيّ الديار[/size]
[size=32]
هذه الليلة[/size]
[size=32] زارتني أمّي[/size]
[size=32]وعلى شـفتيـها عتابْ
"أما زرت العراق بعدُ ؟
أما قبّلتَ الأعتابْ؟"
قلت[/size]
[size=32] "واللهِ يا أمّي[/size]
[size=32] لِي إليها شوقٌ ووَجْـدُ
ولكن "الدار قفرا، والمزار بعيدْ "
ففي كلِّ شِبر منَ العراقِ لَحدُ
ومياهُ دجلةَ والفرات، كأيامّ التتار
تجري فيها دماءٌ ودموعُ
تحطّمت الصواري وهوتِ القلوعُ
فكيف الرجوعُ؟
أماه[/size]
[size=32] ليس في العراق اليومَ[/size]
[size=32]عزّ ومجدُ
لم يبق فيها
سوى الضياعِ والدموعْ
[/size]
[size=32]أماه[/size]
[size=32] كيف أزورُ العراق؟[/size]
[size=32]أما ترين كيف يُنْحرُ
عراقنا الحبيبْ
من الوريد إلى الوريدْ؟
ويَقْتلُ المسلمُ المسلم والمسيحي [/size]
[size=32]فكيفَ بنا ونحنُ يهودُ !
خبّـريني بالله يا أمي !
كيف أعودُ ؟
ولمنْ أعودُ !
ونحنُ يهودُ ؟
[/size]