* شيخ حنش ... يـا ايهـا الفارس الذي ترجلت عن صهوة فرسك الأصيل مبكرا مكرها

كلمة لا بد منها بحق الشيخ حنش حمود الهوار شيخ مشايخ عشيرة طي العربية الاصيلة في العراق والوطن العربي

في عام 1963 كنت موظفا صحيا في مستوصف ناحية الكوير وكانت 123 قرية تابعة لها يعاونني مضمد وممرضة ومعين ومجموعة من العاملين في مكافحة مرض الملاريا وكانوا يعينوننا بكل شئ , شكلت الحكومة انذاك فوة عشائرية مسلحة من العشائر العربية اسمتهم فرسان حالد بن الوليد واخرى من العشائر الكردية واسمتها فرسان صلاح الدين لمحاربة الحركة الكردية المسلحة في شمال العراق , فحدث قتال في قرية تل الخيم والقرى المجاورة لها بين فرسان الوليد وبين المشتبه بهم في هذه المنطقة فقتل عدد كبير من الطرفين واصيب عدد كبير بجروح فتم نقلهم الى المستوصف الذي حضر اليه الشيخ حنش وجلس في صالون المستوصف وهو يدخن غليونه الطويل وامن المستوصف بقوة مسلحة وقال لي - ابن اختنا العزيز ايها الكلداني الاصيل اعمل ما بوسعك لانقاذ هؤلاء الجرحى فقلت له ابشر شيخ فاخذت بمعالجة الجرحى الذين ملؤا باحة المستوصف وزرقت لهم ابر ضد الكزاز ومضادات الحياة والمسكنات وزودتهم بكتاب احالة رسمي وتم نقلهم الى الدوبة لعبور نهر الزاب الكبير حيث لم يكن جسر الكوير مشيدا انذاك ثم نقلهم الى المستشفى الجمهوري بالموصل ومن الجدير بالذكر ان جميع العاملين معي قد تركوا المستوصف وبقيت وحدي خوفا من الانتقام منهم لان معظمهم كانوا من الاخوة الاكراد , وبعد الانتهاء شكرني الشيخ الجليل وودعته هو ورجاله وفي اليوم التالي داوموا كافة العاملين وقاموا بتنظيف المستوص من دماء الجرحى ولم احاسبهم وطلبت من مدير الناحية عدم محاسبتهم علما بانه كان رجلا فاضلا ومن شيوخ البو بدران في ناحية المدينة بالبصرة واسمه كان شعلان حمود ال بدران ذكره الله بالخير .

 وكان في نية الحكومة الهجوم على القرى الكردية للانتقام منهم الا ان مدير الناحية كان رجلا شجاعا وابن عشائر فقرر الذهاب الى القرى الكردية التي اشتركت في القتال واخذني معه كما اخذ شرطي واحد رجل كبير السن اسمه قادر نادر رحمه الله في سيارة اجرة لاحد ابناء الكوير من الاكراد وكانت مجازفة كبيرة منه فاستقبل من قبل اهالي القرى الكردية فنصحهم بتسليم اسلحتهم للحكومة لافشال خطتها واسقاط ذريعتها بالهجوم على القرى الكردية فاستجابوا لطلبه وقاموا بتسليم اسلحتهم لشرطة الناحية والتي سلمتها بدورها لمحافظ اربيل وبذلك تم حقن الدماء , بعد مقتل الشيخ حتش في الطريق بين اربيل والكوير حصلت تداعيات كبيرة في المنطقة وذهبت ضحايا من الطرفين ,

خلف الشيخ حنش ابن اخيه وصهره الشيخ غازي وكان شابا ملأ مكانه بجدارة وتم اعتياله في ظروف غامضة بعد صلاة الجمعة في جامع وسط الموصل بعد خروجه من الجامع واتهمت الحكومة بامر من الامريكان باغتياله لاتهامه بالتستر على السيد عزة الدوري وعدم تعاونه مع الحومة والامريكان , وخلفه ولده صباح في المشيخة رحم الله الاموات ورعى وحفظ الاحياء .

ابو فرات

ميونيخ - المانيـا