سحق مدينة النمرود الآشورية .. !د. سيّار الجميل

سحق مدينة النمرود الآشورية .. !د. سيّار الجميل

سحق مدينة النمرود الآشورية .. !د. سيّار الجميل

09/03/2015 تابعنا من يوم امس الاول ما حدث في الموصل ، بعد جرائم سحق آثار المتحف الحضاري في الموصل وحرق المكتبات العامة والمركزية في المدينة قبل ايام .. افادت الاخبار يوم امس بان مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) قد دمّروا آثار منطقة النمرود التي تبعد مسافة نحو 30 كم جنوب مدينة الموصل في محافظة نينوى بالعراق . وان مسلحي تنظيم الدولة استخدموا آلات ثقيلة لتجريف الموقع. اننا نهيب بـ "مجلس الأمن الدولي " ان ...يسرع بعقد جلسته الطارئة وتفعيل قرارته السابقة ذات الصلة". ولقد قالت اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بأن ما قام به التنظيم يرقى "لجريمة حرب." واستطردت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان لها اصدرته قبل ساعات قائلة : "أدين بكل شدة تدمير موقع النمرود. لا يسعنا التزام الصمت. إن التدمير المتعمد للإرث الحضاري يعتبر جريمة حرب، وأنا أناشد كل الزعماء السياسيين والدينيين في المنطقة أن يتصدوا لهذا العمل البربري الجديد." وتابعت بوكوفا حديثها بقولها إنها تباحثت في الأمر مع رئيسي مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية.
وافادت بأن " اليونسكو مصممة على عمل كل ما هو ضروري لتوثيق وحماية إرث العراق الحضاري، وقيادة المعركة ضد الإتجار غير الشرعي بالآثار وهي تجارة تسهم بشكل مباشر في تمويل الارهاب."
ان آثار العراق التي تدمّر الان في الموصل وتوابعها من المناطق الكلاسيكية القديمة ليست مجرد حجر - كما يصفها البعض من الجهلاء - ، بل هي موجودات مادية ومكتنزات تاريخية وشواهد حية على تاريخ الانسان والحضارة القديمة في العراق .. لقد ساهم العشرات من العلماء الاركيولوجيين والمؤرخين والمستكشفين الاثاريين منذ قرابة 200 سنة مضت في الكشف عن كنوز تاريخ العراق القديم .. وكشفوا عن خفايا الحضارات القديمة واسرار التاريخ الكلاسيكي للعراق كي تأتي اليوم حفنة من الجهلاء والاشرار والمخربين لتسحق كل تلك المدن القديمة وآثارها وقلاعها ورموزها وتشيؤاتها التي تعد كنوزا ثمينة لا تقدر بثمن ابدا .. على العراقيين جميعا ان يقفوا وقفة واحدة ضد هذه البريرية المتوحشة التي لا تقتصر على افناء الحاضر ، بل قتل الماضي ومحو التاريخ .. على العراقيين ان يوحدّوا صفوفهم من اجل استعادة الموصل ومعالجة جراحها وخلاصها من المعاناة .. فمتى يحتفل العراق بأم الربيعين ؟