منتدى جــــامعة الحـاج لخضـر
أهلا وسهلا بكم في منتدى
جــــــامعة الحـــاج لخضر
إذا كنت زائــر تفضل بالتسجيــل للإستفــادة
إذا كنت عضو تفضلـ بالدخولـ والمشـاركة
تحيـات الإدارة
منتدى جــــامعة الحـاج لخضـر
أهلا وسهلا بكم في منتدى
جــــــامعة الحـــاج لخضر
إذا كنت زائــر تفضل بالتسجيــل للإستفــادة
إذا كنت عضو تفضلـ بالدخولـ والمشـاركة
تحيـات الإدارة
منتدى جــــامعة الحـاج لخضـر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلاج الاسري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جهاد
عضــو نشيــط
عضــو نشيــط
جهاد


عدد الرسائل : 348
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 01/10/2008

العلاج الاسري Empty
مُساهمةموضوع: العلاج الاسري   العلاج الاسري I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2009 4:56 pm

العـــلاج الأســـري
محاضرة من إعداد الأستاذ : يوسف



لمحة تاريخية :

ظهر العلاج الأسري و استقر في الولايات المتحدة و دول غرب أوروبا منذ السبعينات، و منذ ذلك الحين و هو يكتسب آفاقا جديدة في أماكن شتى من خلال ما يكتب من أنصار جدد من المعالجين الذين يرون فيه علاجا أكثر كفاءة من غيره. و لكن ينبغي الإشارة إلى أن هذا العلاج بدأ كطريقة علاجية واضحة المعالم قبل فترة السبعينات في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يعود ذلك إلى فترة الخمسينات، رغم أن هناك بعض العوامل أيضا التي ساعدت في ظهور هذا النوع من العلاج قبل تلك الفترة( و هي الفترة التي تميزت بسيادة الاتجاه التحليلي النفسي الذي استقطب اهتمام و جهود كثيرة من المعالجين. و التحليل النفسي كما هو معلوم يعنى كثيرا بالاستبصار و أن جزءا كبيرا من هذا الاستبصار يعني أن علاقات المريض الحالية و حتى علاقته بالمعالج ما هي إلا تكرار لعلاقاته الأصلية مع أسرته. و بمضي الوقت تأكدت القناعة بان أسرة المريض الحالية و أسرته الأولية عامل هام جدا في نجاح العلاج. و لعل من المألوف لدى العياديين ملاحظة حدوث حالات الشفاء لا بسبب العلاج بل بسبب أسرته. و قد قام ناثان اكرمان( Ackerman.N ) احد مشاهير التحليل النفسي بإنشاء أول مستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية للصحة النفسية للأسرة، و قد ظهر من ملاحظاته الأساسية في مقابلاته مع الأطفال و الآباء و الأمهات أن نجاح علاج الفصام لا يتم إلا إذا كان نظام الأسرة يسمح بحدوث التغيرات السلوكية الدائمة التي يتطلبها العلاج، و إلا فان كل المحاولات العلاجية ستنهار و ينكص المريض بسبب التأثيرات الأسرية غير المرئية، و هكذا يمكن القول أن التقدم في العلاج الأسري قد حدث عندما بدأت الرؤية تنتقل من العضو المريض نفسه إلى رؤيتها في العلاقات المرضية مع والديه مثلا، أو في رؤيته على انه يعكس في اضطرابه جانبا محددا من مرض والديه أو أسرته. هذا و قد كان لكثير من العلماء أمثال : سوليفان، فروم، ايريكسون، و هورني تأثيرا واضحا في العلاج الأسري من خلال نظرتهم إلى العصاب باعتباره اضطرابا في العلاقات الشخصية المتبادلة، و من جهة أخرى فقد كان لظهور مهمة الإرشاد الزواجي عامل حفز و دفع لحركة العلاج الأسري، و تأثرت كل حركة منها بالأخرى بصورة واضحة، و انتقلت كثير من الأساليب المستخدمة في الإرشاد الزواجي إلى حقل العلاج الأسري، و أخيرا فانه ينبغي التأكيد من أن العلاج العائلي- بالإضافة إلى ما سبق – قد استمد وجوده و بشكل واسع من النظريات النسقية و التي تستمد هي بدورها مصادرها من مفاهيم النظرية السيبرنيائية cybernétique ( و لذلك نجدها ثرية بمفاهيم مثل : التوازن Homéostasie ، الأثر الرجعي، حلقة التنظيم، التغذية الرجعية السالبة و الموجبة ) و هو ما يجعلها مختلفة عن الإطار المفهومي للتحليل النفسي الذي يستمد جانبا من مصادره من نظريات الطاقة( الحرارية أو الميكانيكية ).
و الخلاصة، أن العلاجات العائلية ترجع إلى اطر ابستمولوجية مختلفة، تتركز ليس على الفرد و لكن على النسق في مجموعه و على أنماط الاتصال بين عضو من أعضاء ذلك المجموع. و من باب المشاكلة يمكن القول هنا، أن النظرية النسقية في العلاج العائلي توازي مفهوم البنية، و نظرية الاتصال هي ما يقابل مفهوم العرض.

تعريف العلاج العائلي :
يركز العلاج العائلي – كما يدل اسمه – على اعتبار العائلة وحدة العمل العلاجي و ليس الفرد المريض، و معلوم أن العائلة نسق يتضمن شبكة من الاتصالات ينمو في داخلها الطفل، مما يجعل منها العامل البيئي الأكثر تأثيرا و تشكيلا لمعالم شخصيته. كما أنها يمكن أن تكون عاملا مولدا للمرض و الانحراف عند أبنائها بسبب التفاعلات غير السوية فيها و بسبب الاتصالات الخاطئة بين أفرادها. و العلاج العائلي يعتبر من المناهج الحديثة نسبيا في مجال العلاج النفسي، و الذي جذب انتباه كثيرين من المشتغلين بالعلاج النفسي خلال العقدين الأخيرين من هذا القرن. و هو يتميز عن غيره من أنواع العلاج من حيث التقنية و الهدف و الموضوع، و هو الأسرة، فهو ليس مثل العلاج الجماعي، لان المتعالجين كانوا يشكلون وحدة لها كيانها قبل العلاج. و العائلة المضطربة تأتي إلى العلاج بطفل مضطرب تقدمه بوصفه السبب في قدومها. كما انه يتميز في حالات كثيرة عن العلاج الجماعي للأطفال و المراهقين. فالعلاج الجماعي هنا قد يؤدي إلى تفاقم الاضطراب : إذا قال احد الأطفال أنا أدخن الحشيش، و قال الآخر أنا اعرف من يبيعه، يعتبر هذا تشجيع على السلوك المنحرف، و يوضح هذا المثال أن العلاج الجماعي لمشكلات المراهقين قد يؤدي إلى مشكلة، و بالتالي فان العلاج العائلي هنا هو الحل.
و تجدر الإشارة إلى أن غالبية المعالجين يعملون مع الأسرة النووية( الآباء و الأولاد )، و لكن بعضهم يعمل مع الأسرة الممتدة، و هم حين يدمجون الأجداد يمنحون الأسرة فرصة لعقد المقارنات بين أجيال الأبناء و الآباء، و أخيرا هناك من المعالجين من يدمج الأصدقاء و الجيران.
و قد عرف العلاج العائلي أولى نجاحاته في مجال علاجات الذهان، حيث سرعان ما انتهى الأمر إلى إدراك أن العلاج المتمركز على المريض وحده يتوفر له من الأسباب التي تؤدي به إلى الفشل العدد الكثير، و قد لوحظ في كثير من الحالات أن هذا الفشل يحدث في الوقت ذاته الذي يعتقد فيه المعالج أن المريض قد تحسن. و قد قادت الدراسات المتأنية للسياق العائلي إلى الكشف عن أن المريض كان محاطا بشبكة من التفاعلات تجعل من المرض الظاهري الحالي عند الفرد ضرورة حيوية من اجل استقرار المجموع.
و بناء على ما سبق، كان من أهم أهداف العلاج العائلي العمل على تحسين أداء الأسرة كنظام، و ذلك من خلال تقييمها كوحدة أولا، ثم وضع خطة من اجل تغيير العلاقات الشخصية المتبادلة بين أفرادها ثانيا، و ذلك بالتعاون بينها و بين المعالج؛ و من أهدافه أيضا، محاولة تحقيق الانسجام و التوازن في العلاقات بين أعضاء الأسرة؛ و من أهدافه أيضا، العمل على تحقيق نمو الشخصية و أدائها لوظائفها في جو اسري مشبع؛ و من أهدافه أيضا، تأكيد و إظهار الفروق بين أفراد الأسرة، و ذلك من خلال تنمية هوية و حدود كل فرد و تطوير إحساسه بالاستقلالية دون الشعور بالخوف و القلق من هذا الاستقلال، أي بمعنى آخر تحقيق مستوى جيد من الصحة النفسية التي هي الأساس في تحقيق التوازن بين القوى الموجهة نحو الولاء للأسرة و القوى الموجهة نحو إشباع الذات؛ ثم هو يهدف أخيرا إلى تأكيد تدرج السلطة داخل الأسرة، و إعادة بناء الانقسامات بين أعضاء الأسرة، و إعادة تشكيل و صياغة المشكلات حتى يتمكن من حلها، و طلب مساعدة كل أعضاء الأسرة للاشتراك في حل مشكلاتهم.
و لا يخفى أن كل تلك الأهداف كي تتحقق لابد أن تكون خاضعة لمجموعة الضوابط، تلك الضوابط التي تشكل سلسلة القوانين التي تتحكم في عمليات التفاعل بين أفراد المجموعة، سواء كانت تلك القوانين ظاهرة أم ضمنية. إن تلك القوانين تعمل من جهة على إنشاء و هيكلة مختلف الأدوار، و من جهة أخرى تعمل على فك رموز الرسائل المتبادلة بين أعضاء المجموعة. و من هنا تبرز أهمية الاتصال في كل ما يتعلق بالعلاج العائلي، و قد أشار بعض رواد نظرية الاتصال ) Watzlawick, Selvini ) إلى أنها ترتكز على أربعة أسس :
1- إن أي شخص في موقف اتصال لا يسعه إلا أن يتواصل، و رفض الاتصال ما هو إلا نمط خاص من الاتصال، و بمعنى آخر أن كل سلوك يحمل قيمة تواصلية.
2- كل رسالة تتضمن قناتين مختلفتين و متمايزتين : قناة رقمية و هي الرسالة اللفظية، و قناة تناظرية و هي الرسالة غير اللفظية( الإيماءات، الإشارات، الوضعيات، نبرات الصوت،...الخ)، و القطعة من الرسالة التي تنقل قناة معينة يمكن أن تكون متناغمة مع القطعة التي تنتقل في أخرى، أو تكون غير متناغمة، بل حتى تكون متناقضة. إن عدم التناغم هذا ، أو خاصة التناقض بين هذين المستويين هو الذي يحدد لنا مفهوم الاتصال المتناقض أو ذو الرابطة المزدوجة من هذا المفهوم الذي يعتبر من المفاهيم الأساسية في العلاج العائلي للذهاني.
3- الرسالة المرسلة لا تتطابق مع الرسالة المستقبلة، إذ المستقبل لا يستقبل إلا جزءا من الرسالة، أو قد يستخدم نظاما لفك رموز الرسالة يختلف عن نظيره عند المرسل، و على وجه الخصوص قد يكون المستقبل حساسا للقناة التناظرية( نبرة الصوت، الإيماءات،... الخ) في حين لا يعير المرسل أي اهتمام إلا للقناة الرقمية( الحديث بذاته).
4- الحديث عن الاتصال أو ما وراء الاتصال غير ممكن إلا إذا كان النسق مفتوحا، و هذا الانفتاح قد يتأتى من قدرة كل عضو في المجموع من اخذ المبادرة اللازمة، أو من خلال إدخال عضو جديد يشجع عملية ما وراء الاتصال( المعالج)، و من غير مبدأ ما وراء الاتصال هذا، فان النسق يبقى منغلقا و ينتج إلى ما لا نهاية نفس النمط في التفاعل.
إن العلاج العائلي يرتكز هنا على تحديد أنواع الاتصال السوية، أو على وجه الخصوص أنواع الاتصال المرضية. و بمجرد الانتهاء من عملية التحديد هذه ، فان المعالج يعمد إلى اختيار أحسن تقنية لإحداث انفتاح في النسق، و هذا الانفتاح يمكن أن يكون ديناميا عندما يكون أعضاء النسق قادرين على الوصول إلى مستوى محدد في عملية ما وراء الاتصال، كما يمكن أن يكون قسريا عندما يجابه المعالج نسقا جامدا يقتصر همه فقط على الاعتماد على نفس نمط التفاعل المرضي( و من التقنيات المستخدمة هنا : التدخلات المتناقضة عند Selvini ).
و فيما يلي أهم النظريات النفسية في العلاج العائلي، و مدى تركيزها على عملية الاتصال في إجراءات العلاج التي تتبعها، و هذا من اجل إلقاء الضوء على أهمية الاتصال بخصوص كل خطوة من خطوات العلاج العائلي، رغم أن تلك الخطوات قد ترجع إلى اطر نظرية متباينة.

نظريات العلاج العائلي و تقنياته :
يمكن حصر خمسة اتجاهات أساسية في العلاج العائلي، تتفاوت فيما بينها في اعتمادها على فنيات الاتصال و هي :
1- الاتجاه السيكودينامي.
2- الاتجاه السلوكي.
3- الاتجاه المعرفي.
4- الاتجاه النسقي.
5- الاتجاه البنائي.
و يمكننا التطرق كذلك إلى العلاج العائلي الوظيفي كعلاج من بين العلاجات العائلية الحديثة.
6- العلاج العائلي الوظيفي.





1- الاتجاه السيكودينامي :
و المتمثل أساسا في التحليل النفسي و الذي ظهر في الأساس لعلاج الأفراد المضطربين، و لكن هناك قواسم مشتركة بينه و بين العلاج العائلي أهمها :
- كثيرا من معالجي الأسرة، و حتى بعض الرواد قد تلقوا التدريب كمحللين نفسيين، و مارسوا التحليل النفسي كعلاج ثم تحولوا بعد ذلك إلى العلاج العائلي، و ساهموا في تطوير هذا النوع من العلاج.
- نظريات التحليل النفسي و ممارساته تعطي للأسرة و للعلاقات الوالدية دورا أساسيا و حاسما في نمو شخصية الطفل و في سوائه أو شذوذه.
- بدأ فرويد من حيث الفهم و التشخيص أسريا، واعيا بالنسق الأسري و أبعاده و تأثيراته على أعضائه، و لكنه انتهى عند العلاج الفردي،و لعل ذلك يعود إلى أن الشروط الموضوعية و التاريخية و الفلسفية للعلاج العائلي لم تكن قد نضجت بعد.
- اعتبرت مدرسة التحليل النفسي أن تأثيرات الأسرة تجاوزت مستوى العلاقات بين الشخصية لتتجسد في وظائف دائمة داخل شخصية الفرد و هي( الهو، الأنا، و الأنا الأعلى) و التفاعلات بينها، و هذا ما جعل المعالجين التحليليين يرون أنهم يعملون مع الأسرة و لكن من خلال الفرد المريض؛ إذ التأثيرات الأسرية المبكرة تترك بصماتها على شخصية الفرد، في نفس الوقت الذي تعكس فيه سمات شخصية الفرد ملامح الأسرة و سماتها.

أساسيات العلاج العائلي التحليلي :
يهدف العلاج التحليلي العائلي على غرار المناهج الأخرى إلى إحداث تغيير في البنى الكامنة وراء سلوك الأسرة، و بعضهم يقصر هدفه على التخفيف من حدة الأعراض المرضية و تقليل مظاهر المشكلة عن طريق تعديل الخصائص و الصفات الواضحة في التفاعل الأسري؛ و حسب خطورة المشكلة فانه يمكن أن يعمل على تغيير التفاعلات الأسرية، و أهم أساليبه في ذلك :
1- التوضيح لأفراد الأسرة عدم وجود علاقة منطقية بين الأعراض المرضية و بين حياة الأسرة و صالحها،و ذلك حتى تقلع الأسرة عن الأعراض التي ظلت تعتقدها حلولا لمشكلاتها.
2- العلاقة القوية بين الأسرة و المعالج و التي يمكن أن ترقى إلى نوع من التحالف العلاجي من حيث أنهما يسعيان إلى هدف واحد، و لا يعني هذا أن يساير المعالج الأسرة أو يفعل ما تريد أو تتوقع.
3- مساعدة الأسرة على توسيع أدوارها و المحافظة على شعورها بالأمن، و إحساسها بأنها محاطة بالأمن و الرعاية، و أنها تحظى بالتقبل من المعالج و رغبته في مساعدتها.
4- الاستماع إلى جميع أعضاء الأسرة عن المشكلة، و عن تصوراتهم بخصوصها، و عدم الاكتفاء بمن تنصبه الأسرة متحدثا رسميا باسمها.
5- مجابهة مقاومة الأسرة للتغير العلاجي بحيوية و فاعلية، و عن طريق التركيز على جانب معين من جوانب المشكلة يعتقد المعالج انه يسهل إقناع الأسرة بتقبله و الاستعداد للتغير بشأنه، و هذا يمكن أن ينتقل إلى نقطة أخرى حتى تالف الأسرة النظرة الجديدة و تضعف قوة المقاومة.

فنيات الاتصال في العلاج العائلي التحليلي :
من أهم فنيات الاتصال التي يعتمد عليها المعالج التحليلي ما يلي :
1- إرسال رسائل غير لفظية كثيرة إلى أفراد الأسرة، و هم من جانبهم يتفهمونها أيضا.
2- التفسير اللفظي هو المكون الرئيسي في العلاج التحليلي، و هذا يفرض على المعالج التحلي بقوة التأثير خلال حديثه على نحو يفوق ما هو مطلوب في العلاج الفردي، و ذلك مما يحمل الأسرة على الالتفات نحوه و الاستماع إليه. و تحتاج قوة التأثير تلك إلى الأسلوب الواضح المباشر و المتنوع، و الغني بالأمثلة و الشواهد و ربما الطرائف و الحقائق، بل حتى المزاح و الفكاهة.
3- تعتبر جلسات العلاج فرصة لكل عضو فيها أن يقول كل ما يريد، و أن يناقش كل من يشاء حتى المعالج نفسه، و هو ما ينبغي على المعالج توضيحه لأفراد الأسرة أثناء الترتيبات الأولية للعلاج. إن هذه المناقشة هي ما يسمح للمعالج بمعرفة مواقع النفوذ و مواطن القوة و الضعف في الأسرة، و يستغل منها ما هو قابل للاستغلال، و تلك المعرفة هي التي تستفيد كثيرا في فهم و تشخيص مشكلة الأسرة على نحو اقرب إلى الدقة.

و الخلاصة، انه الآن ظهر اتجاهان في العلاج بعيدا عن التحليل النفسي الكلاسيكي، هما : الاتجاه الذي ظهر بين المعالجين الزواجيين الذين لجأوا إلى علاج الزوج و الزوجة علاجا مشتركا، و الاتجاه الذي ظهر بين المعالجين العائليين الذين لجأوا إلى الفصاميين مع أسرهم، و كلا الاتجاهين يعتمد على جملة من فنيات الاتصال بهدف الوصول إلى أحسن علاج لمشكلات الأزواج أو الأسر.









2- الاتجاه السلوكي :
ينظر السلوكيون إلى الأسرة باعتبارها البيئة الطبيعية لتعلم السلوك، و هي في النهاية تمثل مجالا حيويا أوليا يتعلم فيه كل عضو كيف يسلك تجاه أعضاء الأسرة الآخرين، و عن طريق التعميم ينتقل هذا السلوك في معاملة الآخرين خارج نطاق الأسرة.

أساسيات العلاج السلوكي العائلي :
العلاج السلوكي مثله مثل العلاج التحليلي، ظهر لعلاج الأفراد المضطربين. أما العلاج العائلي السلوكي فيشكل في هدفه النهائي( كهدف شامل و نهائي ) تغيير أساليب التدعيم حتى يتعلم أفراد الأسرة تقديم التدعيم الايجابي المناسب للسلوك المرغوب بدلا من تدعيم السلوك اللاتكيفي. و في إطار السلوك العائلي تظهر كثير من صور التدعيم غير المقصودة( التي تعرف اليوم باسم التعلم المصاحب )، و هي ما ينبغي الانتباه له نظرا لخطورتها في إرساء بعض العادات الضارة. و المعالجون السلوكيون يلجأون إلى تحليل التجاوزات الدقيقة التي تزيد من احتمال حدوث السلوك أو الاستجابة، و إلى الاهتمام بالعوامل التي بإمكانها دفع السلوك أو الاستجابة إلى الاتجاه المرغوب فيه. أما الأساس الذي يعتمد عليه العلاج السلوكي العائلي فهو التحليل السلوكي للنسق الأسري، و ذلك – أساسا - من خلال تقدير وظائف الأسرة، و الذي قد يتضمن ملاحظات طبيعية لتفاعلات الأسرة، و ذلك قد يستغرق عدة جلسات فردية و ثنائية و جمعية. و أهم ما ينبغي البحث عنه خلال ذلك التقدير :
- إقامة تحالف علاجي مع كل أفراد الأسرة.
- استخدام المشكلة المقدمة كمنطلق لتحليل وظائف الأسرة.
- معلومات تفصيلية عن كل فرد في الأسرة تكون شاملة قدر الإمكان.
- معلومات حول تفاعلات كل فرد في الأسرة داخل النسق الأسري، و اتجاهاته و دافعيته، و مشاعره نحو أعضاء الأسرة الآخرين.
- الكشف عن الأنماط السلوكية التي تتكرر و تحدث باستمرار( و هي أنماط أصبحت ثابتة مع الوقت، و هي تقوم على حقيقة أن الناس يميلون إلى فعل الأشياء بالطريقة التي تنتج لهم أعظم المكافآت، و تبعد عنهم الألم و المعاناة ). و إحدى الطرق في الكشف عن تلك الأنماط ما يسمى بمسح التدعيم، و يقوم على التوجه بالسؤال إلى كل فرد عن جميع أنشطة أسرته، كيف هي الآن، و كيف يجب أن تكون. و بادراك الاختلاف بين أساليب التدعيم الحالية و أساليب التدعيم المرغوبة يتم الكشف عن مناطق عدم الإشباع في الأسرة. و يعتبر تحديد السبب الذي يجعل الأسرة تلجأ إلى نمط من السلوك الذي يسبب اضطرابا لبعض أفرادها من الأهداف الأساسية للتحليل السلوكي.
- خلال التحليل الوظيفي يحرص المعالج على الحصول على الإجابات عن الأسئلة المتعلقة بالمشكلة الراهنة و أثارها الايجابية و السلبية على الأسرة، و انعكاساتها في حال التخلي عنها، و العوامل التي تؤثر عليها حدة و تخفيفا.

و يقوم العلاج السلوكي العائلي على مجموعة من الأساليب تتمثل خصوصا في :
1- التدريب على التوكيد.
2- الاقتصاد الرمزي.
3- حل المشكلة.
4- التدريب على الاتصال.
5- اتفاقات تغيير السلوك.
و تتفاوت فنيات الاتصال المستخدمة في كل أسلوب من الأساليب السابقة، و لذلك فإننا سنركز هنا فقط على الأساليب التي تتدخل فيها عمليات الاتصال أكثر من غيرها، مع ملاحظة انه لا يخلو أي أسلوب من الأساليب السابقة في بعض آليات الاتصال.

فنيات الاتصال في مختلف أساليب العلاج السلوكي العائلي :
1- التدريب على التوكيد :
يؤكد هذا الأسلوب على أهمية الاتصال المباشر و الواضح لكل فرد من أفراد الأسرة نحو الأفراد الآخرين، و ذلك من خلال التعبير عن أفكاره و عن مشاعره الايجابية النوعية التي تعتبر عاملا حاسما تماما مثل المشاعر السلبية. إن هذا الاتصال الواضح يساعد على توفير الحلول السليمة للمشكلات، كما يساعد على تحقيق الأهداف الشخصية و الأسرية. و ينبغي الإشارة هنا إلى أن معظم برامج التدخل في العلاج السلوكي العائلي تتضمن تأكيدا واضحا على التواصل الايجابي.
إن التدريب على التوكيد يستند إلى التدرب على مهارات الاتصال التالية :
أ- تدريب المعالج أو أفراد الأسرة القادرين غيرهم من أفراد الأسرة على إعادة تقديم أو تمثيل محاولاتهم للاتصال بمشاعرهم.
ب- استخدام التعليمات، التغذية الراجعة، النمذجة، و التدعيم الايجابي في تشكيل مهارات الاتصال حتى يتم الوصول إلى التعبير عنها بأسلوب واضح مختصر و مباشر يناسب كل فرد في الأسرة، و إلى أن يتطابق التعبير اللفظي مع التعبير غير اللفظي.
و أخيرا، فانه يمكن النظر إلى أسلوب التدريب على التوكيد على انه حالة خاصة من أسلوب النمذجة، و هو يهدف إلى مساعدة عضو الأسرة على تأكيد ذاته، و الاستجابة المباشرة، و التعبير عن الحب و العاطفة نحو بعض الأشخاص المميزين في حياته، و مهما تكن طبيعة الموقف. و هنا يمكن الاستفادة بشكل واسع من نظرية التبادل الاجتماعي التي تقوم على مدى تبادل المكافآت و الإثباتات بين الأفراد في تعلم أعضاء الأسرة طرقا أكثر كفاءة للتعامل مع بعضهم بعضا، كأن يتعلموا كيف يقدمون بعضهم بعضا بإثباتات أكثر و بثمن اقل.
2- التدريب على حل المشكلة :
و هو أسلوب يقوم على مساعدة الأسرة مساعدة خاصة تهدف إلى تمكينها من أن تتعامل بكفاءة اكبر مع كثير من المشكلات الموقفية فيما بعد. و تتلخص خطوات حل المشكلة حسب بعض الباحثين في :
- الاتفاق على الطبيعة الدقيقة للمشكلة أو الهدف.
- استخدام الوصف الذهني و الاستماع إلى كل الحلول الممكنة( خمسة بدائل على الأقل ).
- إلقاء الضوء على المزايا و المساوئ لكل حل مقترح.
- اختبار الحل الأقصى أو الأمثل أو الأفضل.
- صياغة خطة تفصيلية لتطبيق أو تنفيذ الحل.
- مراجعة و استعراض جهود التنفيذ و الاستمرار في عملية حل المشكلة عندما يتطلب الأمر ذلك.

و هناك خطوات أخرى و إن كانت لا تختلف كثيرا من حيث المضمون عن الخطوات السابقة، يحددها باحثون آخرون، و تتمثل فيما يلي :
- يوافق أعضاء الأسرة على وجود مشكلة في علاقاتهم، و يتجنبون التحدث عن قانونية المشكلة.
- وضع تعريف محدد للمشكلة كمصطلحات سلوكية، و تحديدها بمصطلحات ايجابية أكثر منها سليبة.
- الحصول على وقت محدد للمناقشة( ليس أثناء الشجار ).
- التركيز على مشكلة واحدة في وقت محدد.
- تحديد عدد من الحلول السلوكية للمشكلة( باستخدام فترة عصف ذهني فعال إذا كان ذلك ضروريا ) دون الحكم على أفكار الذات أو الآخر.
- تقييم كل حل بديل و مقترح بتحديد ميزاته و عيوبه و اختيار حل عملي و مناسب لكل الأفراد.
- الاتفاق على فترة محاولة لتطبيق الحل و تقييم تأثيره.
أما عن بعض فنيات الاتصال التي يلجأ إليها المعالج هنا، و ذلك بعد مرحلة تحديد أبعاد المشكلة و وضعها في الإطار الصحيح القابل للفهم الذي يساعد على الحل، هي لجوؤه إلى المناقشات على أن ينسحب هو منها، و يكتفي بدور الملاحظ و المراقب لمناقشات الأسرة و تفاعلها و تبيين مواطن التأثير و التأثر، و الاقتناع و الإقناع، و الايجابية و السلبية، و السيطرة و الخضوع بين أفراد الأسرة في تفاعلهم الحجر حول المشكلة و مواجهتها، على أن يتدخل في المناقشة كلما رأى من الضروري ذلك، و كلما صادفته مشكلة سارع إلى علاجها بأسلوب حل المشكلات الذي هو بصدد تدريب أفراد الأسرة عليه، مع إشراكهم في كل خطوة يقدم عليها و تحميلهم المسؤولية كما تحملها هو.
و رغم أن أسلوب الاتصال المعتمد هنا بسيط من حيث المظهر العام، إلا انه يعتبر أساسيا، و من غير الاعتماد على الاتصال السليم لا يمكن لهذا الأسلوب العلاجي أن ينجح.
3- التدريب على الاتصال :
أشار إلى أهمية الاتصال في الأسرة عدد كبير من الباحثين و العياديين أمثال( Halford, Noller, Vogelsong, Borduin, Hengeller, Ginsberg ) و غيرهم. فالاتصال اللفظي يساهم في فهم اتجاهات و سلوك الأفراد، و يعتبر في حد ذاته مصدرا للرضا العميق، و هو أساس السعادة داخل الأسرة.
و يهدف التدريب على التواصل إلى زيادة مهارة أعضاء الأسرة في التعبير عن أفكارهم و مشاعرهم بوضوح، و الاستماع بفعالية إلى رسائل الآخرين. و لتحقيق هذه الأهداف يتم تدريب أفراد الأسرة على مهارتي التعبير و الاستماع، و ذلك تبعا لبعض الإرشادات السلوكية مثل :
- التعبير عن الموقف من وجهة نظر ذاتي أكثر من ذكر الحقائق.
- التعبير على الأحاسيس الايجابية اتجاه المستمع مثلا حين ينتقد.
- استخدام الإيجاز و الوصف المحدد للأفكار و المشاعر.
- ربط الإحساس بالتعاطف مع مشاعر الآخر.
هذا بالنسبة لمهارة التعبير، أما بالنسبة لمهارة الاستماع، فعلى المستمع مثلا أن يتدرب على ما يلي :
- محاولة التعاطف مع أفكار و مشاعر الذي يعبر عن نفسه مهما تكن الحالة.
- إيصال هذا التعاطف إلى من يعبر عن نفسه.
- تجنب مقاطعة المتحدث بأي طريقة.
- تجنب الحكم على أفكار المستمع و مشاعره.
- إشعار المتحدث بفهم خبرته مثلا عن طريق تلخيص أو إعادة صياغة ما قاله.
و في نفس السياق يمكن إضافة خطوات تدريبية أخرى مثل :
- تقديم المعالج لتعليمات شفوية و كتابية عن سلوكيات محددة تخص كل نوع من هذه المهارات تلزم بها الأسرة.
- تعبير المعالج نفسه عن مهارتي التعبير و الاستماع ( باعتباره نموذجا ).
- عرض عينات من أشرطة الفيديو على العملاء.
- ممارسة العملاء لمهارات الاتصال بشكل متكرر مع المعالج.
- بدء العملاء ممارسة مهارات الاتصال بالموضوعات السهلة نسبيا تجنبا لحدوث انفعالات قوية، و كل ما تم الإتقان في مستوى معين تم الانتقال إلى مستوى أصعب.
- تعليم العملاء تثبيت المهارات( مثلا من خلال ذكر الجملة بمعنى آخر، تقديم أسئلة مفتوحة،...الخ).
و أخيرا، ينبغي ملاحظة أن مهارتي التعبير و الاستماع هي من مهارات الاتصال التوافقي، و لذلك أصبح مطلوبا الآن التركيز في التدريب على الاتصال يتخلى عن المهارات المحددة الصغيرة، و يتجه نحو تحديد أو تغيير بعض الأنماط العامة من الاتصال مثل : نمط المطالب المنسحب( أين يطالب احد الطرفين بالتغيير بينما ينسحب الآخر )، حيث غالبا ما يؤدي هذا النمط إلى تدهور في الرضا عن العلاقة.
4- اتفاقات تغيير السلوك :
نشير اختصارا هنا إلى أن اتفاقات تغيير السلوك تتضمن ثلاثة أشكال أساسية، هي :
- اتفاق وضع قواعد تحكم العلاقة.
- اتفاق الثقة الجيدة.
- اتفاق زيادة الأنشطة المشتركة لأفراد الأسرة.
و تتجلى أهمية الاتصال هنا خصوصا في عملية التفاوض التي تجري بين أفراد الأسرة بخصوص تعديل صيغة الأشكال السابقة الثلاث كما اقتضت الضرورة، ناهيك عن أن عملية الاتصال بصفة عامة هي التي تحكم تنفيذ السلوكيات التي تتضمنها الأشكال السابقة خاصة تلك التي تكون في صورة واجب منزلي بين الجلسات.















3- العلاج العائلي المعرفي( الاتجاه المعرفي ) :
هناك ثلاث مدارس في العلاج المعرفي هي :
- العلاج العقلاني الانفعالي لصاحبه أليس.
- العلاج المعرفي عن طريقة بيك.
- العلاج القائم على تعليم و توجيه الذات لصاحبه مينكبوم.
1- العلاج العقلاني الانفعالي :
يتضمن العلاج العقلاني الانفعالي تدريب المريض على اكتشاف و تحدي و تعديل مستوى اللاعقلانية الذي يحي فيه، إذ الانفعالات السليبة هي نتيجة للتفكير غير العقلاني، و أحداث الحياة لا تخلق مشاعر سلبية بل ما يحدثها هو طريقة تفكيرنا في تلك الأحداث. و من وسائل العلاج هنا : تحدي المعالج المباشر لأي معتقد غير عقلاني، و تحدي المريض لتلك المعتقدات من خلال الواجبات المنزلية.
2- العلاج المعرفي :
يتضمن العلاج المعرفي عند بيك أيضا تعديل أنماط التفكير و لكن هنا من خلال مواجهة ما يعرف عنده بالأفكار الأوتوماتيكية، و هي عبارة عن تيار الأفكار و المعتقدات و الصور الشعورية التي توجد لدى الأفراد في لحظة لأخرى، و تظهر في مواقف محددة، و في الشائع أن يتقبلها الأفراد كأمر مسلم به دون التساؤل عن مصداقيتها. و قد لوحظ انتشار التمسك بمعتقدات غير عقلانية أو غير وظيفية في العلاقة بدرجة أكثر في حالات عدم التوافق الأسري، كما ترتبط بمفهوم شدة تلك المعتقدات بالمستويات المنخفضة في التوافق الأسري. و يرتبط بمفهوم الأفكار الأوتوماتيكية مفهوم آخر هو التحريف المعرفي للأفكار الأوتوماتيكية و هو يعني تفسير أفراد الأسرة غير المتوافقة للمواقف كلها على بطريقة سلبية- و باستمرار – رغم إمكانية تفسيرها بشكل أكثر قبول.
و هناك مجموعة من التعريفات المعرفية الشائعة التي تحدث أثناء الاتصال داخل الأسرة، و تؤثر بالتالي على عملية التفاعل تأثيرا قد يكون خطيرا، و من أهمها :
- الاستنتاج التعسفي : الوصول إلى نتيجة عن غير دليل معقول، و مثالها : ميل الزوجة إلى الصمت فيستنتج الزوج أنها تكرهه.
- التجريد الانتقائي : و يعني إدراك المعلومة خارج سياقها، و مثالها : صراخ الأب في وجه الابن الذي تأخر ليلا، فتعتقد الزوجة انه فعل ذلك لأنه يخشى أن يكرر بعض الانحرافات التي وقع فيها الأب من قبل، و إذا سئلت على الزوج قالت لم اعرف أحدا مثله فيحسن الخلق.
- التعميم الزائد : اتخاذ موقف نهائي من حادثة قد لا ترتبط به، و مثالها : قول الأب لأحد أبنائه : يا غبي، فيجعل الأم تعتقد انه يحتقر أبناءها.
- التمويل و التموين : أي تهويل ما هو سلبي و تهوين ما هو ايجابي.
- التنسيب الشخصي : أي عندما يرجع الفرد الأحداث الخارجة إلى نفسه أثناء قصور الفهم الصحيح لتفسيرها، و مثالها : اعتقاد الزوجة أن زوجها يراها غير جميلة عندما يتحدث إليها و هو يبتسم.
- التفكير الثنائي : و ذلك عند تفسير الأحداث على أنها نجاح كامل أو فشل تام، و مثالها : الطفل الذي يلبي جميع رغبات أمه، ثم تقول له : أنت ولد عاق، و يرى هو أنها لا ترضى أبدا رغم ما يفعله لأجلها.
- التسميات الشخصية : و فيه يرى بعض أفراد الأسرة أن سلوكا ايجابيا عند فرد آخر ظرفي و عابر، بينما يرى أن سلوكا سلبيا ما خلق راسخا فيه( كان يرى أخ في الهدوء أثناء الحديث لدى احد إخوته- رغم اتصافه به- عابرا، بينما يرى بعض التسخط الذي بدى عليه فجأة – رغم عدم اتصافه به – راسخا فيه ).
- قراءة الأفكار : و فيه يرى بعض أفراد الأسرة أنهم قادرين على معرفة ما سيقوله فرد آخر في موقف محدد، دون اتصال لفظي مباشر بينهما، و مثالها : أن تقول الأم لأحد أبنائها : اعرف ما سيقول أبوك عني غدا إذا تأخرت عن جدتك. و هذه التنبؤات رغم أنها قد تكون دقيقة( بناء على الخبرة السابقة ) إلا أنها قد تنطوي على خطورة الاستنتاجات الخاطئة.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن كلا من الأفكار الأوتوماتيكية، و التعريفات المعرفية المنبثقة عليها تتشكل انطلاقا من مفهوم آخر مهم هنا، و هو مفهوم المخططات، و المخططات هي بنى معرفية ثابتة و قد تصبح جامدة غير مشروطة، و كثير منها يكون عن العلاقات و عن طبيعة الاتصال و أشكال التفاعل المختلفة بين أعضاء الأسرة، ليتعلمها الفرد من خلال أساليب التنشئة المختلفة. و رغم أن هذه المخططات تكون قابلة للتعديل، إلا أنها تعلب الدور الأساسي في استجابات الأفراد داخل تفاعلات الأسرة، و أن ادراكات الأفراد و تفسيراتهم لسلوك الآخرين تتشكل داخل المخططات.
3- العلاج القائم على تعليم و توجيه الذات :
يقوم هذا النوع من العلاج على مسلمة مؤداها أن الإنسان مسؤول عن أفعاله و بالتالي فهو قادر على تغييرها، و يقوم هذا الأسلوب على خمس خطوات هي :
- تحديد المشكلة.
- مواجهة المشكلة.
- استخدام تقريرات و عبارات المواجهة.
- تصحيح الأخطاء.
- التعزيز الذاتي.
و يقوم المعالج هنا بتحديد و تعديل التقريرات الذاتية، كما يقوم بدور المدرب و المعزز، إضافة إلى التدريب على مهارات حل المشكلة و مواجهتها.
و الخلاصة هنا، أن العلاج المعرفي يقوم على اعتبار أن اضطرابات الاتصال و اخلالات مظاهر التفاعل ترجع إلى البنية المعرفية لدى الشخص، لذلك فان هذا النوع من العلاج يعتمد على تطبيق الفنيات البنائية المعرفية في تصحيح و تعديل تلك الاضطرابات و الاختلافات، و لا يستند إلى أي من فنيات الاتصال في حد ذاته باعتباره هنا معلولا و ليس علة.
و يتكون العلاج من مجموعة إجراءات تهدف إلى تحديد و مواجهة الأفكار السلبية بصورة تسمح بتطوير بدائل ايجابية مناسبة، و أفكار توافقية تتعامل من جديد مع الواقع، و لذلك يتطلب العلاج هنا التدريب على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية، ثم تحدي الأفكار الوظيفية.
أ- التدريب على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية :
و يمكن توضيح ذلك بالمثال التالي :
الموقف : زوجة الابن تذهب إلى أهل زوجها و تلقي التحية على حماتها فلا ترد هذه الأخيرة.
الفكرة الأوتوماتيكية : إنها تستهزئ بي و لا تحترمني و تعاملني على أنني اقل منها.
الاستجابة الانفعالية : الغضب.
و هنا يوضح المعالج لأفراد الأسرة كيف ارتبطت الأفكار الأوتوماتيكية بالاستجابات الانفعالية، و كيف ساهم ذلك في الإطار السالب للآخرين. و يساعد الأفراد في تحديد هذه الأفكار إتباع الخطوات التالية :
- الاحتفاظ بمذكرة تصف الظروف المحيطة بفترة الصراع في العلاقة.
- وصف الموقف و الأفكار الأوتوماتيكية التي تأتي على البال.
- تحديد الاستجابات الانفعالية الناتجة.
و بمجرد تدرب الأفراد على تلك الخطوات و النجاح فيها بصورة جيدة، يأتي دور المعالج في :
- التأكيد على ربط الأفكار بالاستجابات الانفعالية و السلوكية.
- المساعدة من خلال النقطة السابقة على مواجهة الميل العام لأعضاء الأسرة لعدم مسؤوليتهم في تأثيرهم على ما يشعرون به.
ب- استراتيجيات تحدي الأفكار غير الوظيفية : و من أهمها :
1- الإبعاد : و معناه أن يجعل الفرد بينه و بين ذاته مسافة حتى يتمكن من أن ينظر إليها نظرة موضوعية، أي على أنها ظواهر نفسية و ليس على أنها حقيقة واقعية.
2- فض المركزية : أي عدم النظر إلى نفسه باعتبارها بؤرة الأحداث.
3- تدقيق الاستنتاجات : الأفراد دائما في حاجة إلى الحصول على المعلومات العقلية الداخلية و المثيرات الخارجية، و يساعد المعالج بفنيات معينة في تحديد ما إذا كانت استنتاجات المريض غير دقيقة أو غير مبررة من خلال :
- الاشتراك مع الأفراد في تطبيق الاستدلال الصحيح.
- و منه التحقق من صحة الملاحظات ثم تتبع المسار المنطقي الذي يؤدي إلى النتائج، إذ قد يطلب المعالج من الفرد شرحا بديلا للموقف، و ذلك طبعا يتطلب من العميل جمع معلومات تدعم أفكاره عن العلاقة و الأسباب و التوقعات الجديدة، و مثالها : أن يطلب المعالج من الأب الذي كثيرا ما يصف ابنه المتأخر دراسيا بكثرة الإهمال، ذكر بعض الحالات الاستثنائية التي رأى فيه الأب ابنه هذا مجدا غير مهمل، أو يكتب يوميا متى يكون مهملا و متى يكون غير مهمل، و تهدف هذه التدخلات أن يصل الأب بنفسه إلى أن استنتاجاته بخصوص إهمال ابنه غير دقيقة.
4- إعادة صياغة المشكلة : و تعني صياغة مدرك جديد من بيانات قديمة، و منه تكوين وجهة نظر مختلفة عن المشكلة الموجودة، و يقوم ذلك أساسا على اخذ الشيء من مجراه الأصلي و وضعه في مجرى آخر، و في خلال ذلك إعادة صياغة السلبي إلى الايجابي و مثاله : أن يقول المعالج للزوجة التي تصف زوجها بأنه ثائر في حديثه معها، انك تتأثرين بذلك، و لكن قد يفعل ذلك ليس لأنه عدواني، و لكن لأنه يهتم بك كثيرا و في اشد الحاجة إليك، إنما لا يريد أن يظهر ضعفه أمامك.
و عليه فانه بتعديل البنية الفكرية وفق الخطوات النموذجية التي تم استعراضها، تتعدل تبعا لها كثير من أساليب الاتصال غير الصحيحة، باعتبارها من مظاهر تلك البنية، و بذلك يزول الصراع في العلاقة، و تختفي مظاهر الاضطراب و يعود التماسك من جديد إلى الأسرة.
و هنا تتجلى أهمية العلاج المعرفي العائلي و دوره في تصحيح أساليب الاتصال.
















4- العلاج العائلي النسقي ( الاتجاه النسقي ) :
عند الحديث عن المناهج النسقية في العلاج العائلي، فإننا في الواقع نتكلم عن الميدان التي احتضن ميلاد هذا الأسلوب الجديد من أساليب العلاج النفسي؛ حيث انه أسلوب تبلور في نفس الوقت الذي تبلور فيه الاتجاه النسقي في علم النفس. ثم إن رواد الاتجاه النسقي كانوا هم أنفسهم رواد العلاج العائلي، و لذلك فان أهم وجوه الاختلاف بين المعالجين النسقين و غيرهم من المعالجين التحليليين و السلوكيين، أن أولئك بدأوا ممارستهم طبقا لتوجهات العلاج العائلي بينما هؤلاء كيفوا أنفسهم لتتفق مع التوجه العلاجي العائلي. و هنا تجدر الإشارة إلى أن أهم مدخل من مداخل العلاج العائلي الذي تلعب فيه مبادئ الاتصال دورا أساسيا و حاسما هو مدخل العلاج العائلي النسقي. و اليوم أصبحت تسود في هذا المدخل من مداخل العلاج العائلي أربعة اتجاهات رئيسية هي :
ا- الاتجاه التفاعلي و صاحبه عالم الانتروبولوجيا G.Bateson
ب- الاتجاه الاستراتيجي و صاحبه أخصائي الاتصال Jay Haley
ج- اتجاه انساق الأسرة و صاحبه احد أعلام وجهة النظر النسقية في تناول الأسرة Murry Bowen
د- الاتجاه البنائي و صاحبه عالم من أعلام علاج الأسرة Silvador Munichin

و قبل التطرق إلى أهم الأساليب العلاجية حسب الاتجاهات الأربعة السابقة، ينبغي تعريف النسق و تحديد أهم المفاهيم التي جاء بها.
تعريف النسق :
يشير مفهوم النسق بصفة عامة إلى انه مجموع لأجزاء أو وحدات بينها اتصال داخلي، و تحكمها علاقة التأثير و التأثر، و قد تكون تلك الوحدات أعضاء( كما في جسم الإنسان )، أو أفراد( كما هو الحال في الأسرة )، أو مجموعات( كما هو الحال في المجتمعات و الأمم ). و تتجمع هذه الوحدات و تتبادل التأثير و التأثر من خلال الاتصال.
و لعل ابسط و أدق تعريف يمكن تقديمه، هو أن النسق عبارة عن أشخاص في اتصال مع أشخاص اخزين، فنسق الأسرة هو مجموعة معينة من الأشخاص توجد بينهم علاقات قائمة و مستمرة، و تتجلى هذه العلاقات في شكل اتصال يمكن ملاحظته. و لكن الملاحظة المهمة هو أن كل تعريف للنسق يضع الأفراد في الخلفية و يضع علاقاتهم في المقدمة، فالاهتمام يتوجه إلى الكل، و لا يتم الاهتمام بالأجزاء إلا في إطار ذلك الكل. و في الأخير ينبغي الإشارة إلى أن أول مركز انشىء لهذا النوع من العلاج كان في ميلانو سنة 1967 على يد Mara Selvini Palazzli ، ثم أصبح مؤسسا بوضوح في حدود عام 1978 على يد Ligi Bascola و Gian Francocecchini و Guilian Prata ، أما أهم الأفكار التي استفاد منها هذا الاتجاه فهي أفكار Bateson و Paul Watzlawick ، و منذ ظهوره و عدد المعالجين الذين يعتنقونه في تزايد.

المفاهيم الأساسية في نظرية النسقية :
نشير هنا باختصار إلى أهم المفاهيم التي تكرر استخدامها في نظرية النسق و هي :
1- التغذية الراجعة : و هي نوعان؛ سالبة و موجبة.
- التغذية الراجعة السالبة : و تهدف إلى تصحيح النسق المضطرب بإعادتها إلى حالة من التوازن التي كانت عليها في الماضي، كأن يطلب المعالج من الطفل( التصرف كمريض) كيف يعيد التفاهم بين الوالدين( كما كان في الماضي).
- التغذية الراجعة الموجبة : و هي تقنية علاجية تدفع الأسرة إلى تصرفات جديدة لتمنع ظهور أنماط السلوك القديمة. و هي تستخدم لتتفاعل عكسيا مع التغذية الراجعة السالبة كميكانيزم يخلق أزمة تحدث تقدما علاجيا و تحمي الأسرة من البقاء ثابتة. و هنا مثلا يمنع المعالج الأسرة من توظيف العضو الذي يوصف بأنه مريض لإخفاء موضوعات أسرية أخرى.
2- ما وراء الاتصال :
و يقصد به المعلومات عن التواصل نفسه، إذ يصاحب الرسائل اللفظية و غير اللفظية ما يجعل المستقبل يتلقى تلك الرسائل بطريقة معينة. و عندما نتحدث عن الرسائل اللفظية باسم المحتوى، و عن الرسائل غير اللفظية باسم العملية، فان المحتوى هو المعلومات الواضحة في الرسالة، و أما العملية فهي السياق( الذي يكون في الغالب واضحا )المرشد إلى فهم المعلومات التي في الرسالة. و واجب المعالج هنا الالتفات إلى المستويين معا في الحديث مع الأفراد بما فيه من تحديد مباشر للمجاز و للرسائل غير الواضحة ... و هو ما يمكنه من أن يتدخل علاجيا و يقدم تفسيرات لا تقوم على ما يقوله المريض فقط، و لكن أيضا على ما يوصله عبر الاتصال غير اللفظي عن عملية الاتصال مثل لغة الجسم و شدة المشاعر و نبرة الصوت. و الأمثلة التالية توضح أهمية مفهوم ما وراء الاتصال في عملية العلاج :
- المريضة التي تروي قصصا مختلفة عن أشخاص مهتمين بحياتها افشوا أسرارها، فيسألها المعالج إذا كان هذا تساؤل غير مباشر عن إمكان الثقة فيه أم هو أيضا سيفشي أسرارها.
- احد المرضى لا يتكلم عن احباطاته العاطفية إلا في نهاية جلسة العلاج في آخر الأسبوع، فلما قدمت له هذه الملاحظة قال : اطمئن إلى التعبير عن هذه المواضيع في نهاية الجلسة بدلا من بدايتها لأني سأشعر بالإحباط أو الرغبة في البكاء أمامك.
- مريض في العلاج الجماعي يشكو من الوحدة و يرفض نصائح أو تعاطف المرضى الآخرين، فيطلب المعالج من أعضاء المجموعة : هل يستطيع احد منكم مساعدته ليفهم ما يفعله في المجموعة مما يفسر له لماذا يشعر بالوحدة حتى مع وجود الآخرين.
- صمت الزوج الطويل أمام سؤال زوجته قد يفسر على انه رفض للإجابة أو عدم مبالاة أو إعلان بانتهاء المناقشة.
إن الأمثلة السابقة الذكر، توضح أهمية مفهوم ما وراء الاتصال و قيمته في أي اتجاه علاجي، و انه على المعالج بالتالي أن يعيره مقدارا جيدا من الاهتمام حتى ينهي العملية العلاجية بصورة جيدة.
3- الرابطة المزدوجة :
و هي نوع من الرسائل وضع فرضيتها كل من Basteson, Jackson, Haley, Weakland و حدوثها يتوقف على مجموعة شروط هي :
- أن تحدث بين شخصين أو أكثر.
- هي خبرة متكررة.
- رسالة سالبة من حيث المبدأ.
- تحمل في نفس الوقت معنى يناقضها على المستوى التجريدي و تحمل طابع العقاب و التهديد.
- تجعل هذه الرسائل الفرد غير قادر على الهرب من الموقف.
أن هذا النوع من الاتصال لا يتفق فيه الكلام مع المعنى، و لا ينسجم فيه الموقف مع الوجدان، و الاستجابة النفسية لهذا النوع من الرسائل إذا تكررت هي الإحباط و اليأس و الاكتئاب، و مثالها احد الفصاميين : أحس أن أمي تخنقني من كثرة حبها لي، فهي تصر على المراجعة مثلا طول الوقت كأنها تريد أن تعاقبني كي انجح ليقال عنها أنها أم جيدة ليس من اجلي أنا.
ويرتبط بمفهوم الرابطة المزدوجة مفهوم آخر وضع على أساسه من طرف Jackson و Weakland و هو مفهوم الاتزان الأسري الذي يعتمد على التأثير و التأثر. و مؤداه انه إذا حدث تغير لدى فرد من الأسرة فان هذا يقود إلى تغير في فرد آخر. و عليه فان الأسرة المريضة تتميز باتزان مرضي يقوم على نمط من العلاقات المرضية القوية بين أفرادها تخضع لنوع من القانون الخاص الذي يقاوم شتى أنواع الضغوط التي تهدف إلى تغييره، و الرسائل ذات الرابطة المزدوجة تلعب دورا أساسيا في هذه الحالة.
4- مفهوم الحدود :
يرتبط مفهوم الحدود بالمنحى العلاجي الذي يستند إلى مفهوم انساق الأسرة الذي يؤكد المفاهيم البنائية لصاحبها Munichin . و مفهوم الحدود بالإضافة إلى مفهوم الأنساق الفرعية، و التدرج الهرمي من المفاهيم التي ينبغي توضيحها في تحليل البناء الأسري قبل تحديد ضرورة أو نوع التدخلات العلاجية. و يعني مفهوم الحدود الكيفية التي يتفاعل بها أعضاء الأسرة مع بعضهم، و كيف يتفاعل نسق الأسرة ككل مع العالم الخارجي. و يشير Munichin إلى أن هناك الحدود الواضحة و توجد داخل النسق الفرعي عندما يتسم أعضاء الأسرة بالمساندة و المشاركة في التربية و يسمحون بالتفرد و الاستقلال، و لذلك يكون هنا اتصال متكرر بين الأنساق الفرعية. و عليه فان الأنساق الفرعية يمكن أن تحقق الاتصال و التفاوض مع بعضها البعض، و تتم مواءمة قواعد الأسرة للتحديات الموقفية و النمائية.
و هناك ثانيا : الحدود المائعة، و هي تنشا عندما يتسم أعضاء الأسرة بالمساندة و المشاركة في التربية، غير أنهم لا يسمحون بالتفرد و الاستقلالية. و هنا ينعدم التدرج الهرمي الواضح في السلطة، و يتم التفاوض و التوافق بين أعضاء الأسرة بصورة زائدة، و هو ما يجعلهم في حالة ارتباك، و يعاني أفراد الأسرة من جهة أخرى من متاعب في الاعتماد على أنفسهم أو الارتباط الفعال مع أعضاء خارج الأسرة لا يدعمون الاعتمادية، و يصبح الأطفال غير ناضجين و معتمدين على والديهم بشكل مبالغ فيه و ربما يخشون من محاولات الاستقلالية أو فشل هذه الاستقلالية و ربما يخشى الوالدان ما يترتب على الاستقلالية الزائدة لدى الأطفال.
و هناك أخيرا، الحدود الجامدة، و هي تنشأ عندما يشجع أعضاء الأسرة على الاستقلالية، و امتلاك الاهتمامات الشخصية، في حين تقابل الحاجات الخاصة بالنمو بعد التحقق. و تفرض الحدود الجامدة قيودا على الاتصال المتبادل بين أعضاء الأسرة، و تؤدي إلى انفصال انفعالي، و تكون المساحة المتاحة للتفاوض و التوافق بين أعضاء الأسرة محدودة، كما أن الاتصال بين الأنساق الفرعية يكون محدودا، و يصبح كل عضو من أعضاء الأسرة، نتيجة لذلك، جزيرة منعزلة يواجه النجاح و الفشل بمفرده.
5- الأنساق الفرعية :
يقصد بالأنساق الفرعية كيفية تشكل جماعات فرعية؛ ففي الأسرة يعتبر الزوج نسق وحده، و الزوجة نسق وحدها، و العلاقة بينهما نسق ثالث، فان كان لهما طفل انضاف الأنساق الفرعية الثلاثة السابقة لنسقين فرعيين آخرين هما : نسق الابن و نسق البنوة( أي علاقة الابن بوالديه). و هكذا و للأعضاء داخل كل نسق فرعي ادوار تكاملية تجاه بعضهم بعضا، فهم في حاجة إلى التفاوض و التوافق مع بعضهم بعضا و عليهم تطوير القواعد المرتبطة بمن يقوم بمهام الأسرة، و كيفية التخاطب مع بعضهم بعضا و كيفية حل الصراعات، مع انه يبقى لكل نسق فرعي خصوصيته الوظيفية.
6- التدرج الهرمي :
يشير التدرج الهرمي إلى ذلك الفرد من الأسرة الذي يتمتع بقوة و سلطة اكبر في وضع القواعد و اتخاذ القرارات. و في الأسرة التي يتمتع الآباء بقوة و سلطة اكبر من الأطفال، كما يتمتع الأطفال الأكبر سنا بقوة و سلطة اكبر من الأطفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاج الاسري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملخص كتاب العلاج المعرفي
» الصيام قد يساعد في العلاج الكيماوي للسرطان
» أسرة هنية تفضل العلاج في المستشفيات الإسرائيلية
» علماء بريطانيون يقتربون كثيرا من القضاء على الأيدز العلاج الجديد يحاول خداع الفيروس للخروج من أماكن اختبائه داخل الخلايا النائمة، ومن ثم إثارة جهاز المناعة للتعرف عليه ومهاجمته. ميدل ايست أونلاين تقنية 'الركل ثم القتل' لندن ـ ن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جــــامعة الحـاج لخضـر :: الفئـــــــــة 05 :: ¤كليــــة ععلم النفـــس¤-
انتقل الى: