2013/09/05
وجه
أهالي “معلولا” رسالة إلى
أعضاء الكونغرس الأميركي على
خلفية ما جرى في
البلدة من استباحة إجرامية لأقدم مدينة مسيحية في العالم .
معلولا
وفيما يلي النص الحرفي للرسالة :
السيد … عضو
الكونغرس الامريكي المحترم … : دعني احدثك ، عما جرى اليوم في مدينة معلولا ، وبعدها اخبرك ، ماذا تعني معلولا ؟؟؟
في الساعة الرابعة فجرا ، بتوقيت دمشق ،هاجمت عصابات الجيش الحر ، وارهابيو جبهة النصرة وقتلة دولة العراق والشام ، هذه المدينة الآمنة الغافية في حضن جبال القلمون ، واستباحت بيوتها واديرتها وكنائسها ، وقامت بتمزيق الصور ، والطلب من الاهالي ترك دينهم ، والتحول الى دين الاسلام .
نعم هذا ما حدث فجر اليوم في معلولا ، حيث انتشرت عصابات المسلحين ، في المدينة ، ونصبت اسلحتها في ساحة المدينة ، واغلقت ابواب الأديرة وعبثت بالايقونات التاريخية .
ان هذا الاجرام ، واستباحة المدن المسيحية ، وارهاب اهلها ، ليس سوى جزء من مخطط كبير ، لتهجير المسيحيين من اوطانهم .
وهذا ما يحصل والدولة لا زالت قوية ، فكيف ستُصبح الحال ، فيما لو ضعُفت الدولة ، وتم قصفها من قبل القوات الامريكية ؟؟؟؟ ان ما ينتظر المسيحيين في مدنهم وقراهم ، على أيدي جبهة النصرة ، المنظمة الارهابية واعوانها ، هو امر مرعب ومخيف ، ولعل ما حدث في القصير والغسانية ودير سمعان العامودي وفي حمص في كنيسة ام الزنار ، من اعتداءات رهيبة على كل الكنائس والاديرة المسيحية ، يجعل الضمير العالمي يصحو قليلا ويستفيق ، ليعاين ما فعلته يد الاجرام الارهابي في سوريا .
ولم اتحدث عن المجازر التي حصلت ، في كل مدن الأقليات ، لأنكم عاينتموها قبلا .
دعوني اعرفكم على قصة معلولا سادتي : قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا/سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينيا مهما عندما أصبحت بدءاً من القرن الرابع مركزاً لاسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.
بنى دير سركيس في القرن الرابع الميلادى وصمم على نمط الكنائس الشهيدية البسيطة المظهر وسمى باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م ومازال هذا الدير محتفظا بطابعه التاريخى العريق.
يضم دير مارتقلا رفات القديسة تقلا ابنة احد الامراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس وماء مقدسا للتبرك ويقع فى مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخرى الذى عاشت فيه بعد هروبها من اضطهاد الرومان حيث لايزال هذا الكهف ظاهرا حتى اليوم وفى رحابه بنى دير مار تقلا الذى بقى حتى الان رمزا للقداسة وحياة القديسين وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتنى به وبزائريه الذين يأتون اليه من كل صوب للتبرك واذا امعن الزائر النظر من سطح الدير الى الصخور المحيطة شاهد القلالي أي غرف الانفراد الصخرية التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون الى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد ما يدل على ان معلولا كانت مدينة رهبانية ترتفع منها الصلوات والتضرعات ليلاً نهاراً إلى الله.
تمتاز معلولا بما يسمى فج مارتقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة يقسم الفج القرية الى شطرين.