DR.Hannani Maya نــــائب المــــدير
الجنس : عدد الرسائل : 5393 العمر : 82 العمل/الترفيه : كاتب ومحلل سياسي عراقي \ الانترنيت والرياضة والاعلام المزاج : جيد تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: الحقيقة في قصة القبض على صدام حسين الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 4:54 am | |
| الحقيقة في قصة القبض على صدام حسين - اقتباس :
الحقيقة في قصة القبض على صدام حسين
جندي بحرية مارينز: «صدام حسين قبض عليه بعد مقاومة عنيفة قتل فيها أحد المارينز» «عثرنا على صدام في بيت بالقرية وليس في الحفرة التي هي عبارة عن بئر قديمة»!
(شبكة البصرة) - ترجمة دجلة وحيد للكاتب (مالكوم لاغوش) – (جيف أرتشر): كلنا رأينا الصور في كانون أول (ديسمبر) 2003 لصدام حسين أشعث الشعر غير مرتب الهيئة بعد سحبه من «حفرة عنكبوت» في بلدة قرب تكريت. الإدارة الأمريكية سخرت من الوضع، والرأي العام الأمريكي تناول آلاف النكات عنه وعن مخبئه! كانت الحفرة قذرة، وكانت هناك علبة فارغة للحم رخيص من نوع «سبام». القصة التي قدموها للعالم كانت بأنه اختبأ هنا، ولم يكن هذا ذا أهمية بالنسبة للعراقيين فأيامه انتهت، وهو الآن في أيدي المحتلين. احزر ماذا هناك؟ الحقيقة أنه «لا شيء من هذا السيناريو كان صحيحاً»!
نشر الاتحاد الصحافي الدولي (يو بي آي) في الثامن من آذار (مارس)ً 2005 بيانا صحافياً صغيراً بعنوان «نسخة عامة عن قصة خيالية لأسر صدام». لا تعتقد – عزيزي القارئ -بأنك مقصر لأنك لم تقرأ هذا حتى الآن، لأنه حظي بتغطية إعلامية ضئيلة في الولايات المتحدة قبل أن أتولى كتابة هذا المقال.
لقد وجدت وسيلة إعلامية واحدة فقط عرضت هذه القصة (قناة وام 13) في روتشيستير، نيويورك. البيان الصحفي لـ«يو بي آي» اشتمل على اقتباسات من جندي بحرية (مارينز) سابق من أصول لبنانية اسمه «نديم رابح». فبالإضافة إلى الرواية الأمريكية عن تاريخ الأسر بأنه انتهى في يوم واحد، ذكر نديم رابح أثناء مقابلة له في (لبنان): أنا كنت من بين العشرين رجلاً المكونين للوحدة - بينهم ثمانية من أصول عربية - والذين بحثوا عن صدام مدة ثلاثة أيام في منطقة الدورة القريبة من تكريت، ووجدناه في بيت بسيط في قرية صغيرة وليس في حفرة كما أعلن! أسرناه بعد مقاومة عنيفة قتل خلالها أحد أفراد مشاة البحرية من وهو من أصل سوداني. وروى رابح كيف أن صداماً أطلق النار عليهم من بندقية من نافذة غرفة في الطابق الثاني. بعدها صرخ جنود البحرية عليه باللغة العربية: «يجب أن تستسلم.. ليس هناك فائدة في المقاومة». فكيف جئنا لمشاهدة صور الحفرة وصدام بمظهره القذر؟ طبقا لرابح: «لاحقاً لفق فريق إنتاج عسكري فيلم أسر صدام في حفرة، والتي كانت في الحقيقة فتحة بئر مهجورة». رواية جندي البحرية السابق تشترك مع الكلام الذي قاله صدام حسين لمحاميه في اجتماعهم الوحيد؛ إذ أخبره بأنه أسر في بيت صديق، وأنه خُدّر وعذب مدة يومين. ولهذا السبب بدت صور صدام موسخة.
ذهبت إلى موقع «غوغل» وبحثت عن صور أسر صدام. كل الشبكات ومنشورات الأخبار الرئيسة أظهرت صور الحفرة وصدام المحاصر: (مجلة التايمز وسي إن إن ومجلات وصحف يومية.. إلخ، سمها ما شئت فكلها نشرت ذلك، لكن كانوا جميعاً مخدوعين. ولم تكن هناك نشرة واحدة أخذت متسعاً من الوقت لبحث القصة. فهم أخذوا الصور التي وزعت عليهم من الجيش الأمريكي فحسب، ومن ثم كتبوا العبارات التي أمليت عليهم مرددين الكلام بطريقة ببغاوية. ليست هذه هي المرة الأولى التي يخدعون بها الشعوب، شيئ من هذا القبيل حصل سابقاً بعد غزو واحتلال «بنما» عام 1989، إذ سمحت الولايات المتحدة للصحافة بدخول مكتب «مانويل نورييجا» فوصفته الصحافة وكأنه منحرف جنسياً. كان في المكتب صور لأولاد صغار وصورة لهتلر وملابس داخلية حمراء ومجلات خلاعية. اللقيط القذر جندي البحرية الذي كان أول من دخل مكتب نورييجا سرح من الخدمة العسكرية بعد بضعة أشهر، فتحدث في نهاية المطاف مع مراسل صحافي وقال له إنه كان على الإطلاق أول من دخل المكتب بعد أن اختطفت الولايات المتحدة الرئيس البنمي السابق، لقد كان كل ما في داخل المكتب منضدة وهاتف وكرسي وآلة كاتبة.
دعونا نرجع إلى الوراء ستة عشر عاماً من زوال نورييجا، ففي عام 1973 اغتيل الرئيس التشيلي سلفادور الليندي. وعندما سمح للصحافة بدخول مكتبه شاهدوا زوجاً من الملابس الداخلية الحمراء وصوراً لأولاد صغار وصورة لهتلر ومجلات إباحية! وكالة المخابرات المركزية لم تمتلك الحشمة لتغيير الدعائم. فاستعملوا الدعائم السينمائية نفسها لكلا المكتبين، معتقدين أن ستة عشر عاماً كانت وقتاً طويلاً ولن يكتشف أحد الخدعة ويفهم الحيلة. ومن الطريف أن أحد المراسلين الذين غطوا حدث 1973 كان أيضاً موجوداً في «بنما» عام 1989، ورأى كلا السيناريوهين المصطنعين الملفقين.
أما مع صدام فقد غيروا الدعائم السينمائية التي سبق ذكرها، ربما لأنها قد لا تمر في العراق دون اكتشافها. وأنا تساءلت كثيراً: كيف حصل صدام على علبة لحم «سبام» لأن أي منتج من هذا القبيل لم يعرض للبيع في العراق؟ لكن يبدو أنه لم يطرح أحد أسئلة مثل: كيف وجدت علبة لحم «سبام» في الحفرة؟ قبل نحو السنة كانت هناك صورة على شبكة الإنترنت، كسبت كثيراً من الدعاية والإعلان، وهي لمجموعة جنود أمريكان واقفين بجوار بناية عراقية وعليها كانت صورة انفجار مركز التجارة العالمي. ليستدل من ذلك أن العراقيين كانوا فرحين ومغتبطين بحادث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). بيد أنني لاحظت أن الجنود كانوا واقفين على قاعدة طريق لملعب البيسبول، ولم يكن لساحات ملاعب البيسبول وجود في العراق. بعدها نظرت إلى الأشجار في الصورة فرأيتها مطابقة لنوع من أنواع الأشجار الموجودة في المناطق الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة والتي لم أر لها وجودا في أي صور من صور العراق. فالصورة كانت مزيفة، لكن الأذى منها قد تم القيام به. فحتى وسائل الإعلام الرئيسة السائدة التقطتها وعرضتها. وكتبت إلى بضع وكالات ممن نشرتها ووزعتها، لكنني لم أستلم أي جواب أنهم شعروا بالحرج..
دعونا الآن نعود إلى صدام و«حفرة العنكبوت» والسمات الأخرى من حياته بعد التاسع من نيسان (أبريل) 2003. عندما أسر قالت السلطات الأمريكية أنه كان يشكل قوة مستهلكة وليس له أي تأثير على المقاومة المتنامية باطراد. وهذا هراء، فالمعلومات اللاحقة أظهرت أنه كان يترأس المقاومة ودعا إلى إطلاق العديد من الهجمات على قوات الاحتلال. فعلى سبيل المثال خلال زيارة «بول وولفوفتز» الأولى إلى بغداد، أقام في فندق الرشيد. وقد أطلق على البناية صاروخ فقتل عقيد أمريكي كان مقيماً في الطابق الذي يعلو الطابق الذي حل فيه وولفوفتز مباشرة. وصدام حسين شخصياً أمر بهذه الضربة، وبسبب حوالي أربعة أمتار كان لربما غير التاريخ.
وقد سمعت من مصادر مختلفة حكايات قصصية عن صدام حسين وهو يشارك في حرب الشوارع ضد القوات الأمريكية. لذا كتبت إلى مصدري في بغداد (عقيد متقاعد) وسألته. واليوم استلمت رداً حول ذلك بالإضافة إلى أسر صدام. وأذكر بعض النقاط التي ذكرها: - ملابس صدام الداخلية كانت نظيفة جداً، مما يعطي انطباعاً بأنه لم يكن في الحفرة. - في الوقت الذي قالوا إنهم أسروه، لم تكن هناك أية تواريخ متوفرة، لكن الأشجار التي أظهروها في الفيلم تمثل أشجار نخيل تحمل رطباً (تمراً ناضجا) وهذا غير محتمل. - بيتي يقع في منطقة الأعظمية، وأنا أستطيع القول إنني رأيت صداماً بعد أن أعلنوا سقوط بغداد، رأيته بنفسي وكان واقفاً على ظهر سيارة. كان يبتسم للناس الواقفين حوله الذين كانوا يشجعونه بولائهم له، الولاء الذي كانوا دائما يحملونه ويكنونه له. - صدام - كما أعرف - كان على رأس المعركة في المطار. - ما سمعته من مصادر مختلفة أنه ترأس العديد من الهجمات ضد الأمريكان.
لدينا الآن قصة مختلفة كلياً عن الرواية الوحيدة التي أطعمتنا وغذتنا بها إجباريا الإدارة الأمريكية. قصة بديلة لتلك التي أظهروا فيها صدام حسين جبانا هارباً ألقي عليه القبض في حفرة في الأرض. القصة التي رأيناها هي أنه هو الرئيس الذي تحت الحصار اجتمع علنا بشعبه في التاسع من نيسان (أبريل) 2003. (رأينا فيلم فيديو عن هذا في التلفزيون الأمريكي)، وقد شارك بصورة شخصية في معارك مختلفة ضد الغزاة، وشكل شبكة مقاومة ، بينما كان عشرات الآلاف من العسكريين الأمريكان يبحثون عنه. هناك شيء واحد أكيد هو أن معظم الرجال في عمر الـ65 عاماً يتأملون التقاعد. لكن صدام حسين عاش بسبب شجاعته على الأرض ومع الرفاق تسعة أشهر ينسق طيلتها للمقاومة ضد المحتلين غير الشرعيين. معظم الرجال في مثل نصف عمره لن يكونوا قادرين على خوض التحديات البدنية لمثل هذا الروتين وهذا بحد ذاته إنجاز هائل.
دعونا نلقي نظرة على نظير صدام، الأمريكي جورج دبليو بوش حول الإنجاز العسكري الوحيد الذي وهو تهربه من فحوصات المخدرات حين كان عضواً في الحرس الوطني الأمريكي. هناك نجح في شكل رائع لسوء الحظ! الحكومة الأمريكية تمتلك كل سجلات العراق لما قبل نيسان (أبريل) 2003. ولن تذكر كلمة واحدة مما من شأنه أن يتعارض مع إعادة الولايات المتحدة لكتابة تاريخ العراق بحسب هواها. لذلك علينا أن نعتمد على روايات حقيقية تستند إلى شهود عيان في أحسن الأحوال. إن أمريكا ليست الفضلى التي تكتب التاريخ بصدق وتنقله بأمانة.
| |
|