* الفنانون العراقيون الكبار يتساقطون كـأوراق الشجر في الخريف واحدا تلو الآخر دون أن تحرك الحكومة في العراق الجديد إ ساكنـا *
في كل بلدان العالم عدى المتخلفة منهـا مكانة كبيرة للفنانين لأنهم نخبة مثقفة تعمل من أجل اسعاد الآخرين ، والفن بـأنواعه يعتبر معيـارا لتطور البلد ورقيه ، ولكن الذي نلاحظه في العراق وخاصة في ظل الأحتلال المقيت اهمـالا واضحـا للفنان العراقي لا بل ملاحقته في عيشه وعمله وفكره وقتله في بعض الأحيان وعلى سبيل المثال لا الحصر الفنان الراحل المبدع وليد حسن ، ممـا حدى بالكثيرين منهم الى مغادرة العراق مهاجرين الى دول الجوار خوفـا على حياتهم ولأيجاد فرص عمل يسدون بهـا رمق عائلاتهم للبقـاء على قيد الحياة ، وفي الآونة الأخيرة اخذ الفنانون الكبار يتساقطون كأوراق الشجر في الخريف بسبب الغربة وشظف العيش والقهر والحرمـان ، والمثال على ذلك الفنان الكبير المبدع الراحل راسم الجميلي ، والفنان الكبير المبدع الراحل عبد الخالق المختار اللذان توفيـــا بسبب المرض في دمشق بسوريـا وضعف العناية الصحية بهمـا والهجرة وضيق ذات اليد ، واصابة الفنانة الكبيرة المبدعة أمل طه بشلل نصفي جراء تعرضهـا لجلطة دمـاغية في بغداد بالعراق ، واليوم جاء خبر اصابة الفنان الكاتب الكبير عبد الباري العبودي بجلطة دمـاغية ايضـا وهو راقد في مستشفى الناصرية العام في حالة حرجة جدا ، ووضع يرثى له ، حيث علق متذمرا الفنـان الكبير حسين نعمة الذي كان حاضرا في غرفة الفنان المريض بالمستشفى على وضع الفنانين والأسى يملأ قلبه الحزين من الأوضاع المزرية التي تعيشهـا هذه النخبة المتميزة بعطـائهـا في العراق ولكنه قـال لا أستطيع البوح بكل مـا هو في صدري ويجول في خاطري والسبب معروف ، وكل ذلك والحكومة في العراق الجديد إ لم تحرك ساكنـا من أجل التحفيف من معـانـاة هذه الطبقة المهمة حالهـا حال الطبقـات الأخرى من الشعب العراقي المغلوب على امره ، وكل هم من هم في السلطة الصراع على الكراسي والتسابق فيمـا بينهم على نهب المال العام والثراء بشتى الطرق حارمين غالبية أبناء العراق من أبسط الخدمـات الضرورية البسيطة ، وهنـا لابد لنـا أن نشيد ببعض القنوات الفضائية العراقية الصميمية التي تمد يد العون لبعض المواطنين العراقيين لتخيف معـانـاتهم في الزمن الصعب ومنهم الفنانين ، فموقف قناتي الشرقية والبغدادية كان انسانيـا ومشرفـا مع الفنانين ... راسم الجميلي ، أمل طه ، عبد الخالق المختار ، عبد الباري العبودي ، وغيرهم ، ونحن نسأل الذين يحكمون العراق اليوم ألا يؤنبكم ضميركم قليلا من المشاهد التراجيدية اليومية منذ ست سنوات تقريبـا المؤلمة التي تحز في النفس البشرية وتشيب الطفل الرضيع في المهد التي يعاني منهـا المواطن العراقي ... من فقدان الأمن ، وشظف العيش ، والحرمـان ، والقهر ، والبطالة ، والمرض ، والجهل ـ والجوع والبحث عن لقمة العيش في أكوام القمـامة ، والعيش في بيوت التنك والخيم المتهرئة في ظروف مناخية قـاسية ، والى اخره ...؟؟؟ في الوقت الذي تنعمون أنتم فيه بالمـال والجاه والعيش الرغيد في المنطقة الخضراء والسفر الى البلدان الراقية للسياحة والأستجمـام والعلاج لأتفه الحالات المرضية حتى لمن هم بمعيتكم ، ألا تخافون الله وأنتم تدعون التدين ليل نهـار ...؟؟؟ فـأين الدين من هذا ...؟؟؟ وهنـا نذكركم بـأن الله عز وجل يمهل ولا يهمل ، وأن الخلاص منكم ات بلا ريبة عاجلا أم اجلا بـأرادة أبنـاء العراق الصلبة ، وبـأذن الباري تعالى ، وفي نهاية المطـاف لا يصح الا الصحيح والبقاء للأصلح ، وان غدا لناظره قريب انشاء الله .
حنـاني ميـــــا
ميونيــــخ ــ ألمـانيـــــا