العراق: يوم تدميرالمراقد.. والسيستاني يدعو المالكي ضمنيا الى الرحيل
July 25, 2014
بغداد ـ»
القدس العربي» من مصطفى العبيدي: وسط مشاعر بالصدمة والغضب الشعبي أقدم تنظيم ما تسمى « الدولة الاسلامية « على تفجير عدة مواقع دينية تاريخية مشهورة في المناطق التي يسيطر عليها شمالي
العراق. ودمر مقاتلوه امس مسجدا يضم قبر النبي يونس بن متى في مدينة الموصل.
وذكر سكان محليون لـ»
القدس العربي»أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية أمروا مرتادي مسجد النبي يونس بالخروج منه وطردوا سكان البيوت المجاورة للمسجد ثم فجروه بعبوات ناسفة شديدة التفجير.
وأدى تفجير الضريح إلى تدمير عدة منازل مجاورة له، حسب سكان محليين طلبوا عدم كشف هوياتهم حرصا على سلامتهم الشخصية .
وبني مسجد النبي يونس في موقع أثري يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويقال إنه المكان الذي دفن فيه النبي يونس وكان مقصدا للحجاج من مختلف أنحاء العالم .
واجتاحت مدينة الموصل موجة غضب واحتجاج وصدمة للجريمة النكراء التي ارتكبها تنظيم داعش. وصرح إمام وخطيب جامع النبي يونس الشيخ محمد محمود الصراف أن جميع جوامع الموصل صدحت بالأذان قبل تنفيذ تنظيم داعش لعملية التفجير لثنيها عن ارتكاب هذه الجريمة، مؤكدا أن جميع أهالي الموصل استنكروا هذه الجريمة الشنيعة ضد هذا الصرح الاسلامي العريق الذي يعتبر معلما خالدا لمدينتهم .
واستنكر الوقف السني نسف جامع النبي يونس واعتبره تجاوزا على حرمات الأماكن المقدسة ويدل على جهل وضلالة القائمين به ، داعيا الى ابعاد الأماكن الدينية المقدسة عن الخلافات السياسية .
واحيت المئات من العوائل الموصلية ليلة القدرعلى تل التوبة الذي يقع فيه المسجد المدمر . وعلى بقايا اطلال ضريح النبي يونس، تعالت اصوات العوائل ورجال الدين بقراءة القرآن والصلاة والدعوات وذرف الدموع .
وافاد شهود عيان في مدينة الموصل بأن تنظيم داعش الارهابي فجّر مرقداً دينياً اثرياً آخر وسط المدينة يعود تاريخ بنائه الى عام 1248 ميلادي، فيما اشاروا الى ان تفجير المرقد ادى الى تضرر الدور المجاورة له.
وقال شهود عيان إن «ارهابيي تنظيم داعش ازالوا مرقد الامام عون الدين ابن الحسن في منطقة لكش وسط الموصل والذي يعدّ من المراقد الاثرية في المدينة»، مبينينً أن «الارهابيين وضعوا عبوات ناسفة داخل المرقد وفجّروه عن بعد، مما تسبب بانهيار المبنى بالكامل وقبته الأثرية».
وأفاد شهود عيان ، بأن مسلحين مجهولين ، فجروا مرقد ابو العلا جنوبي الموصل. وقال الشهود ان» مسلحين مجهولين تمكنوا من تفجير مرقد ابو العلا الواقع وسط منطقة باب الجديد جنوبي الموصل ما ألحق اضرارا كبيرة فيه اضافة الى الدور السكنية المحيطة بالمرقد .
ومن جهة ثانية أفاد مصدر أمني في كركوك ، بأن مسلحي تنظيم (داعش) نسفوا مرقداً دينياً جنوبي المحافظة .
وقال المصدر في تصريح صحافي، إن «مسلحي داعش قاموا بنسف مرقد الشيخ الصوفي صالح، الذي يزوره الآلاف من المسلمين للتبرك، ويقع بين قريتي تل حمه وحفته خار التابعتين لقضاء داقوق ، في منطقة تخضع لسيطرتهم منذ نهاية حزيران المنصرم».
كما حذر نساء مدينة الموصل بالتعرض لأشد العقاب اذا لم يرتدين «الحجاب الشرعي» الذي يغطي الوجه بالكامل.
ووضع المتشددون المسلحون السنة الذين أعلنوا الخلافة في مناطق من العراق وسوريا وهددوا بالتقدم نحو بغداد قواعد لشكل الحجاب وكيفية ارتدائه في إطار حملة لفرض تفسيرهم المتشدد للإسلام.
وقال التنظيم في بيان «إن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الناتج عن التبرج بالزينة وهذا ليس تقييدا لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ووحل الابتذال وأن تكون مسرحا لأعين الناظرين».
ومن جهته دعا اية الله علي السيستاني رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ضمنيا الى التنحي عندما قال ممثله الشيخ الكربلائي في خطبة الجمعة انه «يجب على جميع الاطراف عدم التمسك بالمناصب».
ومن جهة اخرى، وفي ردود الافعال على تعرض أهل السنة في البصرة لحملة اغتيالات وتهجير اكدت كتلة «البصرة اولاً» التي تضم ممثلي المجلس الاعلى والتيار الصدري واحزابا اخرى، في الحكومة المحلية في البصرة، انها تتابع بقلق ما يتعرض له «اهل السنة والجماعة» من تهديد، واصفة ما يقوم به «محسوبون على الشيعة»، بأنه فعل متطرف لا يقل خطورة عن سياسات (داعش) في الموصل، لانه يستهدف بيئة اجتماعية آمنة نسبياً، نجحت طوال سنوات في حفظ السلم الاهلي بين المكونات المتنوعة في المدينة التي تعد مركزا ثقافيا واقتصاديا مهما في العراق .
وجاء في بيان كتلة «البصرة اولا» التي ينتمي اليها المحافظ ماجد النصراوي، ان حكومة البصرة المحلية تتابع بقلق بالغ ما يتعرض له البعض من مواطنيها ومن اهل السنة والجماعة، في مناطق الزبير وأبي الخصيب وغيرها من المناطق .