DR.Hannani Maya نــــائب المــــدير
الجنس : عدد الرسائل : 5393 العمر : 82 العمل/الترفيه : كاتب ومحلل سياسي عراقي \ الانترنيت والرياضة والاعلام المزاج : جيد تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: الاميرة عروبة ل ايلاف : العرب والاكراد غدروا بالايزيدية الأحد أغسطس 17, 2014 3:20 am | |
|
الأميرة عروبة لـ ''إيلاف'': العرب والأكراد غدروا بالايزيديين
16/08/2014
| في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن الإيزيديين في العراق، إذ يعمل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق على تهجيرهم، فيما يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه تمكن من إنقاذ الكثير من العالقين منهم على جبل سنجار.يوسف الهزّاع من الرياض: الحديث عن الايزيديين متشعب وطويل، ذلك المكون الغامض في العراق فلا حراك لهم يظهر، ولا صوت يُسمع، ولو لم تتحدث النائب اليزيدية في البرلمان العراقي فيان الدخيل عن مآسيهم، لربما لم ينتبه أحد من خارج العراق أن هناك صوت رسمي للطائفة ينقل مأساة تحدث بهذا الحجم.وفي حين راح الكثيرون يهتمون بتفاصيل أقل أهمية مثل تسميتهم الصحيحة، وهل هم يزيديون أم إيزيديون، وهل دينهم توحيدي أم يعبدون الشيطان، وهل هم عرب أم أكراد، أرادت "إيلاف" أن تضع نقاط المعرفة بهم على حروف مآساتهم، إذ نحاور اليوم الأميرة عروبة بايزيد اسماعيل بك، حفيدة زعيم الطائفة الأسبق وأميرها اسماعيل بك، وابنة المثقف بايزيد اسماعيل بك الذين كان تاريخه معروفا في العراق وخارجه، وكان يحتفظ بعلاقات وطيدة مع الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وكان من ثمار هذه العلاقة اسم ضيفتنا "عروبة"، إذ تمنى عبدالناصر أن يكون اسمها عروبة فلبى أباها هذا الطلب.والأميرة عروبة مهتمة بنشر الثقافة والمعرفة، وتملك أول موقع أنشأته امرأة ايزيدية، وتعمل إضافة لذلك مستشارة لمحافظ نينوى لشؤون المكونات، وهي كاتبة وناشطة في مجال حقوق طائفتها خصوصاً وحقوق الإنسان عموماً.
تتحدث عروبة في هذا الحوار على الكثير من الأمور، عن "داعش" واحتلالهم سنجار، وعن حقيقة السبي بين بنات الطائفة، وعن نسبة الانتحار المرتفعة بين فتيات الطائفة والصعوبات الثقافية والمجتمعية التي تحيط بالعراق وتاريخ الطائفة ومحاولات إبادتها، كما تتحدث أيضا عن ماضي الطائفة في وقت الرئيس السابق صدام حسين وحاضرها ومستقبلها مع الانفراج السياسي الذي يحدث الآن في بلد الاضطرابات والطوائف والأعراق.يختلف الكثيرون حول مرجع وأصول الطائفة ولكن الايزيديون يقدمون أنفسهم على أنهم من أصول كردية، فمتى حدث هذا التباعد بينكم وبين الكرد وغياب التحالف معهم رغم قوتهم ومنعتهم؟لقد صرحت ولأكثر من مرة بأن هناك بين الايزيدية من هم لهم أصول وجذور عربية والتاريخ شاهد على ذلك ولا يمكن للسياسة التي نمر بها اليوم ان تغير التاريخ وتلغي حقيقة النسب التي ينتمي كلٌ منا إليه، كما لا يمكن أن ننكر بأن بين الايزيديين من هم أكراد أصلاء، أو بالأحرى فإن الأكراد هم من كانوا ايزيديون واستسلموا بعد حين .. أصولنا متفرعة وأنسابنا متشعبة.إذن أين هم عنكم ومن يتحمل مسؤولية ما يحدث للطائفة الآن في العراق؟
الإجابة هنا تتكون من شقين، الشق الأول سياسي والثاني ديني.
سياسيا ... هو أن الأزمة السياسية التي يعانيها العراق هذا اليوم واختلاف الفرقاء السياسيين وصراعاتهم على تقاسم السلطة تاركين البلد يغرق في مشاكله وحرائق تلهب مواطنيه، جعل تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام يجد العراق أرضا خصبة لتحقيق أحلامه بتوسيع امبراطوريته في هذا العصر، وشهدنا جميعا كيف أن هذا التنظيم بدأ بقتل المكون الشبكي والتركماني وتهجيرهم من ديارهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم وحرق مساجدهم ودور عبادتهم ومن ثم خيروا المكون المسيحي باعتناق الإسلام أو القتل أو من يريد البقاء عليه أن يدفع الجزية، وهدموا تماثيل السيدة العذراء والكنائس وشردوا العوائل من مناطقهم، مع أن الآشوريين هم أصل هذه الارض وسكان نينوى الأصليين ... ومن بعدها هجموا علينا نحن الايزيديين ورفعوا سيوفهم على رقاب من صادفوه أمامهم نساء أم شيوخا أم أطفال كانوا، وللأسف أقول أن ذلك كان بمباركة الجيران المسلمين الذين كانت تربطنا معهم علاقات حميمية وطيدة، جمعتنا أرض واحدة ولسنوات عديدة. هربت العوائل الايزيدية بسبب رعبها من هول ما يحدث على سفوح جبل سنجار وافترشت الأرض بساطا لها والتحفت السماء غطاء لها، لأنها لم تستطع أن تأخذ معها أي شيء فدخول تنظيم دولة العراق والشام كان مفاجأة بالنسبة لنا، لأن البشمركة (القوات الكردية) كانت هي من تحرس المنطقة، وقد أمنوا الناس على أنهم قادرون وعلى أتم الاستعداد لمواجهة تنظيم دولة الخلافة الإسلامية فيما اذا ما حاولوا أن يدخلوا أراضينا، ولكنهم وللأسف كانوا أول من هرب، وسلموا المنطقة على طبق من ذهب لدولة الخلافة الإسلامية.
أما دينياً... فنحن إمارة ايزيدية ( عائلة أمراء ) وعمي الامير تحسين هو أميرنا الحالي وأنا أحمله ضعف الايزيدية لأنه لم يكن أبدا مؤهلا لقيادة الايزيدية، فالقيادة تحتاج الى الحنكة والشجاعة في زمن نعيش نحن به مع حيتان كبيرة، فنحتاج الى من يجمعنا كقوة واحدة لا مفككين ومتفرقين، ونكون يدا واحدة على الغريب الذي يريد أن ينال منا أو من يريد أن يكفرنا ويتهمنا بأننا لا نوحد الله وغيرها من التهم الباطلة التي الصقت بنا... نحن نحتاج الى من يحمل جرأة في قرارته وواثق في خطواته وكلمته.
طائفة الايزيدية مرت طوال تاريخها بالكثير من حالات الظلم وصلت في بعضها لمحاولات الإبادة، وكان أقل الأحوال هو التهميش، الآن وفي هذا العصر الحديث ومع ظهور داعش كيف تنظر الطائفة لنفسها وقدرتها على الصمود وتخطي الأزمة؟
تعرضت الايزيدية الى 72 ابادة جماعية على يد الأكراد والاتراك على مدى القرون والسنوات التي مرت، ولكن صمود أجدادنا لإيمانهم المطلق بعقيدتهم وإصرارهم بأنهم أول الموحدين لله وأن ايمانهم بالله وحده تعالى لا يحتاج إلى وسيط، جعلهم يتماسكون ويثبتون قوة وعزم يستلهمونها من سبحانه تعالى بالاستمرار على نهجهم في العقيدة التي يحملونها، اليوم نتعرض الى أبشع هجمة وأبشع إبادة في التاريخ الحديث حين يدخل متطرفون إسلاميون إلى ديارنا ويرفعون السيوف على رقابنا، فإما أن نتخذ الاسلام دينا أو الذبح، ونتعرض الى أبشع حالات الظلم والقهر حين تؤخذ نساؤنا ويحتجزن عند الاغراب كسبايا ويُبعن في سوق الرق، لا ذنب لهن غير أنهن ايزيديات، إنها أبشع جريمة جماعية إنسانية في هذا العصر... أبشع صفحة سيسجلها التاريخ الحديث على الظلم الذي وقع على الايزيدية من الاسلام المتطرف.هل تؤكدين ما يثار في الإعلام حول عمليات سبي لنساء ايزيديات، وكذلك ما يقال عن مقابر جماعية في سنجار على يد داعش؟طبعا أؤكد على أبشع جريمة إنسانية تحصل في هذا العصر حين تسبى نساء المكونات العراقية والكثير منهن ايزيديات على يد افراد تنظيم دولة الخلافة الإسلامية، إنها وصمة عار في جبين كل منظمات حقوق الانسان والمنظمات الإنسانية والعالمية والدولية والمنظمات التي تسعى لمناهضة العنف والتمييز ضد المرأة. أما المقابر الجماعية فهي موجوده حاليا، وفي هذه الدقيقة التي أجيب بها على أسئلتكم وسنجار تشهد على ما أقول، وجبال سنجار تشهد على ما أقول أيضا، فقد امتلأ جبل سنجار بجثث الاطفال الحديثي الولادة والشيوخ والكبار والعاجزين الذي لم يستطيعوا أن يصبروا أمام حر أشعة شمس آب اللهاب، وهي تسقط مباشرة على رؤوسهم دون أن يوجد أي سقف أو غطاء يحميهم أو رشفة ماء تبلل شفاههم التي تشققت من العطش ... إنها أكبر جريمة في هذا العصر للايزيدية، هذا المكون الأصيل الذي غدر به الأكراد والعرب في آن واحد، فقد غدره الأكراد بعدم حمايتهم له كما كانوا يدعون، وغدر بهم العرب حين ساعدوا قوات دولة الخلافة بالهجوم عليهم والترحيب بهم ومساندتهم بذبح الايزيدية، ومن ثم الهجوم والاستيلاء على بيوتهم ونهب ممتلكاتهم وحاجياتهم الخاصة.هل هناك مخاوف من محاولات تهجير وإذابة الطائفة كما حدث لهم في تركيا في القرن الماضي وبالتالي انتهاءهم جغرافيا وبالتالي انتهائهم كمكون عراقي أصيل؟هذا بالتأكيد مخطط له، مخطط بأن تمحى الايزيدية من الوجود ولم يعد هناك مكون ايزيدي .
لماذا ليس لدى الطائفة حراك إعلامي وفكري مؤثر في المنطقة كما تفعل كل الطوائف مثل الدروز أو المسيحيين أو غيرهم؟
سؤالك هذا يرجع بنا الى عقود مضت حين كان الايزيديون لا يدخلون المدارس خوفا من اعتداء الاسلام عليهم وضربهم، فسكنوا الكهوف في الجبال لعدة سنوات ومن ثم بدأ النزوح تدريجيا، وفي اوائل القرن الماضي أصبح لنا معلمين وكانوا على عدد اصابع اليد، وبالمناسبة فان أول معلم ايزيدي هو عمي الامير الراحل الامير عبد الكريم اسماعيل جول بك وقد اصبح أول معلم في سنجار، ومن بعدها ظهر عدد من الرواد وكان أغلبيتهم من مدينة الجمال والخضار مدينة الحب والعطاء بعشيقة وبحزاني التي يعتبر أكثر روادنا منها ... هنا أود ان ارسل تحياتي واشتياقي الى كل فرد من افراد اهل هذه المدينة الذين تشتتوا وتهجروا بسبب احتلالها من قبل تنظيم دولة الخلافة الإسلامية ... لكن في سبعينات القرن الماضي بدأت هناك أقلام تكتب عن الايزيدية في عدة مجلات وصحف وبدأنا نأخذ حيزا من الإعلام والنشر واليوم نحن نمتلك عدة صحف ناطقة وعدة مواقع الكترونية مختصة بالشأن الايزيدي، وكما ذكرت أعلاه أن لي موقع أيضا، أنا من أديره، هو موقع "أنا حره الالكتروني " المتخصص بالشأن اليزيدي والمرأة الايزيدية والشأن العراقي .. أغلب المواقع والصحف مسيسة، فهي لسان حال أحزابها ولهذا عندما تقرأ عن الايزيدية فإنك لا تستطيع أن تصل إلى فكر معين لأن كل مجموعة تناشد على هواها وما يحلو لها، وما يكسبه أصحابها من دعم ومساندة من قبل من يمولهم... وهذه فرصة هنا أن أوجه انتقادي إلى حكومة اقليم كردستان، فإلى حد هذه اللحظة نحن الايزيديون لا نمتلك فضائية خاصه بنا تبث من الاقليم بالرغم من مطالباتنا العديدة بأن تخصص لنا فضائية، حالنا حال الأخوة المسيحيين ولكن لا آذان صاغية لنا.
ولكن ماذا عن ما يقال حول انغلاق الطائفة على نفسها وعدم تفاعلها مع محيطها منذ نشوء الدولة الحديثة في القرن الماضي؟
بالعكس منذ تأسيس الدولة العراقية في بداية القرن الماضي وتنصيب الملك فيصل الأول ملكا على العراق كان من أوائل المهنئين له جدي الامير الراحل اسماعيل جول بك وهناك صورة تاريخية أحتفظ بها الى الآن تجمعهم معا مع عدة شخصيات حين حضروا لمباركة تنصيب الملك وتقديم التهاني له، وكانت هذه أول الخطوات التي ظهر بها الايزيدية وأثبتوا حضورهم في المجتمع العراقي وأنهم قادرين على التفاعل مع الآخرين، وأن كل ما قيل عنهم كان كلام مغرضا من أجل القضاء عليهم وإبادتهم.
وكيف تنظرون للعملية السياسية الجارية الآن في العراق وهل كنتم بحال أفضل في سنوات صدام، أم أنكم رغم كل هذه الصعوبات متفائلين بمستقبل أفضل؟
لكي لا نظلم أحداً في اجابتنا ولا ننظر للأمور بعين واحده اقول وبكل صدق، صحيح أن النظام السابق هجّر أهالي سنجار من قراهم وجمعهم في مجمعات واحدة، الا أننا لم نشعر في وقته يوما بأننا ايزيدية، وأن هناك مكون سني وشيعي، كنا كلنا إخوة، أما اليوم فإننا نشعر بالأسى على هذه التناطحات الدينية والمذهبية التي نشهد صراعاتها والتي أدت بنا الى الحضيض ... لكن رغم كل هذا نبقى نأمل ونطمح لحياة ووضع أفضل من خلال صلاحيات أوسع في مشاركه فعلية بالعملية السياسية ونكون أصحاب قرار فعلي في العراق.
أخيراً، يقال أن نسبة الانتحار لديكم مرتفعة فماهي الأسباب برأيك ومتى حدث هذا الارتفاع؟ وهل ذلك لأسباب داخلية في ثقافة المكون أم خارجية بسبب الأوضاع الأمنية والبطالة والفقر وتهميش النساء وغيرها
؟شكلت نسبة انتحار النساء الايزيديات أعلى ارتفاع في السنوات الأربع الأخيرة، والأسباب متعددة، منها الظلم الذي يقع على المرأة من حيث الزامها بعمل البيت وعدم الذهاب الى المدرسة أو حرمانها من إكمال دراستها أو تزويجها بالإكراه أو معاملتها على أنها عار في البيت ويجب التخلص منها بأسرع ما يكون، كما أن البطالة وفقر العائلة وعدم وجود خدمات كافية أو وسائل ترفيهيه كلها أدت إلى أن تمر النساء بحالة من الكآبة التي تسبق انتحارها، فعندما تتاح أول فرصة لانتحارها تغتنمها دون تردد، فكم من شابة وامرأة أحرقن أنفسهن بـ"البانزين" حين سنحت الفرصة لهن بالانتحار... إنها حالة مأساوية ووضع مأساوي يعيشه الايزيديون، هذا المكون الاصيل الذي كان من اوائل الموحدين لله والذين يتسمون بطيبتهم ووفائهم وحبهم للصديق وأمانتهم ومسالمتهم وكل الصفات الطيبة التي تدعوا إليها كل الأديان والشرائع السماوية والسؤال هنا يطرح نفسه، لماذا يذبحون نسائنا وأطفالنا ورجالاتنا، ألسنا نحمل كل الصفات التي دعا إليها الله في كتابه وحث الناس عليها من صدق وامانه وتوحيد ورحمة ؟
ايلاف
|
| |
|