التطرف الشيعي لا يقل وطأة عن التطرف السني خبراء يجمعون على أن إيران لعبت دورا رئيسيا في بروز موجة الطائفية وشجعت المليشيات الشيعية على تنفيذ مجازر بنفس الأساليب المروعة التي تتبعها داعش. العرب
[نُشر في 11/10/2014، العدد: 9704، ص(6)]
'دواعش الشيعة' ميليشيات مسلحة تمولها إيران
لندن- عادت المليشيات الشيعية إلى دائرة الضوء لتكون واحدة من أبرز نقاط الجدل في المشهد السياسي لا فقط في العراق بل وفي سوريا ولبنان وصولا إلى اليمن حيث تنتشر عصابات طائفية، أضحى يطلق عليها “دواعش” الشيعة، وهي ميليشيات مسلّحة تموّلها إيران وترعاها.ويقدّر الباحث المتخصص في شؤون الميليشيات الشيعية فيليب سميث عدد هذه المجموعات بأكثر من 50 جماعة شيعية ناشطة في العراق. وتُعدّ إيران والميليشيات التابعة لها مسؤولة، حسب تقديراته، على مقتل مالا يقل عن 100 من أفراد إدارات تابعة للولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى 1000 جندي أميركي منذ عام 2003.
ويشير سميث في تحليل نشر في عدد شهر سبتمبر من مجلة “فورين بوليسي”، تحت عنوان “كلّ رجال آية الله”، أنّ المنظمات الإيرانية الشيعية تتبع نفس الأساليب المروعة التي يتبعها تنظيم داعش.
وتحدث سميث عن صور تُلتقط لرجال مسلحين بجانب رؤوس مقطوعة، وعن مذابح رواد المسجد، وعن الاعتماد الهائل على العراقيين المدنيين باسم الوطنية والوازع الديني.ويستشهد سميث في حديثه عن أعمال العنف المروعة التي ترتكبها الميليشيات الشيعية في العراق بـ”الإعدام السريع” لخمسة جنود أميركيين في كربلاء في يناير 2007. ويضيف أنّ مسؤولين أميركيين مقتنعون أنّ الحرس الثوري الإيراني وعميلا رئيسيا لحزب الله متورطون في هذا الهجوم الإرهابي.
وكانت جماعات حقوق الإنسان اتهمت ميليشيات الشيعة بالتنسيق مع الدولة العراقية لتنفيذ المجزرة التي أودت بحياة 255 سجينا سنيا على الأقل في ست مدن وقرى عراقية خلال شهر واحد.
جولي لينارز: إيران وحزب الله يشكلان أيضا تهديدا لأقليات المنطقة
ويظهر تقرير لمنظمة العفو الدولية لشهر يونيو كيف قامت الميليشيات الشيعية بانتظام بتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وذكرت المنظمة أن عشرات من السجناء السنّة تم قتلهم داخل المباني الحكومية.ويشير مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أن إيران لعبت دورا رئيسيا في تشكيل ودعم الجماعات المتطوعة العراقية العاملة في سوريا.
فمنذ خريف 2011، وهو الوقت الذي بدأ فيه المتمردون الشيعة في العراق يقللون هجماتهم على الأعداد المتضائلة للقوات الأميركية، بدأت “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” ترسل مقاتلين إلى إيران ولبنان من أجل إعادة تدريبهم للتدخل في سوريا.وجرى تعليم هؤلاء المقاتلين كيفية الانتقال من تكتيكات المتمردين المستخدمة في العراق (زرع قنابل على جوانب الطرق والقيام بهجمات صاروخية باستعمال استراتيجية الكر الفر وعمليات الاغتيال) إلى قتال الشوارع في المدن، والتدريب على المهارات العسكرية التقليدية المطلوبة لعمليات الأمن التي يقوم بها النظام في سوريا، وهي مهارات يمكن استخدامها أيضا في لبنان أو حتى إيران إذا لزم الأمر.
ويحمّل مسؤولون وخبراء أميركيون إيران مسؤولية تفشي قوة تنظيم الدولة الإسلامية ويعارضون فكرة التحالف معها للقضاء على هذا التنظيم، لأن الدولة الإسلامية حسب جولي لينارز، المديرة التنفيذية لمركز الأمن البشري بلندن، “هي أساسا نتيجة للحرب الوحشية في سوريا التي تدعمها إيران وعميلها حزب الله.
لذلك، فإنّ اقتراح التعاون مع طهران يعني التعاون مع نفس الطرف الذي شارك بشكل كبير في بروز داعش في المقام الأول”. وتؤكّد لينارز في تصريحات لصحيفة”ذي بوست” أنّ “إيران جزء من مشكلة التطرف الإسلامي وليست حلا في المعركة ضده”.وحذرت لينارز من نتائج التعاون الغربي مع إيران وميليشياتها، قائلة: “بدلا من التعامل مع التطرف السني، سوف نتورط في التطرف الشيعي. تذكروا الوحشية في اضطهاد المسيحيين والأكراد في إيران، أو الوعد بالقضاء على اليهود، وسترون بوضوح أن إيران وحزب الله يشكلان أيضا تهديدا لأقليات المنطقة بنفس قدر الجماعات السنية الإرهابية على غرار الدولة الإسلامية”.
وتعكس كذلك آراء الملاحظين الأميركيين هذا القلق بشأن الدور الذي تلعبه إيران في قلب الشرق الأوسط. وفي مقال لهما على موقع “فوكس نيوز”، يؤكّد جاري شميت وديفيد أديسنيك من معهد “أميركان إنتربرايز بـواشنطن” أنّ الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد في سوريا خلّف الكثيرين مع خيار بين الموت البشع والخضوع للدولة الإسلامية.
وفي بغداد، شجّع النفوذ الإيراني موجة الطائفية التي أثارها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ممّا دفع الكثير من العراقيين السنيين إلى التحالف مع داعش”.