مذبحة جديدة بأياد إرهابية هجوم انتحاري يستهدف عشرات الجنود في سيناء وشكوك بشأن تورط جهات خارجية لاستنزاف مصر ومحاولة الضغط عليها. العرب
[نُشر في 25/10/2014، العدد: 9718، ص(1)]
الجيش نجح في ضرب أوكار المتشددين خلال الفترة الماضية
القاهرة – تعرضت مدينة العريش بسيناء بعد ظهر أمس، إلى أعنف هجوم إرهابي على رجال الأمن في مصر، حيث جرى استهداف نقطة عسكرية وإطلاق قذائف هاون على مدرعتين، مما أدى إلى مذبحة راح ضحيتها أكثر من 20 شرطيا، وإصابة عدد آخر.
وقالت مصادر أمنية في المحافظة إن سيارة ملغومة استخدمت في الهجوم، وأن الانفجار استهدف قافلة من العربات المدرعة وأصاب اثنتين منها على الأقل في النقطة الأمنية بمنطقة الخروبة على مقربة من الحدود مع قطاع غزة.
وكشفت المصادر أن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة وأن انفجار السيارة أعقبه "انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل".
وتوجد النقطة الأمنية المستهدفة شمال شرقي العريش عاصمة شمال سيناء. ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والإرهابيين في منطقة الشيخ زويد بالعريش.
وعقب الحادث، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني لمتابعة التطورات.
ويتكون المجلس من رئيس الوزراء ووزاء الدفاع والداخلية والخارجية، وعدد من قادة الفروع الرئيسية في القوات المسلحة، ويرأسه رئيس الجمهورية، مهمته تأمين البلاد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لهذا الغرض، مما يعني أن الموقف أصبح خطيرا، وربما يستلزم الإقدام على تحركات استثنائية.
وسبق أن قتل 22 جنديا في الجيش في هجوم ضد نقطة لحرس الحدود قرب الفرافرة في صحراء مصر الغربية، جنوب غرب القاهرة في 19 يوليو الماضي.
واللافت أن الحادث جاء، بعد سلسلة من عمليات عنف ضربت العاصمة القاهرة خلال الأيام الماضية، حيث وقع تفجير يوم الأربعاء أمام جامعة القاهرة أدى إلى وقوع نحو عشر إصابات متوسطة وطفيفة، وغالبية الضحايا من رجال الشرطة.
كما تعرضت منطقة وسط البلد لتفجير مماثل قبل ذلك بأسبوع، وهو ما جعل بعض المراقبين يشككون في التقديرات الأمنية الرسمية التي أشارت إلى دحر الإرهاب في مصر، ويشيرون إلى وجود خلل ما في الخطط التي يتم العمل بها، والتي أفضت إلى تمكن عناصر إجرامية من القيام بعمليات نوعية في أماكن مختلفة.
وحادث سيناء، أيضا جاء عقب سلسلة من العمليات والمداهمات الأمنية الناجحة، التي أسفرت عن مصرع عدد من المجرمين الخطيرين، وإلقاء القبض على آخرين بينهم وليد واكد قائد الجناح العسكري لتنظيم “أنصار بيت المقدس”.
وهو الأمر الذي أوحى إلى كثيرين بعدم استبعاد الإعلان قريبا عن خلو سيناء من الإرهاب، لكن إطلاق صواريخ منها على إسرائيل قبل يومين ووقوع عدة إصابات هناك، قلل من هذا التقدير.
إذ نوهت بعض المصادر إلى أن الغرض من هذه الهجمات، الدفع نحو توسيع نطاق المعارك، ومحاولة توريط مصر مع إسرائيل، والإيحاء بعدم الاستقرار، وأن المتشددين لا تزال أذرعهم طويلة.
كما جاء الحادث في خضم اشتعال المظاهرات داخل بعض الجامعات المصرية، أبرزها الأزهر والقاهرة والاسكندرية، وشيوع حالة عارمة من التشكيك في الإجراءات الأمنية التي اتخذت لوقف المظاهرات التي يقوم بها طلاب جماعة الإخوان داخل الجامعات.
ودعا أحمد رجائي مؤسس الفرقة 777 لمواجهة الإرهاب بالجيش المصري إلى إعادة توصيف ما يحدث في سيناء كحرب تخوضها الدولة ضد ميليشيات مسلحة وليست بؤرا إرهابية.
وشدد في تصريحات خاصة لـ”العرب” على ضرورة تكوين مقاومة شعبية من أهالي سيناء لمواجهة الإرهابيين، على غرار المقاومة الشعبية للاحتلال التي تم تنظيمها بالسويس وبورسعيد إبان الاحتلال الإنكليزي لمصر.
من جانبه، طالب محمود منصور، وكيل المخابرات الأسبق، الدولة المصرية باستخدام الشدة والحسم بصورة أكبر في مواجهة الإرهاب، وقال لـ”العرب” إن الحكومة مازالت تتعامل بقدر من الرفق واللين مع الإرهابيين، على الرغم من الجرائم التي يرتكبونها في حق مصر وشعبها. ودعا وكيل المخابرات الأسبق الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى استخدام صلاحياته، ومعاقبة المقصرين في المؤسسات المختلفة للدولة لمواجهة الإرهابيين. ولم يستبعد اللواء منصور أن تكون هناك جهات خارجية، تقف وراء الأعمال الإرهابية التي وقعت خلال الأيام الماضية، لاستنزاف مصر والضغط عليها من جهات مختلفة وبوسائل متعددة، والقبول برؤى ترفضها للتعامل مع ملف الإرهاب في الداخل والخارج.