سليماني يقود الاحتلال الإيراني الجديد للعراق إعلان إيران بشكل متكرر عن قيادة سليماني للقتال في العراق هدفه فرض دورها المتعاظم في البلد كأمر واقع وسط تذمر العراقيين من الميليشيات المرتبطة بها. العرب
[نُشر في 29/11/2014، العدد: 9753، ص(3)]
خلاصة ما تكشف عنه طهران أن سليماني هو القائد الفعلي للقوات العراقية
بيروت - تأكّد أمس مجدّدا الدور الكبير الذي يلعبه قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق، والذي بات الإعلان عن مشاركته في قيادة القتال ضدّ تنظيم داعش من قبل طهران سواء عبر وسائل إعلام إيرانية أو عبر منابر عربية تابعة لها، في نظر العراقيين علامة على احتلال إيراني مقنّع تجسّده على الأرض ميليشيات شيعية يساهم سليماني في تأطيرها.وأصبح تغوّل تلك الميليشيات يؤرق العراقيين، حيث يجعلهم بين خيارين متساويين في المرارة؛ خيار تنظيم داعش المتطرف، وخيار تلك الميليشيات التي لا تقل عنه تطرّفا وفضاعة في الممارسات الانتقامية من سكان المناطق التي تنتزعها من مقاتلي التنظيم.
وفي أحدث تأكيد إيراني لدور سليماني الذي يصفه عراقيون بالقائد الفعلي للقوات العراقية، ذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران في تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكتروني أن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قاد شخصيا معارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق برفقة خبراء عسكريين إيرانيين ولبنانيين.
وقالت القناة في تقرير عنوانه «بغداد، يوم حطت طائرة سليماني»، إن الجنرال الإيراني الذي نادرا ما يظهر في العلن، وصل إلى بغداد في طائرة خاصة بعد ساعات قليلة من سقوط مدينة الموصل في ايدي تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو الماضي.
وأضافت نقلا عن «مصادر مطلعة مواكبة لما شهده الميدان العراقي» أن سليماني كان برفقة «خبراء عسكريين ايرانيين، إضافة إلى خبراء لبنانيين»، وهو معطى جديد يقارن بتدخل حزب الله في سوريا.
وذكر التقرير أن سليماني وضع مع مسؤولين عراقيين خطة لمواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية، تقضي أولا بتأمين بغداد و»تثبيت» حزامها، خشية أن يعمد مقاتلو التنظيم إلى التقدم نحو العاصمة.
ونقل التقرير عن مقاتلين عراقيين قولهم إن سليماني هو من أعطى أمر تحرير طريق سامراء بغداد في يونيو وانه «انضم شخصيا إلى الآليات التي انطلقت لتحرير الطريق».
كما أنه كان حاضرا في «أهم المعارك جنبا إلى جنب المقاتلين، يخاطبهم عبر الأجهزة اللاّسلكية، ويشحذ هممهم، ويدير تحركاتهم، ويعطي أوامره بالتقدم باتجاه خطوط العدو».
وكان التلفزيون الرسمي الايراني بث الشهر الماضي صورة نادرة لقائد فيلق القدس وهو يقف إلى جانب مقاتلين أكراد عراقيين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب مراقبين فإن لإعلان إيران بشكل متكرر عن قيادة سليماني للقتال في العراق هدفا محدّدا يتمثل في فرض دورها في العراق كأمر واقع، في وقت يتزايد فيه التذمر من تصرفات ميليشياتها وأتباعها في البلاد.
وعبّرت أمس النائبة بالبرلمان العراقي عن كتلة «ديالى هويتنا» بزعامة رئيس البرلمان سليم الجبوري ناهدة الدايني، عن ذلك التذمر مطالبة المرجعيات الدينية بنزع الغطاء عن الميليشيات التي تستغل عنوان الحشد الشعبي وتجريمها أسوة بتنظيم داعش مشيرة إلى الممارسات التي وصفتها بالإجرامية لتلك الميليشيات في المناطق التي تنتزع من مقاتلي تنظيم داعش.