بشجاعة خارجة عن المألوف الأب سمير خليل يكتب عن الاسلام |
|
Fw: بشجاعة خارجة عن المألوف الأب سمير خليل يكتب عن الاسلام Today at 1:35 PM
بشجاعة خارجة عن المألوف الأب سمير خليل يكتب عن الاسلام: دعوني أقول لأصدقائي المسلمين: ابدأوا بالنقد الذاتي، وتخيلوا إسلاماً مختلفاً من أجل العالم المعاصر، وأعيدوا تفسير كلام النبي....
سؤالي لأصدقائي المسلمين هو: كيف تصوّرون محمد؟ تصورونه مع سيف! في الماضي كان عصر السيف اما اليوم فهو عصر القنابل!!!!
بُعيد الاعتداء الذي استهدف شارلي إيبدو في باريس، أصدرت الجماعات المسلمة الفرنسية بياناً متوازناً وعقلانياً جداً. مع ذلك، تعكس كلماتهم بعض الإحراج مشيرة إلى أنه لا يكفي القول بأن "هذا لا يمت بصلة إلى الإسلام"، لأن الوقائع تعارضهم. فإن 80% من الاعتداءات الإرهابية المرتكبة في العالم تُنفّذ باسم الإسلام، دفاعاً عن العقيدة أو النبي. وهذه الظاهرة تستمر في التنامي أكثر فأكثر، حتى في الغرب.
لقد تحدثت أمس مع إمام مقيم في باريس أخبرني أنه تم مؤخراً فتح مدرسة للأئمة في العاصمة الفرنسية وتسجل فيها أكثر من ألف شخص. وتهدف المدرسة إلى مساعدة الأئمة على الاندماج، وتعليمهم عن الثقافة الغربية.
هذا خبر سارّ لأن كل شيء يبدأ في الإسلام مع الأئمة. ففي أوروبا، يتلقى الأئمة وخطباء المساجد أجورهم من بلدانهم الأم. والآن، هناك رغبة في خلق إسلام فرنسي قادر على استيعاب قيم البلد الغربية.
مع ذلك، هذا الأمر يتعارض مع معتقدات معظم الناشطين المسلمين التي تعتبر أن الغرب هو العدو، والإسلام هو نظام يجب أن ينتشر، حتى من خلال العنف إذا لزم الأمر. وفي الواقع، هناك اختلاف في الشرق الأوسط وأوروبا حول كيفية النظر إلى الإسلام.
إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط وأبعد منه، أدركنا حجم التناقض والعنف الموجود بين السنّة والشيعة.
فقد التقيت بإمام من الموصل ينتمي إلى الطائفة الشيعية وتعرضت عائلته للقتل على أيدي أصوليين سنّة. انتقل إلى النجف حيث بنى آية الله علي السيستاني قرية لإيواء الشيعة والمسيحيين الذين هربوا من الموصل.
البغض يتنامى بين السنّة والشيعة، بخاصة من قبل السنّة تجاه الشيعة باعتبارهم كفاراً. أما أتباع الأقليات كالمسيحيين واليزيديين والأكراد وغيرهم فهم عالقون بين الطرفين. هذا ويناضل السنّة لاستعادة ما فقدوه: العراق الذي يحكمه الشيعة؛ سوريا التي يحكمها العلويون؛ ولبنان الذي يسيطر عليه حزب الله وحيث تعتبر المجموعة الشيعية أقوى من جيش البلاد النظامي. يرغب السنّة الذين يدّعون بأنهم يجسدون شكل الإسلام الحقيقي في استعادة الأراضي المفقودة.
بالتالي، هناك أولاً صراع ضمن الإسلام يترك تداعيات جانبية على الأقليات والغرب. فقد رعى الأخير إسرائيل وأصبح علمانياً إلخ؛ مع ذلك، هذا العدوّ بعيد جداً. لكن القضية الأكثر أهمية هي الصراع الداخلي حول من ينشر الإسلام الأصدق.
حتى في لبنان، تزداد حدة التوترات. لهذا السبب، تطلب الجماعتان المسلمتان من المسيحيين البقاء لكي يكونوا عازلاً. فمن دون المسيحيين، لكان لبنان غارقاً في حرب بين السنّة والشيعة.
ينبغي على الإسلام أن يعالج بعمق مسألة الحداثة – من خلال تفسير شامل للقرآن واللاعنف وحرية الضمير – على الرغم من أن لا أحد يجرؤ على القيام بذلك.
اللاعنف
مبدأ اللاعنف هو أول أمر يجب أن يقبله الجميع. وجميع المسلمين يقولون أن "الإسلام هو سلام" وأنه ليس عنيفاً.
الرسوم الكاريكاتورية التي صدرت في مجلة شارلي إيبدو هي مثلاً مسألة قديمة ترقى إلى أشهر. أوافق على أنها ساخرة وتهكمية وحتى شائنة، ولكن لماذا ينبغي أن تصدر عنكم أنتم المسلمون ردة فعل عنيفة عليها؟ لماذا لا تحاربون القلم بقلم؟
في الماضي (سنة 2006)، نشرت مجلة شارلي إيبدو رسماً كاريكاتورياً يصوّر محمد وعلى رأسه قنبلة بدلاً من العمامة. سؤالي لأصدقائي المسلمين هو: كيف تصوّرون محمد؟ تصورونه مع سيف! حتى أن هناك في أحد متاحف اسطنبول سيفان يُقال بأنهما كانا للنبي. وماذا يوجد على علم السعودية، البلاد التي تصون أماكن الإسلام المقدسة؟ يوجد عليه سيفان! أقول لكم إذاً: كل ما فعله رسامو شارلي إيبدو هو أنهم حدّثوا ببساطة صورة محمد. في الماضي، كان عصر السيوف؛ أما الآن، فهو عصر القنابل!
ما دام الإسلام يحارب الآخرين – الكفار والمسيحيين والرغب والملحدين – ولا ينهمك بالنقد الذاتي ولا يعترف أن مشكلته داخلية، نبقى جميعاً خاسرين. من دون ذلك، ستتورط البلدان المسلمة بشكل أكبر في حروب في ما بينها.
حتى القتال الدائر في إفريقيا وفي البلدان العربية المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط وفي الصحراء الكبرى هو صراع ضمن الإسلام.
دعوني أقول لأصدقائي المسلمين: ابدأوا بالنقد الذاتي، وتخيلوا إسلاماً مختلفاً من أجل العالم المعاصر، وأعيدوا تفسير كلام النبي. فحتى الكتاب المقدس يورد آيات تمجّد الحرب. لكننا نفهم جميعاً الحاجة إلى إعادة تفسيرها وعدم أخذها حرفياً.
ينبغي على الجميع أن يأخذوا بالاعتبار أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين. ومن يدفع ثمن هذه الحروب هم عامة الشعب والعزّل والأقليات.
السعودية
ينعكس الانقسام السني الشيعي في النزاع بين السعودية وإيران. هنا، يشكل الدين جزءاً من صراع على السلطة ذات طابع اقتصادي واستراتيجي وجيوسياسي.
يجب أن تعرف السعودية أننا في القرن الحادي والعشرين. كيف يمكن مثلاً إنكار حق النساء في قيادة سيارة لوحدهن؟ وماذا عن النساء اللواتي لا يتمتعن بعد بالحق في التصويت على المستوى الوطني؟
إن الذين ينكرون هذه الحقوق الآن – السعودية – يفعلون ذلك باسم الإسلام وكمفسرين حقيقيين للإسلام. وهذا ما يثير اشمئزاز الجميع، بما في ذلك المسلمين.
إذا كنتم تفعلون ذلك باسم الدين، فلا يمكنكم إذاً أن تتذمروا إذا تم التهجم على ديانتكم التي تدفعكم إلى إذلال العديد من البشر الآخرين.
إذا دار حديث مع مسلمين، يقولون: أجل، السعودية هي طبعاً بلد رجعي ومتخلف... ولكن، بما أن السعودية تقدم المليارات لعدة بلدان، تقول جميعها في النهاية: "ليبارك الله السعودية".
الغرب لا يعرف ماذا يفعل
ماذا عن الغرب؟ العلاقة مع المسلمين مشكلة لأن كثيرين منهم لا يريدون الاندماج، إذ أن الإسلام نظام وليس فقط ديانة. يسعى كثيرون، الأغلبية، إلى الانسجام، لكنهم يفعلون ذلك ببطء. في فرنسا مثلاً، كان اندماج الجزائريين قبل 50 عاماً أفضل من اندماج المهاجرين اليوم.
حالياً، تبيع معظم المتاجر الكبرى في شتى أنحاء فرنسا منتجات حلال. والآن، غالباً ما تبيع المدارس والمتاجر الكبرى فقط منتجات حلال يستطيع غير المسلمين أيضاً شراءها.
هذا ما يدفع البعض إلى اعتبار المسلمين تهديداً قادراً على تقويض القيم الغربية (بما في ذلك حق أكل لحم الخنزير). وعند رؤية المسلمين ينظمون أنفسهم ضمن جماعات ناشطة، يقوم الغربيون بتنظيم أنفسهم ضمن مجموعات مناهضة للإسلام.
في الوقت عينه، لم يعالج رجال السياسة الأوروبيون هذه المشكلة أبداً. يجب أن يقولوا للمهاجرين: أهلاً وسهلاً بكم. نرحب بكم كإخوة وأخوات لأن هذا جزء من تقليدنا المسيحي. إذا أردتم، يمكنكم البقاء هنا، وإنما ينبغي عليكم أن تندمجوا. وبإمكانكم ممارسة الديانة التي تريدونها، أو بإمكانكم أن تكونوا ملحدين، وإنما يجب عليكم أن تصبحوا جزءاً من النظام القائم، وأن تندمجوا على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
مع الأسف، يفضّل رجال السياسة عدم التدخل؛ وبدلاً من ذلك، يختارون أن ينصحوا بفكرة غامضة عن القبول، ويدفعوا بالثقافة الغربية إلى الدائرة الخاصة.
على العموم، أرى أنه يتم الترحيب بالمهاجرين في عدة أنحاء أوروبية بانفتاح كبير. هذا ما يفعله المسلمون أيضاً. مع ذلك، هناك مجموعة متعصبة من المسلمين ترفض الاندماج وتكافحه.
في سبيل ضبط هذا الوضع، لا بد من من مراقبة المساجد. للوهلة الأولى، هذا مناف لروحنا الأوروبية التي بموجبها تعتبر الدولة والدين مختلفين. مع ذلك، ليست المساجد في الإسلام دور عبادة فحسب. هي أيضاً دور تلقين وإرشاد سياسي، وأحياناً بطرق مؤذية للجماعة. لهذا السبب، ينبغي على الدول الأوروبية أن تراقبها، كما يحدث في جميع البلدان المسلمة. فالمساجد هي البنى الأولى التي تُراقب في العالم المسلم.
مع الأسف، يدلّ هذا المثل على أن القناعات الثابتة التي تظهرها المجموعات الإسلامية المنظمة تُواجهها شكوك العالم الغربي العديدة.