هافانا تشترط استعادة غوانتانامو لتطبيع العلاقات مع واشنطن الرئيس الكوبي يحذر من أن بلاده لن تقبل أي تدخل أميركي في شؤونها الداخلية ويؤكد أن ذلك سيجعل التقارب بين البلدين بلا معنى. العرب
[نُشر في 30/01/2015، العدد: 9813، ص(5)]
الغموض يخيم على مفاوضات كوبا والولايات المتحدة لتحقيق التقارب
سان خوسيه - على الرغم من التوتر الذي طفى على السطح جراء محاولة واشنطن التدخل في شؤون كوبا الداخلية من بوابة المعارضة، إلا أن هافانا أبدت التزامها باستكمال المحادثات مع الجانب الأميركي لتطبيع العلاقات الدبلوماسية وفق شروطها، ولاسيما استرجاع خليج غوانتانامو، وسط ترقّب دولي حذر بشأن ما قد يحصل من تطورات بخصوص هذا التقارب.طالب الرئيس الكوبي راؤول كاسترو إدارة أوباما باستعادة خليج غوانتانامو الذي يحتضن معتقل غوانتانامو العسكري الأميركي سيئ الصيت، مقابل تطبيع العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ 53 عاما، وفق ما أوردته وكالات الأنباء، الخميس.
واشترط كاسترو خلال خطاب ألقاه في قمة مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي في كوستاريكا، مساء الأربعاء، رفع الحظر التجاري المفروض على بلاده من الولايات المتحدة ورفع اسم بلاده من قائمة الدول الداعمة للإرهاب للاستمرار في المفاوضات.
وقال إن “إعادة العلاقات الدبلوماسية هي البداية لعملية تطبيع العلاقات بين الجانبين”، مضيفا “إلا أن التطبيع لن يكون ممكنا ما دام الحصار مستمرا، وما لم يعيدوا الأراضي التي يحتلونها عبر قاعدتهم بشكل غير قانوني”.
ولم يصدر أي رد عن المسؤولين الأميركيين حول تصريحات كاسترو، بيد أن محللين أشاروا إلى أن ذلك يأتي في سياق محاولة هافانا للضغط على واشنطن لانتزاع موافقة مبدئية منها بهدف الاستمرار في المحادثات الجارية في جوّ من التوازن.
وأدلى كاسترو بهذه التصريحات في أعقاب زيارة قامت بها مساعدة وزير الخارجية الأميركي، روبرتا جاكوبسون، إلى هافانا هي الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى كوبا منذ أكثر من 35 عاما لإعادة العلاقات الدبلوماسية.
شروط كوبا:◄ إعادة خليج غوانتانامو◄ إنهاء الحظر المفروض عليها
◄ رفع اسمها من قائمة الإرهاب
كما حذر من أن بلاده لن تقبل أي تدخل من الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن مثل هذا السلوك سيجعل التقارب بين البلدين بلا معنى.
ويبدو أن مطالب هافانا، بحسب محلّلين، جاءت على خلفية قيام جاكوسبون خلال زيارتها، الأسبوع الماضي، بإجراء لقاءات مع بعض المعارضين للنظام الشيوعي، ممّا أثار حفيظة السلطة الكوبية التي كانت تتهيأ لطي سنوات طويلة من العداء مع إدارة أوباما بلا رجعة.
لكن في مقابل ذلك، يرى مراقبون أن مطالب كوبا تعتبر بسيطة باعتبارها جاءت على قاعدة المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بينهما، إلا أن هذه المسألة لن تغيّر من الوضع السياسي الراهن شيئا على الأقل في الوقت الحالي، وأن الطرفين سيحاولان الخروج من الأزمة مع مرور الوقت.
وسيزيد هذا المطلب من الغموض في المفاوضات الجارية خصوصا بعد أن أكد وزير الدفاع السابق، تشاك هيغل، في وقت سابق أنه من الصعب إغلاق معتقل غوانتانامو قبل نهاية فترة أوباما العام القادم وسيزيد من صعوبة ذلك إذا فرض الكونغرس قيودا أخرى.
وطالبت هافانا منتصف فبراير 2008 من واشنطن أن تعيد خليج غوانتانامو، وندّدت حينها بالمعتقل الذي أقامته إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن في إطار الحرب على الإرهاب، لكنها لم تجد آذان صاغية.
وكانت واشنطن استأجرت عام 1903 المنطقة التي تقوم عليها قاعدة غوانتانامو من الحكومة الكوبية آنذاك، لكن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين تدهورت عقب وصول الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو إلى الحكم بعد إطاحته بنظام فولغينسيو باتيستا المدعوم من واشنطن عام 1959.
وانتقد المجتمع الدولي سياسة الولايات المتحدة بعد أن تسبّب تقرير حول تعذيب معتقلي غوانتانامو الذي سمحت بنشره لجنة برلمانية، الشهر الماضي، في جدل دولي مثير بسبب عمليات التعذيب المختلفة التي تعرض لها السجناء على خلفية مكافحة الإرهاب.
وقبل أيام، أعلن الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو دعمه لمفاوضات تطبيع العلاقات مع واشنطن، إلا أنه أعرب في الوقت ذاته، عن عدم ثقته بسياسات أميركا.