داعش'يحرق' الطيار الأردني حيا العاهل الأردني يقطع زيارته إلى الولايات المتحدة، وعمان بصدد تنفيذ حكم الإعدام بحق ساجدة الريشاوي كرد فعل عن إعدام الكساسبة. العرب
[نُشر في 04/02/2015، العدد: 9818، ص(4)]
معاذ قضية وطن رفض الخضوع للإرهاب
عمان – شكل خبر مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا على يد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف صدمة هزت الشارع الأردني والعربي، وقد دعا العديد من الأردنيين إلى وحدة الصف الوطني أمام التحدي القائم.أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على شبكة الإنترنت، أمس الثلاثاء، أنه أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا.
وتضمن الشريط صورا للطيار وقد ارتدى لباسا برتقاليا ووضع في قفص اندلعت فيه النيران، حتى استحال الرجل مع النار كتلة لهيب واحدة، وحمل الشريط عنوان “شفاء الصدور”.
وقد تضاربت الأنباء حول توقيت قتل الأسير، فقد ذكر التلفزيون الرسمي في نبأ عاجل أنه قتل في الثالث من يناير الماضي، في ما ذكرت صحيفة إيطالية أن إعدام الكساسبة تم إثر عملية الإنزال الفاشلة التي قام بها التحالف منذ قرابة الشهرين لإنقاذه ورهائن آخرين.
وإثر إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مقتل معاذ الكساسبة قطع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زيارته إلى وشنطن، عائدا إلى البلاد.
وقال التلفزيون في بيان إن الملك وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة قطع زيارته للولايات المتحدة بعد أنباء “استشهاد” الطيار “البطل”.
من جانبه توعد الجيش الأردني بالانتقام من قتلة الطيار، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري في بيان له”إن القوات المسلحة إذ تنعى الشهيد البطل لتؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ ومن يشد على أيديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا”.
وفي أول تحرك عملي ردا على عملية داعش، كشفت مصادر موثوقة أن الأردن سيعدم المعتقلة العراقية ساجدة الريشاوي (المعتقلة في السجون الأردنية) التي يطالب بها التنظيم والقيادي في التنظيم زياد الكربولي، وأربعة عناصر آخرين، فجر اليوم.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أسر الكساسبة يوم 24 ديسمبر بعد سقوط طائرته فوق مدينة الرقة السورية التي يتخذ منها التنظيم المتطرف عاصمة لخلافته المزعومة.
وخاض الأردن منذ ذلك الحين مفاوضات عبر وسطاء من عشائر عراقية ومسؤولين أتراك، إلا أن التنظيم عمد إلى المماطلة، ورفض تقديم أي ضمانات للدولة الأردنية أنه على قيد الحياة.
معاذ الكساسبة◄ ولد في 29 مايو 1988، وأنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الحسين الملكية للطيران الحربي.◄ تخرج عام 2009 ليلتحق بطياري سلاح الجو الملكي الأردني.
◄ حصل على رتبة ملازم أول في 2014.
◄ أسندت له مهمة تسديد ضربات ضد داعش في كل من سوريا والعراق.
◄ أسقطت طائرته بالرقة السورية في ديسمبر الماضي أثناء طلعة جوية له، ليقع أسيرا بيد تنظيم الدولة الإسلامية
وتشكل قضية معاذ الكساسبة امتحانا حقيقيا عن مدى صلابة الجبهة الداخلية، في ظل وجود أطراف من المرجح أن تستغله ضد الموقف الرسمي على غرار جماعة الإخوان المسلمين، للضغط على عمان لسحب مشاركتها من التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف.
وجدير بالذكر أن جماعة الإخوان من الأطراف الداخلية القلائل التي عارضت المشاركة الأردنية في التحالف ضد التنظيم المتطرف، وقد سعت عبر مسيرات احتجاجية وبيانات ومؤتمرات صحفية لثني عمان عن ذلك، مع العلم أن مؤسسات سبر الآراء في ذلك الوقت (سبتمبر الماضي) كشفت أن قرابة 62 بالمئة من الشعب الأردني يعتبرون داعش تنظيما إرهابيا وجب القضاء عليه.
وبعد أسر الطيار معاذ الكساسبة سعت الجماعة إلى توظيف ذلك بزخم أكبر، مستغلة الارتباك الرسمي والقلق الشعبي على مصير الأسير.
ومن المرجح أن تعمد الجماعة بعد مقتل الطيار إلى التصعيد وتجييش الشارع الأردني، ضد السلطات الرسمية الأردنية، ودفعها للخروج من الائتلاف الدولي.
وحذرت عديد الأحزاب والقوى السياسية من خلخلة الجبهة الداخلية، داعين إلى ضرورة وحدة الصف في مواجهة هذه الأزمة، ولقطع الطريق أمام المتربصين بالدولة ونظامها.
وأكد الأمين العام للحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق على ضرورة “الالتفات للمرحلة الحالية في ظل محاولة بعض الجهات تناول قضية الطيار الكساسبة بإقليمية وخارج دائرة الموضوع، واستجابتهم لما يرمي تنظيم الدولة الإسلامية من حرب نفسية هدفها شق الصف الداخلي”.
واعتبر الشناق في تصريحات صحفية “أن المرحلة التي يمر بها الأردن مصيرية تتطلب التعامل معها بثبات، مشددا على رسالة الأردن الساعية إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، عبر تكاتف الجهات الرسمية والشعبية وشد اللحمة الداخلية بعيدا عن النزاعات والاختلاف في وجهات النظر الدائرة في ما يخص الأفكار والتوجهات والعمل في إطار موحد”.
من جانبه طالب أمين عام حزب الرسالة حازم قشوع الأحزاب “أن تكون في خندق واحد وخلف القيادة الأردنية، في ظل الظروف التي يمر بها الإقليم والتحديات الساعية إلى شق الصف الداخلي وبالأخص بما يتعلق بقضية الطيار معاذ الكساسبة”.
تفاصيل أخرى: مكافحة الإرهاب خيار أردني لا محيد عنه