العثور على مقبرة جماعية ثانية للايزيديين في شمال العراق
المقبرة تضم رفاة نحو 28 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وتم اكتشافها بمحاذاة نهر دجلة بمنطقة بردية بناحية زمار 60 كيلومترا شمال غرب الموصل.
ميدل ايست أونلاين
ضحايا الأيام الأولى للهجوم البربري
أربيل/نينوى (العراق) ـ عثرت لجنة متخصصة والتابعة لحكومة إقليم شمال العراق على مقبرة جماعية تضم رفاة العشرات من المدنيين الايزيديين، شمال غربي مدينة الموصل، شمالي العراق، متهمة تنظيم "الدولة الاسلامية" بقتل الضحايا ودفنهم فيها.
والمقبرة التي اكشتفت في منطقة زمار بشمال غرب البلاد هي الثانية التي يتم الكشف عنها هذا الاسبوع في شمال العراق الجمعة مع استمرار ظهور الفظائع التي ترتكبها الدولة الإسلامية ضد الاقلية الدينية.
وقال سعيد حلبي عضو لجنة "جينوسايد" الايزيدية التي شكلتها حكومة أربيل قبل أشهر للتحقق وتوثيق جرائم "الدولة الاسلامية" بحق الايزيديين، فإن مواطنين ايزيديين أبلغوا اللجنة باشتباههم بوجود مقبرة جماعية في منطقة "بردية" التابعة لناحية زمار(60 كلم شمال غرب الموصل).
وينما قالت مصادر عراقية إن المقبرة الجماعية كانت تحوي رفات 16 يزيديا على الاقل، أكد حلبي أن أعضاء اللجنة عثروا على مقبرة تضم رفاة نحو 28 مواطنا على الأقل من بينهم أطفال ونساء بمحاذاة نهر دجلة بمنطقة بردية (20 كلم شرق زمار)، وتم التعرف على أنهم إيزيديين من قبل أهالي المنطقة من خلال بقايا ملابسهم التقليدية.
وكان مقاتلين ايزيديين عثروا الثلاثاء على مقبرة جماعية مماثلة تضم رفاة نحو 30 مواطنا من المدنيين الايزيديين خلال دورية روتينية جنوبي مجمع خانصور التابع لناحية سنوني(63 كلم شمال غرب سنجار).
وقالت عضو البرلمان العراقي فيان دخيل وهي من الاقلية الايزيدية ان التحليل المبدئي أشار الى ان ستة من الجثث في المقبرة تخص أطفالا رضع وجثتين لنساء جميعهم قتلوا فيما يبدو في الايام الاولى من هجوم الدولة الاسلامية الصيف الماضي.
وشكلت حكومة إقليم شمال العراق (لجنة جينوسايد الايزيدية) في أغسطس/آب 2014 بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على قضاء "سنجار" للتحقق وتوثيق جرائم التنظيم بحق الايزيديين.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية اجتاح قضاء سنجار(124 كلم غرب الموصل) الذي تقطنه أغلبية من الأكراد الايزيديين مطلع أغسطس/آب، قبل أن تتمكن قوات البيشمركة المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي من تحرير الجزء الشمالي من القضاء وفك الحصار عن الآلاف من العوائل والمقاتلين الذين حوصروا بجبل سنجار في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2014.
وتتحدث تقارير صحفية وناشطين ايزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بشعة، من قتل وخطف وسبي الآلاف من الايزيديين المدنيين بعد سيطرته ومهاجمته للمناطق التي يقطنون فيها خاصة في محافظة نينوى.
وفي 10 يونيو/حزيران 2014، سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
وغالبية اليزيديين الذي يقدر عددهم بعدة مئات من الالاف في العراق قبل ان يتعرضوا لهجوم الدولة الاسلامية يتحدثون اللغة الكردية.
ويصفهم متشددو الدولة الاسلامية بأنهم من عبدة الشيطان -وهو اتهام ينفيه اليزيديون- ويقولون ان عليهم اعتناق الاسلام أو الموت.
وتغلب مقاتلو الدولة الاسلامية على قوات البشمركة في شمال غرب العراق في اغسطس/اب مما اضطرها للانسحاب تاركة الاقلية الايزيدية تحت رحمة تلك الجماعة المتشددة.
وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "الدولة الاسلامية"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 4 أشهر.