:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رسالة تعزية ورثـاء لشهداء التعصب الأعمى والعنف والأرهـاب الأقباط ال 21 في مسراطة بليبيا
بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن .. والروح القدس ... الأله الواحد ... امين .
انـا هو القيامة ... والحق... والحياة .......... من امن بي ... وان مـات فسيحيـا
السيد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي السامي المقام والجزيل الاحترام .
قداسة الحبر الاعظم مار تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاقباط الارثوذكس في العالم الكلي الطوبى والجزيل الاحترام .
القاهرة - حمهورية مصر العربية
الأعزاء في عائلات المرحومين الشهداء الأبرار ... الأقباط ال 21 الكريمة المحترمون .
الأعزاء ابنـاء مصر الجريحة المحترمون .
مصر والمهجر
سلام من الله ورحمة ...
* حـادث جلل ومصاب اليم *
الشهداء بذار الحياة والأكرم منـا جميعـا
انه طريق الآلام وينبوع الدموع يـا ابناء شعبنـا المظلوم الذي فرض عليكم بالقوة منذ أمد بعيد وفي كل مكان وزمان ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء جدد لينظموا الى قـافلة شهداء المسيحية الذين يروون بدمـائهم الزكية ارض أوطانهم الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العالم ليولد من جديد وقد ساد فيه السلام والوئام بين بني البشر ، وهـا هم أولادكم الأقباط ال 21 يسقطون شهداء على ايدي الأوباش المجرمين القتلة الذين جـاء بهم الأرهابيين من كل حدب وصوب وهم متشبثون بأيمانهم المسيحي وفضلوا الموت على نكران الفادي والمخلص يسوع المسيح له المجد .
فبقلوب حزينة وعيون بـاكية نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقداء الغالين ال 21 برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جنـاته ويلهمكم ومحبيهم ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، ضارعين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـا اي مكروه انه سميع مجيب .
يقول أحباء الشهداء الأبرار ال 21 ...
يـا أحباؤنا ... ايهـا المسافرون عبر السحاب ، الراحلون الى مـا وراء الغمـام في السمـاء العليـا ، كيف مضيتم دون وداع ، ولمـا غادرتم بهذه العجالة وانتم في مقتبل العمر .. وأشجار حياتكم خضراء وفي قمة عطائها ...؟
لقد ذهبتم يـا أحباء وتركتم في النفوس لوعة وفي القلوب غصة ، ولكنكم رغم بعـادكم عنـا فانتم تعيشون معنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمـائرنـا ، نذكركم في الأصيل ، ونراكم بسمة حلوة في شفـاه الأطفال الصغـار ، ونسمعكم نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والصديقين وأجراس الكنائس في الاعياد الكبيرة ، فناموا قريري العيون في مثواكم السرمدي ولتسعد أرواحكم الطاهرة في عليـائهمـا فمـا هذه الدنيـا الا دار زوال وفنـاء .
الا شلت الأيدي الآثيمة التي خططت لخطفكم ونفذت الجريمة وقتلتكم بدم بارد وأنتم امنون في عقر داركم في مدينة مسراطة الليبية , وموقفكم هذا هو دفاع عن الأيمان القويم وقيم الرجولة وسيذكره التاريخ بأحرف من نور بوجه قوى الظلام العفنة الحقيرة الموغلة بالجهل في العالم المتخلف . لقد مزقوا الجناة أجسادكم وافنوا قاماتكم واوقفوا قلوبكم النـابضة بـالحياة وقضت على كل احلامكم في الحياة وانتم في اول الطريق ومقتبل العمر ولكنهم لم يستطيعوا من أنتزاع أيمانكم المسيحي وشجاعتكم البطولية التي تدل على رجولتكم وثبات أيمانكم .
لقد بكيناكم بحرارة يـا شهداء المسيحية في العصر الحديث التي تدعي فيه القوى العظمى في العالم جزافا بأنها تدافع عن حقوق الأنسان , وانقبضت قلوبنا وحزنت نفوسنا عليكم كثيرا .
ان القلم يقف حائرا احيـانـا لأيجاد الكلمـات المعبرة المنـاسبة في هكذا منـاسبات لأن الحادث جلل والمصاب اليم .
نطلب من الرب ان يكون هذا المصاب خـاتمة احزانكم وان يسبغ نعمه على ليبيا الحبيبة ليعود الى ربوعها الأمن والأستقرار ويعيش شعبها الطيب عيشة تليق به كونه صاحب حضارة قديمة في التاريخ ، ودمتم برعايته الألهية .