الدولة الإسلامية تتعلم فن 'الدعاية الإلكترونية' من الإخوان
'اللجان الإلكترونية' واحدا من أشد أساليب جماعات الإسلام السياسي خطورة، في إدارة معاركها الإرهابية مع المجتمعات والدول.
ميدل ايست أونلاين
لابد من هزمهم افتراضيا لتجفيف منابعهم على الأرض
لندن ـ تعتبر "اللجان الإلكترونية" واحدا من أشد الأساليب التي تستخدمها جماعات الإسلام السياسي خطورة، في إدارة معاركها مع المجتمعات والدول من اجل "غزوها" عقائديا والسيطرة عليها عسكريا إذا سنحت الفرصة لذلك.
ويقول مراقبون إن تلك اللجان تؤدي دور "أجهزة المخابرات" بالنسبة للدول الطبيعية. وهي تساعد قيادات الصف الأول داخل الجماعات الإرهابية في اتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب من خلال جس نبض الشارع ومعرفة التوجه الشعبي العام في الدول المستهدفة أمنيا من هذه التنظيمات.
ومنذ أن انتشرت الإنترنت وموقعا التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، داخل جميع البيوت أصبح هناك تركز شديد من المنظمات الإرهابية على تطوير إمكانياتها المعرفية والمادية في التعامل وسال الاتصال الحديثة لأنها تستطيع أن تقربهم وهم داخل الكهوف والجبال والمناطق المعزولة في اكثر من دولة، من الفئات الشبابية المستهدفة هذا اضافة على مساعدة الإرهابيين داخل كل تنظيم من مركزة قرارتهم عبر تقريب قياداته الفرعية المنتشرة في اكثر من دولة، مع القيادة المركزية حيث توجد في مواقعها السرية وهو الأمر الذي يسمح لها بتلقي الاوامر مع كل الضمانات للنجاح من سرعة وصول المعلومة وسريتها المطلقة.
وكشفت الجرائم الأخيرة التي ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية على وجه التحديد والتي يتم بثها عبر الفيديوهات، ما تلعبه "اللجان الإلكترونية" عبر خبرائها التقنيين من قدرات على تجنيد الشباب وتحريضهم على دولهم تارة وعلى نشر الرعب في قلوب العالم وترويج أكاذيب عن قوة التنظيم الإرهابي الخارقة.
وتقول تقارير استخباراتية غربية إن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" تنبه على وجه السرعة للدور الهام لتلك اللجان، فأصدر أوامره بتشكيل الكثير منها.
ووفقا لنفس التقارير، فقد تحولت اللجان الإلكترونية لدى "الدولة الاسلامية" إلى "جيش إلكتروني" يبلغ تعداده 4 آلاف شخص لتنفيذ مهمات مزدوجة تبدأ بالإساءة للجهات المستهدفة أشخاصا أو كيانات وتهتم بتجنيد البسطاء والرد على المهاجمين، وصولا لاقتحام المواقع الكبرى واختراق حسابات القيادات السياسية البارزة عبر العالم لتسهيل عمليات اغتيالهم في التوقيت والزمانين المحددين سلفا من قيادات التنظيم.
ويقول محللون لشؤون أمن الانترنت إن تنظيم الدولة الاسلامية استلهم فكرة تشكيل "اللجان الإلكترونية" من تجربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر على وجه التحديد وهي تجربة نجحت في تمريرها الى مختلف فروع الجماعة في اكثر من دولة عربية.
وتقول وسائل إعلام مصرية نقلا عن مصادر أمنية إن خيرت الشاطر العام للإخوان هو المخطط الأول لتشكيل "اللجان الإلكترونية"، وهو الذي مول عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية حتى تكون حائط دفاع عن الجماعة، كما تم تشكيل لجنة في النظام الخاص وتسمى "لجنة الرصد" تكون مهمتها الأساسية والوحيدة "قياس الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي".
وبدأ العمل الرسمي لتلك اللجان في 2011 وبالتحديد عقب الانتفاضة التي أدت الى سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والتي اندلعت بدورها من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وبدأت اللجان الإلكترونية الإخوانية في الرد على الهجوم على الجماعة وإعلان الحرب على من يهاجمونها.
ومن أبرز من تعرض لهجمات هذه اللجان الأستاذ محمد حسنين هيكل بعد تحذيره من خطر جماعة الإخوان على مصر.
وكان الدور الأقوى للجان الإلكترونية الإخوانية إبان الانتخابات البرلمانية ابان حكم المجلس العسكري.
ولم تكتف تلك اللجان بالدعوة لانتخاب أعضاء حزب الحرية والعدالة بل بدأت في تشويه منافسيهم.
واستمر دور اللجان الإلكترونية المشبوه في انتخابات الرئاسة المصرية ونجحت في تشويه جميع المرشحين لصالح محمد مرسي. وأطلقت عدة حملات لإسقاط المرشحين الرئاسيين كحملة "ما يحكمناش" الموجهة ضد الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى وفلول الحزب الوطني بجانب حملة "مش واحد مننا" التي وجهوها لحمدين صباحي.
ودافعت تلك اللجان عن مرسي وأبرزته كأفضل المرشحين وبعد نجاحه سعت للترويج لخطاباته وكيل المديح لها.
وقبل ثورة 30 يونيو، حذرت تلك اللجان من غضب شعبي كبير على وشك الانفجار، لكن لا مرسي ولا قادة الجماعة أولا بالا للتحذيرات فكان مصيرها العزل من الرئاسة ولتنتهي الى ما هي عليه اليوم من وضع مزر وتفكك.
وويقول مراقبون إن اللجان الإلكترونية للإخوان تحولت، منذ عزل وزير الدفاع السابق والرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي لمرسي من الرئاسة، إلى موقع المحرض على العنف والإساءة لكل من يخالفهم الراي ولرموز السلطات القائمة، ونشر الصورة المفبركة عما يحدث في مصر لكسب دعم شعبي للجماعة، وللإساءة لمصر ودعم فكرة التدخل الأجنبي للإطاحة بنظامها الوطني.