هادي يتراجع عن الاستقالة ويشرع في مقاومة الانقلاب
الرئيس اليمني يدعو لرفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكلّ رجالات الدولة، ويطالب المجتمع الدولي بحماية العملية السياسية.
ميدل ايست أونلاين
إجراءات الحوثيين 'باطلة ولا شرعية لها'
عدن (اليمن) - اعتبر الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي السبت ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون "باطلة ولا شرعية لها". كما وصف هادي استيلاء الحوثيين على صنعاء بالانقلاب، وذلك في اول تصريح له منذ فراره من صنعاء حيث فرضت عليه الميليشيا الشيعية النافذة الاقامة الجبرية.
واكد هادي في بيان ان "كل الخطوات والاجراءات والتعيينات التي اتخذت خارج اطار الشرعية منذ 21 ايلول/سبتمبر باطلة لا شرعية لها"، وحض المجتمع الدولي على "رفض الانقلاب وعدم شرعنته".
ووقع هادي البيان بصفته الرئيس اليمني في إشارة إلى أن هادي تراجع عن الاستقالة التي قدمها للبرلمان في يناير/كانون الثاني بعدما اجتاح الحوثيون مقر إقامته.
وكان مستشار للرئيس اكد في وقت سابق ان هادي "يبقى الرئيس الشرعي وقد استقال تحت ضغط الحوثيين" الذين دخلوا صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر.
ولم يقبل البرلمان الاستقالة منذ ذلك الحين.
وتمكن هادي السبت من الهرب من مقر إقامته الرسمي الذي ظل فيه لأسابيع رهن الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين، وتوجه إلى مسقط رأسه عدن.
وقال هادي إنه ملتزم بالخطة الانتقالية التي وضعت في 2012 والتي تهدف إلى التحرك نحو الديمقراطية بعد أن ترك الرئيس السابق علي عبدالله صالح السلطة في اعقاب احتجاجات على حكمه.
وأضاف هادي في البيان "ندعو إلى رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجالات الدولة ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب."
وتابع "كل الخطوات والتعيينات التى اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها.. ندعو لانعقاد اجتماع الهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز حتى خروج المليشيات من صنعاء."
وكان هادي اقترح مشروع دستور في يناير/كانون الثاني يستند إلى اتفاق الانتقال السياسي لكن الحوثيين رفضوا هذا الدستور.
وفي صنعاء، قال مصدر حكومي إن الحوثيين الذين أعلنوا انهم لا يعلمون بمغادرة هادي العاصمة دعوا إلى عقد اجتماع عاجل للحكومة في القصر الرئاسي بصنعاء.
ويأتي توجه هادي إلى عدن في أعقاب اتفاق بين الفصائل المتصارعة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة الجمعة على تشكيل مجلس انتقالي يقضي ببقاء البرلمان والسماح للحكومة بأن تستمر في العمل بمشاركة بعض الجماعات الاخرى.
ونقل موقع الأخبار اليمني عن عضو المكتب السياسي للحوثيين علي القحوم قوله إن هادي هرب من مقر إقامته المحاصر متنكرا.
وأشار الموقع إلى أنه لم يعد يهم سواء بقي الرئيس السابق في منزله أو غادره.
ونفت الأمم المتحدة ما ذكره مصدران سياسيان كبيران في صنعاء بانها ساعدت هادي على السفر إلى عدن ووصفت هذه الأنباء بانها كاذبة.
وقال شهود عيان إن المسلحين الحوثيين نهبوا مقر إقامة هادي في صنعاء بعد أن غادره لكن القحوم نفى ذلك.
وفي وقت سابق السبت فتح الحوثيون النار على محتجين في مدينة إب بوسط اليمن مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر.
وتجمع الحشد في ميدان بعد التوصل لاتفاق جديد لاقتسام السلطة أمس الجمعة احتجاجا على دور الحوثيين في الإطاحة بالحكومة الشهر الماضي.
وبعد اطلاق النار خرج آلاف آخرون إلى الشوارع للاحتجاج. وقال شهود إن الحوثيين ينشرون المزيد من قوات الأمن ردا على ذلك.
ويخشى الغرب أن تتيح الاضطرابات في اليمن الفرصة أمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للتخطيط لشن مزيد من الهجمات على أهداف دولية.
وفي محافظة شبوة، قال سكان إن طائرة دون طيار قصفت في وقت متأخر مساء أمس الجمعة سيارة كانت تقل أشخاصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
واعترفت الولايات المتحدة بأنها تشن غارات بطائرات بدون طيار على أهداف للمتشددين في اليمن لكنها لا تعلق على هجمات بعينها.
وأثارت الهجمات التي يروح ضحيتها مدنيون في بعض الأحيان غضب العديد من مواطني اليمن لكن هادي يعتبر مؤيدا لشن مثل هذه الهجمات.