الفيصل يعلن استعداد العرب لردع الحوثيين إذا فشل السلام
المراقبون يجمعون على أن 'أنصار الله' وصالح يمكنهم كسب المعركة الأولية، غير أنهم سيخسرون الحرب أمام مقاومة شعبية كاسحة.
ميدل ايست أونلاين
إنهم يغرقون بالفعل في البيضاء
الرياض ـ قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الاثنين إن الدول العربية ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية المنطقة من "عدوان" جماعة الحوثي اليمنية، المتحالفة مع إيران إذا لم يمكن الوصول إلى حل سلمي في اليمن.
وأقام الحوثيون والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مركزين متنافسين للسلطة في صنعاء وعدن وأنكر كل منهما شرعية الآخر وصارا يتجهان فيما يبدو إلى صراع مفتوح.
وسُئل الأمير سعود الفيصل عما اذا كانت الرياض قد تقدم دعما عسكريا لهادي الذي تعترف به رئيسا شرعيا لليمن فقال "بالتأكيد ستتخذ الدول في المنطقة والعالم العربي الاجراءات الضرورية لحماية المنطقة من عدوانهم (الحوثيين)".
وجدد وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي مشترك في الرياض مع وزير الخارجية البريطاني الزائر فيليب هاموند دعوة كل الفصائل المتناحرة في اليمن ومنها جماعة الحوثي لحضور محادثات سلام في المملكة.
وقال هاموند إن بريطانيا وحلفاءها سيبحثون ردهم.
وأضاف "اتفقنا اليوم على أن نبحث فيما بيننا.. ومع الأميركيين.. خيارات عديدة يمكننا اتخاذها لتعزيز وضع الرئيس هادي ولتقوية الحكومة الشرعية لليمن ودعمها في مواجهة العدوان الواقع عليها.. لا أحد منا يريد ان يرى تحركا عسكريا".
ودعا رياض ياسين الذي عينه هادي وزيرا للخارجية الاثنين في القاهرة دول الخليج العربية إلى التدخل عسكريا في اليمن، وطالب بفرض منطقة حظر طيران ووقف تقدم المقاتلين الحوثيين.
وعندما سُئل الأمير سعود الفيصل عن دور طهران في دعم الحوثيين في اليمن، رد قائلا إنه يعارض "تدخلاتها (ايران) المستمرة في شؤون الدول العربية، ومحاولة إثارة النزاعات الطائفية بها".
وحولت الاضطرابات اليمن إلى جبهة في المنافسة الإقليمية بين السعودية وإيران والقائمة في معظمها على أسس طائفية وذلك من خلال ايجاد حليف لطهران في الفناء الخلفي للسعودية.
وتثير امكانية سيطرة الحوثيين او جماعات جهادية سنية على المجال الجوي مما يهدد منشآت الطاقة في المنطقة ومضيق باب المندب وهو ممر حيوي لشحن إمدادات الطاقة لاوروبا واسيا والولايات المتحدة، مخاوف دول عربية وغربية.
واستضافت الرياض محادثات رفيعة المستوى مع دول الخليج العربية الاخرى السبت والتي أيدت هادي باعتباره الرئيس الشرعي لليمن، وعرضت بذل كل الجهود للحفاظ على استقرار اليمن.
ولم يتضح ما اذا كان ذلك يشمل مساعدات عسكرية.
وتتأهب الفصائل الرئيسية في اليمن لخوض غمار حرب قد تصبح شاملة بعد مناوشات استمرت على مدى أشهر.
واستعدادا لذلك لجأت تلك الفصائل إلى السعودية ومنافستها الاقليمية إيران، طلبا للمساعدة في تلك الحرب المحتملة.
وينفي الحوثيون الحصول على دعم مادي أو مالي من طهران. لكن مصادر يمنية وغربية وإيرانية قدمت في 2014 تفاصيل عن دعم عسكري ومالي إيراني للحوثيين قبل وبعد استيلائهم على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول.
وجاء تصريح وزير الخارجية السعودي، فيما يبدو ان الحوثيين قد عزموا امرهم وقرروا خوض الحرب الى النهاية ظنا انهم قادرون على الوصول الى عدن بنفس المقدرة التي كانت بحوزتهم وساعدتهم على الوصول إلى صنعاء وإسقاطها بالقوة العسكرية.
وخلال الأسبوع الماضي تقدم الحوثيون بدعم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح نحو قوات هادي في الجنوب واشتبكوا مع قبائل في محافظات بوسط البلاد.
وركز القتال على كسب مواقع استراتيجية وقواعد جوية، لكن المحللين يخشون العواقب اذا شاركت السعودية وإيران بشكل أوضح.
ومع انغماس هادي والحوثيين في دعاية مضادة متبادلة وادعاء كل طرف انه الحاكم الشرعي باتت الساحة مهيئة الان فيما يبدو لاختبار القوة العسكرية للجانبين.
وقال فرناندو كارفاغال من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة اكزيتر البريطانية "لم تصل الازمة حتى الان إلى نقطة التحول نحو الحرب لعدة أسباب منها عدم وجود داعم خارجي يوفر الذخيرة الكافية"، وحذر من مخاطر التدخل الخارجي.
وتتيح سيطرة هادي على الموانئ البحرية والمطارات في عدن لحلفائه في الخليج توفير إمدادات لقواته العسكرية الهزيلة بسهولة.
وتعني سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة على البحر الأحمر وبدء تسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران وصنعاء في فبراير/شباط أن إيران يمكن أن تقدم لحلفائها مساعدات مماثلة.
وبينما يبدو أن الحوثيين وصالح وهو من المنتقدين لهادي لهم اليد العليا في الصراع الدائر في اليمن لكن هذا قد لا يدوم في تقدير عدد من المحللين.
ويقول المحللون إن قواتهما التي تمثل نحو ثلثي الجيش اليمني القديم تواجه ثلاثة أعداء رئيسيين وهم الوحدات الموالية لهادي في عدن والقبائل السنية في محافظتي مأرب، والبيضاء.
وقالت ندوة الدوسري الباحثة في شؤون القبائل اليمنية إنه قد يكون بامكان الحوثيين وصالح كسب المعركة الأولية، لكنهم سيخسرون الحرب لانهم سيواجهون الكثير من المقاومة. وأضافت انهم يغرقون بالفعل في البيضاء.
وتركز الكثير من القتال في الأسبوع المنصرم على القوة الجوية. وأقام هادي قاعدة قوية له في القوات الجوية عندما كان في صنعاء حيث أقال قائدها وعين اخر بدلا منه واستغنى عن الضباط الذين كان ينظر اليهم على انهم غير موالين.
لكن الحوثيين عينوا الأسبوع الماضي قائدا جديدا للقوات الجوية وقصفت طائرات مجهولة مقر هادي في عدن. واستولت قوات هادي بعد ذلك على مطار عدن ومحطة للرادار في قاعدة العند الجوية.
وقد يندلع قتال بري في القريب العاجل في محافظة مأرب والتي تمثل جائزة كبرى بفضل منشآتها النفطية. وكان 12 شخصا قتلوا يوم السبت في اشتباكات هناك بين الحوثيين والقبائل السنية.
ووسط كل هذا ينتظر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية لاستغلال ما يخشى البعض من أن يصبح أسوأ صراع تشهده اليمن منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها عام 1994.
وقال فارع المسلمي الباحث بمركز كارنيغي للشرق الأوسط "تحدى اليمن على مدى سنوات كل الصعاب وأثبت خطأ من قالوا انه على شفا حرب أهلية وعلى وشك الانهيار.. لكن ربما لم يعد هناك المزيد من المعجزات". وانتشر العنف في اليمن منذ العام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة وأبعدوا فعليا الرئيس هادي وهو حليف للولايات المتحدة. وأغضب ذلك دول الخليج التي يحكمها السنة وعلى رأسها الرياض التي تعتبر الجماعة التي كانت مغمورة ذات يوم والقادمة من المرتفعات الشمالية جماعة ارهابية.