من الذي يجب ان يدان في اليمن السعودية ام اسرائيل الشرقية؟ صلاح المختار 3
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من الذي يجب ان يدان في اليمن السعودية ام اسرائيل الشرقية؟ 3
شبكة البصرة صلاح المختار إن سوريا ليست لمن يسكن فيها أو من يحمل الجنسية السورية بل لمن يدافع عنها
الحوثي السوري بشار الأسد
ويظهر ضعف منطق من يحمّل السعودية ومن معها مسؤولية الخراب الذي حل ويحل باليمن ويبرء اسرائيل الشرقية من خلال تذكر عدة وقائع بارزة لا يمكن انكارها : أ- ان الذين يهاجمون السعودية ودول الخليج العربي الان على اساس (تحالفها) مع امريكا او (تبعيتها) لها يقعون في فخ الخروج من سياق الزمن، والذي يتشكل ضمن قوانينه الصارمة المنطق، فيؤدي ذلك الى خلط الماضي بالحاضر عمدا او عفويا، فهم يتذكرون ماض انتهى بينما يتناسون حاضر ابتدا، ففي الماضي وحتى عام 2011 كانت السعودية ودول الخليج العربي تعتمد على امريكا في حمايتها من التهديدات الخارجية الكبيرة لكنها وبعد الغدر الامريكي بالسعودية عندما اتخذت امريكا موقفا مناقضا لموقف البحرين ودول الخليج العربي مما يجري في البحرين وانكشاف الخطة الايرانية لغزو البحرين تحت غطاء الانتفاضة من اجل الاصلاح والتي دعمتها امريكا علنا حصل تغيير كبير في العلاقات مع امريكا فانفكت صلات الحماية والتبعية وكانت عملية درع الجزيرة في البحرين لاحباط تلك المؤامرة في اذار من 2011 مؤشرا واضحا جدا للطلاق وتخلي امريكا عن سياسة اكثر من نصف قرن وتقاربها الشديد مع الموقف الايراني وادراك دول الخليج انها يجب ان تعيد النظر في علاقاتها مع امريكا. وزاد هذا الشرخ في عام 2012 عندما تكرر الغدر الامريكي في سوريا حيث ان امريكا انتقلت من الاصرار على اسقاط نظام بشار الصفوي الى تبني الحل السلمي ولكن بعد ورطت دول خليجية وتركيا في الصراع السوري! فقد تراجعت عن وعودها لتيارات في المعارضة السورية بدعمها باسلحة (نوعية) تمكنها من اسقاط النظام فتمكن النظام الصفوي من تجديد قوته والبقاء بدل السقوط الذي كان حتميا! هنا تأكدت السعودية ومعها بعض دول المجلس ان امريكا تغيرت واخذت تظهر تلاقيها لستراتيجي مع اسرائيل الشرقية في احداث العراق وسوريا والبحرين. وفي هذه الاجواء عندما حصل الانقلاب الحوثي ونجح في السيطرة الغريبة والسريعة على اغلب اليمن وسط لامبالاة امريكا ودعمها الخفي للتوسع الحوثي في اليمن وصل صبر واحتمال السعودية الى نهايته وقررت خوض معركة استباقية لمنع تقسيمها بعد خنقها من قبل اسرائيل الشرقية. هذا ما ينتاساه من ينتقد السعودية ويحملها المسؤولية ويهاجمها بعنف على اساس انها حليف امريكا في المنطقة مع ان هذه قصة صارت قديمة ومن الماضي. لكن هؤلاء انفسهم الذين يدعمون اسرائيل الشرقية والنظام الصفوي في دمشق يتلاعبون بالزمن فيعودون لزمن مضى عندما كانت اسرائيل الشرقية تبدو اعلاميا وسياسيا في حالة صراع مع امريكا فيسحبون الزمن الى حالة قائمة انتهت فيها لعبة الحرب الخلبية بين الطرفين وانتقلا من زواج المتعة السري الى الزواج الكاثوليكي العلني والذي اشهر في فيينا بتوقيع الاتفاقية النووية! انهم يتناسون حقيقة تتطور امام نواظرنا كلنا وتعترف بها حكومتا اسرائيل الشرقية وامريكا رسميا وهي ان اسرائيل الشرقية وليس السعودية هي شرطي امريكا الجديد في المنطقة وهي حقيقة تجسدها مواقف امريكا في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان والتي تدعم فيها الغزو الاستعماري الايراني بلا تردد، ففي كل هذه الاقطار وقفت امريكا مع اسرائيل الشرقية وتطابقت مواقفهما بوضوح تام! لم يتذكر هؤلاء السادة ماض انتهى كانت فيه السعودية حليفا لامريكا ويتناسون موقفا جديدا بينهما يسوده التناقض بينما بالمقابل يتناسون الواقع الحالي الذي يؤكد بجزم ان اسرائيل الشرقية هي شرطي امريكا الاقليمي ويتذكرون (ايران المقاومة والممانعة) رغم ان تلك المقاومة والممانعة كانتا اكذوبة؟ ب – يستخدم هؤلاء قضية الدور السعودي والخليجي في العدوانات على العراق في عامي 1991 و2003 ويبعدون النقد عن اسرائيل الشرقية بالقول ان الطائرات التي دمرت العراق انطلقت من اراض خليجية وليس من اسرائيل الشرقية، وهذا قول نصف حق يراد به باطل فج جدا، ففي عام 1991 وقفت دول الخليج العربي كلها ضد العراق لان الموضوع كان دخول العراق الى الكويت وتلك مسألة جدلية كبيرة تتحمل تناقض الاجتهادات في تفسير الموقف الخليجي لكن غزو العراق لم تشارك فيه سوى دولة خليجية واحدة وهي ليست السعودية قطعا، حيث انطلقت من اراضيها الطائرات الامريكية لقصف العراق، وحتى هذه الدولة الخليجة ارسلت وزير خارجيتها الى العراق واستقبله الرئيس الشهيد صدام حسين ونقل اليه رسالة من قيادة ذلك القطر تقول بان حكومته عاجزة عن منع امريكا من استخدام اراضيها في ضرب العراق اذا وقعت الحرب في نوع من الاعتذار الواضح. هنا نحن بمواجهة حالة مختلفة تماما فلدينا اسرائيل الشرقية (المستقلة والقوية) تتبرع بالاصطفاف مع امريكا واسرائيل الغربية في شن الحرب على العراق وتدميره بالكامل ثم توسع تبرعها فتتطابق مواقفها مع موقف امريكا في سوريا واليمن والبحرين! والتبرع حالة اختيار حر وليست اضطرار من يفتقر للقوة الكافية لحماية نفسه. في عام 2003 تبرعت اسرائيل الشرقية بما هو اكثر من تبرعها في عام 1991 حيث اكملت تدمير ما لم تدمره امريكا، وطبقا لما اعترف به نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي في عام 2004 بقوله (لولا الدعم الايراني لما تمكنت امريكا من احتلال افغانستان والعراق) فان امريكا ما كانت ستنجح لو لم تتلقى الدعم من اسرائيل الشرقية! وتواصل التعاون الامريكي الفارسي في العراق بتبرع طهران بتقديم منظمات اسستها قبل الغزو وبعده لتكون الميليشيات المسلحة التي تدعم الحكومة الجديدة التي نصبها الاحتلال، وتشكلت كافة الحكومات في ظل الاحتلال من نغول ايران! وقامت اسرائيل الشرقية بعد عام 2011 بدور بالغ الخطورة في اكمال تدمير ما لم تستطع امريكا تدميره عمرانيا وبشريا، ثم توج كل ذلك بتسليم امريكا العراق الى اسرائيل الشرقية عندما هزمت امام المقاومة العراقية! هذه الاحداث المعترف بها من قبل امريكا واسرائيل الشرقية هي ادلة متتابعة تؤكد وبلا ادنى شك بان اسرائيل الشرقية هي القوة الاساسية في تدمير العراق واشعال الكوارث غير المسبوقة فيه بما في ذلك التطهير العرقي لعرب العراق تحت غطاء التطهير الطائفي. اذن هؤلاء الذين ينتقدون السعودية على موقفها من العراق لم لا ينتقدون الدور الفارسي الاشد خطورة من ادوار كافة دول المنطقة والعالم التي شاركت في غزو وتدمير العراق؟ وتكتمل صورة التضليل عندما نتذكر قضية جوهرية وهي ان ثمة فرق هائل بين من يضطر ومن يتبرع فدول الخليج العربي اضطرت للوقوف ضد العراق مع امريكا في عام 1991 لاسباب معروفة كما ان الدولة الخليجية التي استخدمت اراضيها لضرب العراق في عام 2003 ابلغت العراق انها غير قادرة على منع امريكا من استخدام اراضيها، فهل يمكن مساواة المضطر مع المتبرع؟ ج- اما النظام الصفوي في سوريا فانه اشد انحطاطا من داعمه النظام الايراني فلئن كانت اسرائيل الشرقية عدوا تاريخيا وحاقدا على العرب فان النظام السوري بصفته الشكلية عربيا كان يجب ان تكون هناك حدودا في عداءه للعراق لكنه تخطى كل حدود وشارك مباشرة في الحرب التي شنتها اسرائيل الشرقية على العراق بين عامي 1980و1988 وكان حافظ اسد اشد حقدا على العراق واصرارا على تواصل الحرب ضده من خميني، وعندما انتصر العراق وارغم خميني على تجرع سم الهزيمة المدوية واصل حافظ اسد عداءه للعراق لدرجة انه تجاوز في تطرفه المعادي للعراق حتى اشد المتطرفين الفرس من حكام اسرائيل الشرقية. يذكر الرجل الثاني في نظام حافظ اسد في موقعه على الانترنيت وهو العماد مصطفى طلاس بان حافظ اسد عندما سمع بان القيادة الايرانية قررت المصالحة مع العراق ركب طائرة خاصة واخذ وفدا سوريا معه دون اتفاق مسبق مع الايرانيين ونزل في طهران وبقي فيها يجتمع ليل نهار لاقناع قادة اسرائيل الشرقية بالتراجع عن المصالحة مع العراق حتى اقنعهم بالتراجع! وتلك خطوة تعد الاقذر والاخطر في تاريخ خيانات وجرائم النظام الاسدي لانها ادت الى سفح بحار من الدم العراقية والايرانية كان يمكن منع سفحها لو تصالحت اسرائيل الشرقية مع العراق علما ان العراق كان مستعدا وبلا تحفظ للمصالحة الحقيقية. هذه حقيقة لايتذكرها من ينتقد السعودية الان مع انها من اكبر الجرائم وتمثل الخيانة القوية الكاملة. ولعل المثال الانموذجي لحالات الانكار والتناسي مشاركة الجيش السوري في نفس الحرب التي ينتقدون من شارك فيها من الخليجيين وهي العدوان الثلاثيني على العراق في عالم 1991 فقد شارك حافظ اسد فيها ووضع قواته تحت امرة الجنرال شوارزكوف وقاتلت جيش العراق الذي انقذ دمشق من الاحتلال الاسرائيلي في حرب عام 1973! وثمة حقيقة معروفة وشبه رسمية وهي ان النظام السوري كان الولد المدلل لدول الخليج العربي خصوصا السعودية وكل ثروات النظام والاسرة الحاكمة من مصادر خليجية، ومع هذا يتناسى ناقدوا السعودية الان تلك الحقيقة! الا ينتبه هؤلاء الى ان نقدهم للسعودية مبني على حالة ما قبل تخلي امريكا عن دعم انظمة الخليج العربي بينما هم الان مكشوفون امام ايران ولا حماية لهم سوى قدراتهم الذاتية؟ نحن اذن بمواجهة شيزوفرينيا الذاكرة والرغبة المرضية في التحرر من الزمن ودلالاته ومن الاخلاق وضوابطها ومن الانتماء القومي وروادعه : فعندما يتعلق الامر باسرائيل الشرقية والنظام السوري يعتم على مواقفهما الاجرامية بحق الامة العربية والانسانية رغم ان مواقفهما اختيارية، ولكن عندما يتلق الامر باقطار عربية فان هؤلاء يخرجون صورا ارشيفية باهتة! ولئن كانت دول الخليج العربي مضطرة بحكم تركيبها السكاني والاجتماعي للاعتماد على امريكا في حمايتها ومن ثم فانها مضطرة بالتبعية لتنفيذ ما تريده امريكا حتى عام 2011 فان اسرائيل الشرقية غير مضطرة ولا ضعيفة كي تخدم المخطط الصهيوامريكي لانه ببساطة يتشابه مع مخططها القومي الاستعماري، فايهما اخطر علينا من اضطر في ظرف ما للقيام باعمال مدانة نتيجة ضعفه وثغراته ام من تبرع وتطوع متحمسا للغزو والتدمير للبشر والحجر؟ د- كذبة المقاومة والممانعة ورغم انها اصبحت نكتة بايخة فاننا نجد من يكررطرحها حتى بعد ان تحول الزواج الامريكي الايراني من زواج متعة الى زواج كاثوليكي معلن ورسمي خصوصا بعد الاتفاقية النووية، لقد حزب الله تخلى عن المقاومة منذ تحرير جنوب لبنان ورغم تلك الحقيقة بقي ومن معه من العرب يتحدثون عن المقاومة! اين قاوم بعد تحرير الجنوب؟ معارك عام 2006 اشعلها حزب الله ليس تعبيرا عن عداء لاسرائيل الغربية بل لغسل عار اسرائيل الشرقية في العراق المحتل والذي حدثت فيه مجازر طائفية قام بها نغول ايران ونتجت عنها ضجة كبيرة وغطى السخام وجه اسرائيل الشرقية فقام حزب الله بدوره التقليدي وهو غسل وجه اسرائيل الشرقية بدماء اللبنانيين التي سفحت في معارك عام 2006 من اجل ان تبقى طهران قبلة عرب خانوا الشرف والعروبة من اجل المال الحرام. والان انكشفت كل اللعبة فحزب الله الان عبارة عن فيلق ايراني رسمي يقاتل في سوريا والعراق واليمن تنفيذا لاوامر اسرائيل الشرقية ويقتل في تلك الاقطار مئات العرب شهريا وليس من يحتل فلسطين. اما اسرائيل الشرقية فقد رفعت شعار الموت لامريكا والان بدات رحلة العشق الحلال بعد العشق الحرام تحت ظلال سيوف ايات الله! ومع ذلك فما زلنا نسمع اناشيدا عاهرة وقحة تتحدى مشاعر كل العرب عن المقاومة وقيادة طهران لها وانتصارها على امريكا!!! عهر ضمير من يتغزل ببسمات ظريف وهو يوقع عقد زواج كاثوليكي مع مثيله كيري ويطرب ل)انجازات(الفرس مع انهم يذبحون كل يوم الف عراقي وسوري ويمني ليس له تفسير الا انه سباحة في (فضلات) اسرائيل الشرقية من اجل المال! Almukhtar44@gmail.com 8-6-2015 شبكة البصرة
الخميس 21 شوال 1436 / 6 آب 2015
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس