موصليون يتحدثون عن تواجد قوات أميركية في ربيعة بمهام "غير استشارية"
المدى برس/بغداد:يتحدث اهالي محافظة نينوى انها تشهد، منذ اسابيع، تحضيرات عسكرية "غير معلنة" يبدو ان الهدف من ورائها اطلاق حملة تحرير الموصل في وقت قريب وبمشاركة قوات برية غربية.
وشوهد، خلال الايام الماضية، وصول ارتال عسكرية اميركية ومن جنسيات اخرى الى مناطق في شرق وغرب الموصل، وهي تحمل اسلحة ثقيلة ومؤن.
ولم تعرف، بحسب مسؤولين موصليين، حتى الان فيما لو كانت القوات الغربية، التي وصلت الى اطراف الموصل، ستشارك في القتال بشكل مباشر ام انها ستكتفي بمهام التدريب، لكنهم اشاروا الى ان المعدات التي ترافق القوات الاجنبية لا تدل على انها ستكتفي بالتدريب او تقديم الاستشارة فحسب.
وعلى الجانب الآخر يواصل الآلاف من عناصر الشرطة، الذين تم نقلهم من معسكرات في شمال الموصل الى اخرى في صلاح الدين، تدريباتهم. ويكشف مسؤول عن الحشد الشعبي في الموصل عن قرب نقل معسكرات المتطوعين ايضا الى شمال تكريت واغلاقها بالكامل.
وتتحدث الانباء من داخل الموصل عن نجاح عشرات المحتجزين بالهرب من احد سجون داعش وسط المدينة.
ويشن "داعش" منذ ايام حملات دهم وتفتيش عن الهاربين، حيث يعتقد بانهم مازالوا متحصنين لدى بعض سكان المدينة الذين رفضوا تسليمهم الى المسلحين. ويفرض "داعش" اجراءات صارمة على الاهالي ويمنع عنهم الاتصال باي جهة حكومية، ويعاقب بالاعدام كل من يثبت تورطه بالاتصال باي جهة خارج نينوى.
ويؤكد مسؤولون موصليون ان "المدينة تشهد اشتباكات بين اجنحة عراقية واجنبية تابعة لداعش بسبب المال والنساء"، لكنهم اشاروا الى ان "جماعات شعبية داخل الموصل كثفت من استهدافها لعناصر التنظيم". ويتحدثون عن ان الموصل "مهيأة للثورة ضد داعش بمجرد وصول الجيش اليها".
وتحث أطراف سياسية موصلية الحكومة على التحرك بسرعة باتجاه تحرير المدينة، التي يؤكدون انها باتت من "اكثر المدن استقراراً بسبب عدم وجود اي عملية عسكرية منذ حزيران 2014".
هروب سجناء داعش
ويقول عبد الرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى في اتصال مع (المدى)، ان "25 سجيناً لدى داعش استطاعوا الهروب، قبل ايام، من احد سجون التنظيم والواقع في منطقة حي المهندسين، وسط الموصل".
وكشف الوكاع ان "بعض السجناء استطاع الاستحواذ على اسلحة الحراس التابعين لداعش وافرجوا عن بقية زملائهم في المعتقل".
وتشن "داعش" منذ ذلك اليوم حملات تفتيش ودهم على المنازل، كما نشرت نقاط التفتيش على الطرقات وتقوم بتدقيق الهويات.
ويرجح المسؤول الموصلي ان "السجناء مازالوا داخل الموصل، وبأنهم اختبأوا في منازل المواطنين الذين لم يسلموهم الى المسلحين".
ويبدو، بحسب الوكاع، بأن "داعش حاول طوال تلك الفترة ان يتكتم على خبر هروب السجناء على امل شعور الفارين بالامان والخروج من أماكن الاختباء" وأضاف "لكن الخبر تسرب بعد ذلك بسبب الاجراءات الغريبة التي فرضها التنظيم للبحث عن الهاربين من سجونهم".
قوات أميركية وكندية
عسكرياً، ينقل عضو مجلس محافظة نينوى عن شهود عيان، في اطراف الموصل، تأكيدهم "وصول قوات اميركية وجنسيات اخرى، يرجح ان تكون كندية، الى منطقة ربيعة غرب الموصل". وهي احدى المناطق التي تم تحريرها من "داعش" في تشرين الاول الماضي.
ويقول الوكاع ان "الشهود يؤكدون ان القوات الغربية تحمل معها مؤناً كثيرة ومعدات ثقيلة تشير الى ان مهمتها تتعدى تقديم الاستشارة او التدريب".
الموصل مركز قيادة لداعش!
ويضيف المسؤول المحلي "يبدو أن الجميع قد عرف الآن خطورة ترك الموصل بلا عملية عسكرية". ويؤكد ان "الانشغال بمعارك بيجي والرمادي، جعل الموصل اكثر المناطق التي يسيطر عليها داعش هدوءا"، وأضاف "تحولت المدينة الى مركز للتدريب، والاعداد لخطط الهجوم ومواجهة القوات المشتركة في المحافظات الاخرى".
ويعرب الوكاع عن تفاؤله بعد تدريب نحو 5 آلاف شرطي تم نقلهم من معسكر"دوبردان"، شمال الموصل، الشهر الماضي الى معسكر صدر القناة شرقي بغداد ومن ثم الى قاعدة سبياكر في صلاح الدين. ويأتي هذا الاجراء تمهيداً لاشراك هذه القوة في العمليات العسكرية المرتقبة في الموصل.
ويعتبر المسؤول الموصلي ان "التحرك العسكري على الموصل، حتى لو كان جزئياً، فإنه سيشغل داعش عن مساعدة ودعم عناصره خارج حدود نينوى".
نقل "حشد نينوى" إلى سبايكر
ولاتزال فرقة عسكرية واحدة من الفرقتين 15و16، اللتين خضعتا للتدريب الاميركي، متواجدة في نينوى، فيما تم اشراك الاخرى بالحرب في الانبار. هذ الاجراء يصفه محمود السورجي، المسؤول عن تدريب متطوعي المحافظة، بأنه "امر لا يبشر ببدء معركة في الموصل".
ويقول السورجي، لـ(المدى)، ان "حركة القوات العراقية والغربية، التي نشرت مستشارين غرب وشرق الموصل، ضعيفة جدا، ولا توحي بوجود هجوم قريب لتحرير المدينة من داعش".
ويؤكد المسؤول العسكري ان "مجاميع شعبية، داخل الموصل، تحتاج الدعم والسلاح للثورة ضد داعش"، مشيراً الى "قيام ما يعرف بكتائب الموصل بتنفيذ عمليات مهمة ضد المسلحين داخل المدينة"، كما يشير الى "وجود جماعات اخرى تعمل على ضرب داعش بالخفاء".
بالمقابل تواصل معسكرات الحشد الوطني في الموصل مستمرة في التدريب، حيث استوعبت اكثر من 8 آلاف متطوع، وتوقفت بسبب عدم وجود الدعم.
ويكشف السورجي، وهو احد المسؤولين في الحشد الموصلي، بانهم "تسلموا كتابا حكوميا يقضي بنقل المتدربين الى سبايكر"، وهو امر يجد السورجي بأنه "يشكل صعوبة على المتطوعين بقطع المسافة الطويلة بين المحافظتين"، لافتا الى ان "معظم المتطوعين نازحون ويعيشون في كردستان وكركوك، كما ان اغلبهم لم يتسلم راتباً منذ 6 اشهر".
صراع على النساء والسلطة
في داخل الموصل، جرت، مؤخرا، اشتباكات بين اجنحة عراقية وأجنبية تابعة لتنظيم داعش قتل في اثرها 13 مسلحاً وجرح العشرات وسط المدينة.
ويؤكد المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل سعيد مموزيني، في اتصال مع (المدى)، بأن "سبب الخلاف هو على تقاسم السلطة والاموال والنساء".
ويكشف مموزيني، وهو على تواصل مع عدد من السكان داخل المدينة، بان "داعش تقوم منذ ايام بحملات تفتيش داخل بعض احياء الموصل، وتجمع الاسلحة والموبايلات وصحون الالتقاط الفضائي"، مشيرا الى ان "هذه الاجراءات جاءت بسبب مخاوف من اتصالات يجريها السكان مع القوات العراقية".