هل تحوّل العراق إلى محافظة إيرانية؟
الموالون لإيران في بغداد يقولون إن سليماني وغيره من المستشارين العسكريين يقدّمون المساعدة في الحرب على تنظيم داعش.
إرم نيوز -تبرز الصور الدعائية التي يبثها الحرس الثوري الإيراني لتحركات قائده قاسم سليماني بجبهات القتال في العراق، الدور الذي تلعبه طهران على نحو دفع البعض إلى وصف البلاد بأنها تحولت إلى محافظة تتبع مؤسسات مرشد إيران علي خامنئي.
ويقول الموالون لإيران في بغداد إن سليماني وغيره من المستشارين العسكريين، يقدمون المساعدة في الحرب على تنظيم داعش، لكن كثيرًا من المتابعين يرون أن حضور طهران يتجاوز الحكومة في ظل الاعتماد على فصائل الحشد الشعبي الشيعي الموالي لإيران.
لكن هذا الوضع يثير قلق الطوائف الأخرى في العراق، خاصة السنة الذين يتخوفون من نوايا إيران والفصائل الموالية لها في البلاد.
ويقول النائب عن اتحاد القوى السنية، محمد الكربولي في لقاء تلفزيوني مؤخر “نحن بحاجة إلى مستشارين عرب وأجانب لتقديم المشورة إلى أبناء المحافظات المنتفضة لطرد مسلحي داعش، أسوة بالمستشارين الإيرانيين الذين يرفدون الحشد الشعبي بالخبرات العسكرية”.
وفي تصريح صحفي الأسبوع الماضي رفض النائب السني بالبرلمان العراقي مبررات الحكومة العراقية للتواجد العسكري الإيراني في معركة استعادة الفلوجة من تنظيم داعش، قائلا “نحن عراقيون و لسنا إيرانيين…هل سيُرحب بمستشارين أتراك أو سعوديين إذا جاؤوا للمشاركة بالمعركة؟”.
هيمنة إيرانية
ويرى المحلل السياسي الدكتور خليل الدليمي، أن العراق لا يمكن أن يقبل بوجود مستشارين عرب على أراضيه، في ظل نفوذ إيراني بسط هيمنته على العراق، ويبقيه معزولًا عن محيطه العربي.
ويشير الدليمي، في حديث مع إرم نيوز، إلى تصريحات خرجت عن عدد من المسؤولين الإيرانيين بأن العراق عبارة عن ”محافظة إيرانية”، وهو ما يؤكد “أن الحكومة العراقية، لا تمتلك نفوذًا فعليًا في البلاد، ولا يمكن لها أن تسمح بوجود مستشارين من دول عربية تعيش توترًا مع طهران، لاسيما السعودية”.
ويقول الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين في العراق، الدكتور مثنى الضاري، إنه “من الناحية النظرية، يمكن أن يقبل العراق بمساعدة مستشارين عرب، لكن عمليًا لا يمكن ذلك، لأنه لا يثق بهم”، على حد تعبيره.
وحول الدور الإيراني في منع مثل هذه الخطوة، يوضّح الضاري، في حديث مع إرم نيوز، أن “التأثير الإيراني على العراق كبير، فالمستشارون الإيرانيون هم المتحكمون بإدارة المعركة في العراق، وإيران هي التي تأمر ببدء المعارك، وتديرها بشكل مباشر”.
ويضيف أن “إيران تهدف إلى تغيير الأوضاع الإستراتيجية في المحيط العربي، فكيف تسمح لمستشارين عرب بالمشاركة معها في الحرب العراقية على داعش”.
”قاسمي عربي”
بدوره، يتساءل الخبير السياسي والعسكري، سلطان الحطاب، عن سبب وجود قاسم سليماني في العديد من جبهات القتال في سوريا والعراق، قائلًا “ألا يوجد بين الجيوش العربية من يحل مكان سليماني؟”.
وأجاب الحطاب، في حديثه مع إرم نيوز، أنه “بالتأكيد يوجد، لكن العراق لن يقبل بقياديين عرب، ولن تسمح إيران بوجودهم”.
وينوه الحطاب إلى أن “التدخل العربي في العراق، بحاجة إلى ترتيبات وإجراءات، تتعلق بطبيعة هذا التدخل، وتحديد المظلة التي سيعمل تحتها، سواء كان على سبيل المثال، التحالف الدولي، أو التحالف الإسلامي“، مضيفًا “لكن إن حدث هذا التدخل وكان هناك عمل جاد، فإن بمقدور العرب أن يغيروا الكثير في العراق، خصوصًا إذا تمّت محاصرة داعش من كل الجهات”.