العلامة الشيخ مكي حسين الكبيسي في ذمة الله
العلامة الشيخ مكي حسين الكبيسي في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى (الشيخ الدكتور العلامة المحدث مكي حسين حمدان الكبيسي: عضو الهيئة العليا للمجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء وعميد كلية الإمام الأعظم سابقا) وذاك في مساء الخميس 11/8/2016 بمدينة اربيل، وشيّع جثمانه الطاهر من جامع الامام حمزة بمنطقة روشن بيري ودفن في مقابر اربيل بعد صلاة الجمعة ليوم 12/8/2016.لاشك أن مَوتُ العالِمِ مُصِيبَةٌ لا تُجْبَر، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم( مَوتُ العالِمِ مُصِيبَةٌ لا تُجْبَرُ وثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ)) أخرجه الطبراني وابن عبد البر من حديث أبي الدرداء وأصل الحديث عند أبي داود. إن فقد العالم ليس فقدًا لشخصه؛ ولكنه فقد لجزء من ميراث النبوة، وهو العلم، وذلك علامة على قربٌ الساعة وفشوِّ الضلالة والجهل ؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن الله لا يبقض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا)) متفق عليه.قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم : (هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه من صدور حفاظه، و لكن معناه : أن يموت حملته و يتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون ويضلون). ومن محاسن التفسير في هذا الصدد ما ورد عند قول الله تعالى : ( أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الرعد، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية : ( قال ابن عباس في رواية : خرابها بموت علماءها و فقهاءها و أهل الخير منها ، و كذا قال مجاهد أيضا : هو موت العلماء ، و في هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم بسنده إلى أبي بكر الآجري بمكة قال : أنشدنا أحمد بن غزال لنفسهالأرض تحيا إذا ما عاش عالمهـــا متى يمت عالم منها يمت طرفكالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها و إن أبى عاد في أكنافها التلفولقد روي ان شيخنا المحدث صبحي السامرائي –رحمه الله تعالى- يذكره بخير ويقول: هو من خيرة طلابي وهو عالم كبير بالحديث .أو كما قال.رحمه الله تعالى .فالله الله في ذهاب العلماء فإن موتهم كسر في جدار الإسلام وعبء ثقيل على أعناق طلبة العلم النجباء .وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا مات العالم أثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة. وعن ابن عمر رضي الله عنهما : (ما قبض الله عالماً ألا كان ثغرة في الإسلام لا تسد). وعن الحسن البصري رحمه الله قال: (كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيئ ما اختلف الليل و النهار) رواه الدرامي .إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى يا شيخنا يا حبيب قلوبنا لن تبكيك العيون وحدها فستبكيك جدران المساجد ومنابرها يا أسد الدعوة ،يا شجاعا لا تهاب الظالمين، ستبكيك حلقات العلم وكراسيها ستبكيك القلوب والعيون والأحجار والأشجار، ستبكيك الفلوجة والانبار وبغداد ونينوى وصلاح الدين وديالى، سيبكيك العراق، ستبكيك بقايا الركام في مدننا المنكوبة ستبكيك أطلال المنازل المهدومة ستبكيك النساء والأطفال إلى جنات الخلد يا حبيب قلوبنا لن ننساك أبدا ما حيينا
نسأل الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وأبنائه وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه ابيات شعر نظمها احد محبي الشيخ الراحل:
بدراً تظل وإن رحلتَ عن الدُنا
ولوَجْهكَ الوضّاء دوماً نرقبُ
هذي المآذن قد بكتك بأسرها
قد غاب فارسها فمن ذا يخطب
في جمعة الاسلام فارق جمعنا.
والدمع ويح الدمع سحا يسكب
فاهنأ بجنات النعيم وحورها
فهناك احمد والجوار الاطيب.
مكي فاذكرنا هناك بدعوة
فلعلها عند المليك ستكتب.
” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار “
صديق الگاردينيا الدائم