واشنطن تايمز: معركة الموصل قد تؤدي إلى تقسيم العراق
الخليج اونلاين:قالت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية إن بقاء العراق موحداً عقب معركة الموصل بات مشكوكاً فيه، في ظل ارتفاع وتيرة التوترات الطائفية والعرقية.
وأوضحت الصحيفة، الأربعاء، أن الشكوك ببقاء العراق تزداد يوماً بعد آخر، وأن ما يعرف بخطة بايدن لتقسيم العراق التي طرحها عام 2006، أطلت برأسها من جديد، لتكوين أقاليم حكم ذاتي للسنة والشيعة والأكراد، وهي الخطة التي لم تجد كبير اهتمام لدى إدارة البيت الأبيض في مرحلة حكم الرئيس الحالي، باراك أوباما.
إلا أن بعض المراقبين كانوا يحذرون من فترة ليست قصيرة من إمكانية أن تؤدي الانقسامات داخل العراق إلى التقسيم، خاصة عقب الإطاحة بتنظيم الدولة وطرده من آخر معاقله في الموصل شمالي العراق، في المعركة التي بدأت الاثنين.
العرب السنة ليس لديهم أي ثقة بحكومة بغداد التي يسيطر عليها الشيعة؛ وهو ما قد يعني أن يكون الحل بحكم ذاتي للمناطق السنية في العراق، في حين يمكن أن تشكل مستقبلاً دولة مستقلة، وفقاً لدراسة بحثية تقدم بها معهد هدسون هذا الأسبوع.
ووفقاً للدراسة التي قدمها المعهد فإن سكان المناطق والمدن ذات الأغلبية السنية، في محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وأجزاء من كركوك، لا يثقون في حكومة بغداد، حتى في المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة التنظيم الدولة وتمت استعادتها، إلا أن عدم الثقة ما زال كبيراً بشأن إمكانية دمج السنة في النسيج الاجتماعي والسياسي في العراق، في ظل ما يعتقدونه من سيطرة إيران على حكومة بغداد الشيعية.
وكانت القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية اندفعت باتجاه مدينة الموصل، فجر الاثنين الماضي؛ لتحريرها من قبضة تنظيم الدولة، وعلى الرغم من العبوات الناسفة والخنادق والأنفاق إلا أن تلك القوات تمكنت من استعادة أجزاء مهمة من محيط المدينة، في ظل ما يوفره طيران التحالف الدولي من دعم جوي وبري كبيرين.
الخطوة التالية بعد تحرير الموصل تبدو غير واضحة، بحسب المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيس، في وقت توقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن تكون معركة تحرير الموصل "صعبة".
محلل سياسي عراقي سني حذر من أن تكون معركة الموصل هادفة للقضاء على التنظيم وطرده من المدينة، دون القضاء على فكره وأيديولوجيته.
وقال منقذ داغر: إنه "مع استمرار انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، فإن الحكومة العراقية لن يكون لديها ما يكفي من موارد لإعادة بناء المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة".
وتابع: "ومن ثم فإن فشل حكومة بغداد في تقديم الخدمات للمدنيين بالمناطق المحررة يمكن أن يكون مصدر إلهام لجيل جديد من المتطرفين، جيل يتوقع له أن يكون أسوأ من تنظيم الدولة".
من جهته قال مايكل بيرجينت، المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية، وأحد معدي ورقة البحث التي قدمها معهد هدسون: إن "الحكم الذاتي أو الاستقلال لمناطق غربي العراق ضمن الحدود الجغرافية للبلاد، يمكن أن يكون ذا جدوى اقتصادية".
وتابع: "يجب أن يكون لدى السنة القدرة على الاعتماد على أنفسهم في تسيير مناطقهم، وعدم الاعتماد على ما يأتيهم من موارد من بغداد، خاصة أن أغلب حقول النفط تقع في مناطق إما شيعية أو كردية".
وعن المقومات التي يمكن لمناطق العراق الغربية أن تعتمد عليها لدعم استقلالها، تقول الورقة البحثية إن هناك موارد طبيعية كبيرة غربي العراق ومنها الفوسفات، وحقل غاز عكاس الذي يتوقع أن يحوي ما يقارب 5.6 تريليونات قدم مكعب، وهو حقل يمكن أن يكون بديلاً للغاز الروسي في أوروبا، ويمكن لأوروبا اللجوء إلى هذا الخيار لإضعاف سيطرة روسيا على أسواق الطاقة في أوروبا وآسيا.