حلم المريخ في خطر.. ناسا تكشف الثمن الصحي الباهظ لرحلات الفضاء
الدراسة: إذا انكسرت ركبة رائد الفضاء على المريخ يموت
مي خلف - الخليج أونلاين:لم ينته علماء الفضاء من اكتشاف كوكب المرّيخ بعد، خاصة أن الجهود البحثية تتجه نحو فحص وجود مقوّمات حياة هناك. لكن ما يتطلبه البحث العلمي من رحلات استكشاف فضائية طويلة، اتضح أنه يكلف رواد الفضاء ثمناً كبيراً من صحتهم البدنية، وهو ما كشفته دراسة مفصلة أجرتها وكالة ناسا الأمريكية للفضاء؛ فهل سيؤثر ذلك على قرارات الوكالة بإطلاق رحلات إلى المريخ مستقبلاً؟
صحيفة "الغارديان" البريطانية تناولت الموضوع، وأوضحت أن الدراسة تكشف الثمن الصحي للرحلات الفضائية الطويلة، فقضاء وقت طويل في الفضاء الخارجي أدى إلى فقدان رواد الفضاء كتلة عضلية مهمة، وهو ما يزيد طول رواد الفضاء لبضعة سنتيمترات.
اشترك في الدراسة التي أجرتها وكالة ناسا 6 رواد فضاء أجري لهم فحص الأشعة المقطعية (MRI) قبل الرحلة الفضائية التي استغرقت 4-7 أشهر، وفحصاً مشابهاً بعد عودتهم. وبحسب النتائج، فإن أوجاع الظهر التي عانى منها الروّاد العائدون نبعت من ضمور لبعض العضلات الصغيرة المجانبة للعمود الفقري.
هذه العضلات ضمرت خلال وجودهم بالفضاء بنسبة 19% بالمعدّل، لكن بعد عودتهم إلى الأرض عادت إلى حالها الأول. وفسّرت الدراسة زيادة الطول في الفضاء على أنه نابع من استقامة العمود الفقري الذي لا يخضع في الفضاء لضغط وزن الجسم، لكن بعد العودة لكوكب الأرض يستعيد الروّاد طولهم الأصلي. وعلى الرغم من أن زيادة الطول قد تبدو تغييراً إيجابياً، فإنها تترافق مع آلام ظهر قوية وجروح أيضاً.
ويبين التقرير الوتيرة السريعة لضمور العضلات عندما تتوقف الحاجة لهنّ– في الفضاء- كداعم للجسم تحت ضغط قوة الجاذبية. وحتى الآن، نسب العلماء مشاكل الظهر إلى تضخم الأقراص (الديسكات) بين فقرات العمود الفقري، لكن في الدراسة الحالية لم توجد إثباتات على ذلك.
هذه النتائج، تقول الصحيفة، تدل على مستقبل قاتم لطموحات استيطان المريخ، فآلام الظهر القوية من شأنها أن تشكل عائقاً أمام علماء الفضاء، وقد لا تمكنهم من بحث هذا الكوكب واستكشافه. بالمقابل، يقدّر علماء آخرون أن هناك حلاً ما قد يساعد بالتغلب على الظاهرة، وهو اليوغا. وهو ما أكده بروفيسور باسن دييغو، أستاذ الجراحة العظمية في جامعة كاليفورنيا.
وتضيف الصحيفة أن نصف رواد الفضاء يعانون من مشاكل خطيرة في الظهر بعد عودتهم لكوكب الأرض، إذ يكبر الاحتمال بأن يعانوا من أمراض الديسك، أكثر بـ 4 أضعاف من بقية أفراد المجتمع. إضافة لذلك، يشعر 70% منهم بالآلام الشديدة في أيامهم الأولى في الفضاء. "بالنسبة لجزء من رواد الفضاء، آلام الظهر تكون قوية ومستمرة، في حين يعاني منها آخرون لأيام معدودة فقط"، قال هارغنو. وأضاف أن اثنين من الرواد الستة المشاركين بالدراسة أصيبوا بجروح أثناء أدائهم لنشاط جسدي مختلف في الفضاء.
وفي تعليقه على القضية قال بروفيسور لويس درتنل، عالم البيولوجيا الفضائية المشارك في الدراسة، إن النتائج تؤكد وجود فشل بيولوجي يجب التغلب عليه كي تستمر الرحلات إلى المريخ. وأكد أن هناك فرقاً بين الرحلة إلى المريخ والرحلة إلى القمر قائلاً: "القمر هو مثل نهاية أسبوع طويلة، لكن عند وصولك للمريخ هناك احتمال جيد بأن تقع من على السلم الخارجي للمركبة الفضائية إذا حاولت تسلقه، وهذا يعتبر مشكلة جدية جداً. فإذا كسرت ركبتك على المريخ، تموت".