[rtl]بعد يومين من الفضيحة المدوية التي اصابت اركان العملية السياسية وهيئة النزاهة والاجهزة الامنية في بغداد في تلفيق تهمة الاستحواذ على خمس سيارات للدكتورة هدى مهدي صالح عماش عضو القيادة القطرية لحزب البعث في زمن صدام حسين، كونها كانت وكيلة وزارة التربية، وتبين سريعا انها لم تدخل باب وزارة التربية في حياتها ولم تتقلد منصبا فيها، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف تعليقات الاستهزاء بالنظام العراقي الحالي، ومن ضمن هذه الردود رد منى صالح عماش بخصوص قضية شقيقتها الدكتورة هدى والمنشور على صفحتها في الفيسبوك[/rtl]
[rtl]لما كانوا يتحدثون عن المليارات الفلكية لعقود وهمية، وعن تزوير التحقيق في حوادث سرقة ملايين الدولارات، ولما كنت اتفرج على فيديو يصور موقع بائس مليء بالزباله يقول المصور انه مشروع بقيمة كذا مليار دولار. ولما تحدث الناس عن عملية بواسير كلفت كذا مليون دولار، ولما العبادي يقول انه “اكتشف” وجود 40 الف وظيفة فضائية، لأسماء وهمية برتبة ضابط، يستلمون منذ عشر سنوات رواتب في الجيش والشرطة، وانه اكتشف مئات العقود لشركات وهمية، كنت دائما اقول لنفسي: معقولة هيجي قابلية تزوير؟؟[/rtl]
[rtl]ولما سمعت وزيرهم يطير السومرين باطباق فضائية من مطار الناصرية، رحت من كل عقلي ابحث في غوغل واقول مامعقولة كذب، لكن لما سمعته يتحدث عن انشاء نفق تحت الارض ينزل من خور الزبير ويطلع في بودابست ثمانية سايد رواح وثمانية سايد مجيء، قلت الحشيش الايراني اللي يتعاطاه هذا المسكين مضروب.[/rtl]
[rtl]ولما اصطف ثلاثة ارباع العراقين كارهين هيئة النزاهة ومديرها لتزويرها التهمة ضد د. سنان شبيب، قلت يمكن في الامر التباس، مامعقولة تزوير.[/rtl]
[rtl]لكن لما الهيئة اياها تصدر ضد اختي د. هدى تهمة الفساد في منصب فضائي لم تشغله بحياتها. هنا لا استطيع ان اقول انه هجوم (اعداء الديمقراطية الصدامين الطائفين وان الناس دتبالغ). في الامر تزوير وكذب رخيص ومضحك.[/rtl]
[rtl]تخرجت هدى من كلية العلوم جامعة بغداد سنة 1974 تزوجت وسافرت لامريكا، حصلت على الماجستير من جامعة دالاس ثم الدكتوراه بالهندسة الوراثية من جامعة ميزوري عام 1982 كان عمرها 29 سنة لما عادت للعراق معيدة بكلية العلوم ثم انشأت مختبرها الطبي للتحليلات المرضية في ساحة النصر بشارع السعدون عام 1985. تدريب في معهد باستور الفرنسي الاول بالعالم لبحوث السرطان عام 1989، حصلت على جائزة الباحثين العلماء الشباب من مؤسسة عبد الحميد شومان الاردنية عام 1993، تدرجت هدى في سلم الاستاذية في كلية العلوم حتى صارت عميدة الكلية لفترة قصيرة منتصف التسعينات، ثم عميدة كلية البنات سنة واحدة اعتقد 1999. تلكما الوظيفتين الحكوميتين الوحيدتين التي شغلتها بحياتها. كل حياتها كانت لمختبرها الطبي الخاص ومحيطها هم المرضى والعيادات والاطباء. اكمل اولادها الكلية الطبية والهندسة المعمارية سنة 2000، زوجت ابنتها البكر واصبحت جدة سنة 2001.[/rtl]
[rtl]قصدي من هذا السرد المختصر ان هدى مستراحة مادياً واقتصادياً وعلمياً مذ بدأت مشوارها، لم يشترها احد وطبعاً كان بامكانها هي ان تشتري 5 سيارات بيك اب وتتبرع بيها للدولة وليس العكس.[/rtl]
[rtl]احسن وصف قيل في التهمة الوهمية الفضائية لهيئة النزاهة ماقاله الكاتب عدنان حسين في عموده شناشيل في جريدة المدى:[/rtl]
[rtl]تعرقت خجلاً، بل انتابني الشعور بالعار، لأن نظامنا السياسي ممثلا بهيئة النزاهة لم يجد على واحد من كل اركان النظام السابق سوى الاستحواذ على 5 سيارات بيك اب. تعرّقت خجلاً بل انتابني شعور بالعار.[/rtl]
[rtl]وانا اقول: سيذكر التاريخ انه كان صراعاً طبقياً شرساً، اطرته الاحزاب الدينية بإطار طائفي كاذب، تعذبَ فيه البؤساء ممن عانوا الشعور الطبقي اكثر بكثير مما عاناه ضحاياهم المستراحين نفسياً واجتماعياً. وسيذكر التاريخ ان لكل داءٍ دواءُ يُستطب به، الا الشعور بالنقص أعيت من يداويها.[/rtl]
[rtl]قريش 3/12/2016[/rtl]
|