الذين يضعون الملح على جراح العراق شبكة البصرة صل
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الذين يضعون الملح على جراح العراق
شبكة البصرة
صلاح المختار
يبدو ان بعض الناس لا يتعلمون حتى لو كان المستقبل مكتوبا امام نواظرهم بحروف كبيرة ليراها الاعمى، فالذين يواصلون جرائمهم في الموصل لم يفهموا ولا يريدون ان يفهموا ان الحساب العسير قادم لا محالة مخفين ما حصل لغيرهم في سلال النسيان! ولذلك توجب علينا التذكير بما ينتظر كل مجرم سفاك جعل دماء اهل الموصل انهارا تجري كما فعل سابقا في ديالى ومحيط بغداد وبغداد وصلاح الدين والانبار والبصرة وكربلاء :
1- بما ان ما يجري ليس سوى سيناريو خارجي امريكي صهيوني، بمشاركة رئيسة بالغة التوحش ومتطرفة الاحقاد من اسرائيل الشرقية، فان التغيير قادم لامحالة لان اهداف جرائم الحاضر عندما تكتمل سوف تقلب صفحة وتبدا صفحة اخرى بيد من يقلب الصفحات الان وهو امريكا بالذات، وعندما تقلب صفحة سنرى جلاد اليوم ضحية الغد حتما وسترون امريكا وليس غيرها هي من تعاقبه على جرائم خططت لها هي بالذات ودفعته لارتكابها هي بالذات لكنها تنظر اليه على انه مجرد كماشة تشعل بها نيران حرائق العراق وسوريا وبقية الاقطار العربية طبعا، كي تتجنب حرق يدها كما جرى لها في الفلوجة الشهيدة في عام 2004. وعندما تقوم الكماشة بوسم اجساد الضحايا بجرائمها فانها تحدد مصيرها وهو رميها في سلال النفايات وتحميلها مسؤولية اثامها واثام امريكا ايضا وهو ما نرى الاعداد له الان بوضوح بدعم امريكا للحشد الشعوبي كي يواصل جرائمه في الموصل.
2- الضحايا لا يموتون حتى لو دفنت اجسادهم لان صلتهم بمن بقي حيا تبقى اجيالا طويلا وفي ذاكرته كوارث الابادة الجماعية وتهجير الملايين والتعذيب الابشع والتغيير السكاني المبرمج وما رافقه من اذلال متعمد، وكل ذلك وغيره يطلق نداء الحث على الثأر الذي يتردد صداه بين الاجيال وهي ترقب المجرم متحركا في مكان وتنسى الزمان، لان نداء الثأر لا ينطفأ الا بمعاقبة القتلة وهم مشخصون هذه المرة بافلام ورطوا في تصويرها وهم يرتكبون جرائمهم ظنا منهم بان الزمن لن يدور مع انه دوار حتما، وفي هذه الافلام لا نرى فقط من يبيد ويقتل ويعذب ويشوي اجساد الضحايا ويتدفأ بنيرانها بل نرى ويرى غيرنا ايضا المحرض والحامي للقتلة، وفي سجل حساب الشعب اسماء افراد وجماعات مدونة بأحرف تشع بالنار الحارقة التي لن تنطفأ الا مع نطفاء نيران مجوس الشرق والغرب.
3- غدا سيرى المجرم وحاميه ومحرضه ومشجعه كيف سيكون عقاب الشعب العراقي وهو غد قادم لامحالة، ولن تذهب سدى صرخات استغاثة ماجدات الموصل والفلوجة وديالى وصلاح الدين والبصرة بل ستبقى انين حق وحقوق وهي تطلب اغاثة وتنادي نخوة لكنها تواجه قذارة مخلوقات لاتعرف الا الانحطاط فيكون طبيعيا ان تسجل اسماء من اهمل نداء الماجدات في قائمة محاكم الشعب العراقي، والثأر في مفهومنا ليس هبة عشائرية بل حتمية قانونية، ولهذا فكل ملفات من قتل وعذب واغتصب وسرق وخان الوطن ودمر ما عمره الاخيار جاهزة وكاملة ولا يظنن احد ان الغد سيكون زمن نسيان.
4- من راهنوا على حماية امريكا التي حرضتهم واعدتهم لما ارتكبوه من جرائم هي الابشع في تاريخنا وحاضرنا، يرون الان انها بدأت بالتخلي عنهم والاعداد لتحميلهم مسؤولية كل جرائمها هي وتبرئة نفسها منها بتقديم الاداة لتكون كبش الفداء، اما من يراهن على حماية اسرائيل الشرقية له وهي التي زودته بشحن متطرف للقتل على الهوية فهو اكثر وهما: فالفرس في كل تاريخهم ومثل الامريكيين يلفظون ادواتهم بعد الانتهاء من عصرها وتجربة لجوء المئات من العراقيين في الثمانينيات وما بعدها والذين تصوروا ان اسرائيل الشرقية ستحميهم بعد ان خانوا وطنهم ونفذوا اوامر خميني تنبض بالمعاني حيث احتقروهم في طهران وعاملوهم كعدو لا يستحق حتى معاملته ككلب،
اما من يخدم خامنئي اليوم على حساب العراق وسوريا واليمن ولبنان وكل قطر عربي فسيرى انه ورق تواليت تستخدمه اسرائيل الشرقية وسترميه في سلة النفايات بعد ان تمسح به جرائمها ضد الامة العربية وعندها سنسمع صرخات خونة الوطن والهوية تتعالى دون مجيب وسيجدون انفسهم حتما في اقفاص العدالة.
5- ومن يظن ان الزمن انتهى عند سيطرة امريكا واهم اكثر مما سبق فامريكا البتي هزمتها المقاومة العراقية عند اول غزوها للعراق كانت اقوى بكثير من امريكا الحالية، ومهما تظاهرت بالقوة بطريقة لاتختلف عن نفخ سمكة البالون لنفسها لتبدو اكبر من حجمها لبث الرعب فيمن يحاول التهامها فان طلائع العراق تعرف حقيقة امريكا وقدراتها فهي الان في اشد حالات تراجعها وضعفها واستنزافها. وشعب العراق يعرف كيف يحرر وطنه ويتخلص من قيود اي قوة خارجية بما في ذلك امريكا التي تعود الان لتستغل ثمرات عمل اسرائيل الشرقية وتحاول فرض الفدرالية على كل العراق وهي كونفدرالية مبرقعة تمهد لتقسيم العراق وهو هدف لا تتردد امريكا عن الافصاح عنه بكل وضوح وهنا مكمن قتل مشروعها التقسيمي لان شعب العراق يرفض كل اشكال الفدرالية والاقلمة على اي اساس اقيمت، باستثناء الحكم الذاتي لشمال العراق.
المستقبل لشعب العراق الذي وقف كله باستنثناء زمر قليلة من عبيد المال من السنة والشيعة والكرد وغيرهم مدافعا عن عراقيته المترسخة في وعيه وتكوينه النفسي، متمسكا بهويته القومية العربية رافضا كافة اشكال ترقيع العملية السياسية الاجرامية ومناضلا لاسقاطها وطرد الغزاة سواء ارتدوا وجه بوش ومن خلفه او وجه خميني ومن خلفه. رأينا المستقبل العراقي المشرق في وجوه ماجدات وشباب الموصل والفلوجة واربيل والعوجة وكربلاء والديوانية والحلة وبعقوبة وهي تطفح بعراقيتها واصرارها على تحرير العراق ورفض الغزاة بكافة اشكالهم وبكل شعاراتهم. وكما نرى الشمس تشرق يوميا فنحن نرى العراق المعافى ينهض من تحت جبال الكوارث ليعود كما كان واقوى وافضل : عراقا صهرت لحمته عداءات حملت لنا احقادا غير مسبوقة واكدت لكل عراقي بان عراقيته فوق كل صلات ما قبل الامة، وهي خيمته وحصن حمايته من عواصف الاحقاد سواء كانت تهب من مجوس الغرب او من مجوس الشرق.
من هنا ننصح القتلة الذين يتلذذون بتعذيب اهل الموصل بالانتباه للغد والكف عن جرائمهم اذا كانوا يحرصون على حياتهم وحريتهم غدا، وكذلك ننصح اصحاب المشاريع الوهمية (لانقاذ العراق) ومن ينفخون انفسهم كسمكة البالون الان مدعين بطريقة ساذجة انهم يمثلون شيئا مع انهم مجرد هوامش في دفاتر القضية، ان يتخلوا عن خداع بعض العراقيين وان يفكروا بالغد لان حسابهم غدا مثل حساب من قتل ونهب وخان، فمن يثير الغبار ويشوش في معركة الحسم لا يختلف في تدهور وطنيته عمن قتل ونهب لان مشاريعهم المعدة سلفا في احضات العدو المتعدد الوجوه ليست اكثر من وسيلة خداع للفت الانظار عن المشروع الوطني الثابت منذ ايلول عام 2003 والقائم على تحرير العراق ارضا ومياها وحدودا وثروات وسماء وتطهيره من كل قاذورات اسرائيل الشرقية وامريكا ومن معهما.
نقول هذا الان كي نذكّر لاحقا من يبيد شعب العراق في الموصل الجريحة باننا حذرناه من العقاب الحتمي فكما حاسب شعب العراق من قتل ماجدة الموصل الشهيدة حفصة العمري التي علقت جثتها بعد سحلها في الموصل وهي حية على عمود نور لعدة ايام في عام 1959 ومن اعدم الشهيد البطل المناضل القومي فاضل الشكرة ابن الموصل فان حساب من يقتلون ويهينون اليوم ابناء الموصل قادم لامحالة.
Almukhtar44@gmail.com 18-3-2017
شبكة البصرة
السبت 20 جماد الثاني 1438 / 18 آذار 2017
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس