العراق يعلن رسميا استعادة الموصل: نصر بطعم الدم والدمار
مئات العائلات تحت الأنقاض... وصور من الجو تكشف حجم الخراب
الموصل ـ « القدس العربي» من عمر الجبوري ووكالات: لم يخف إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الإثنين، تحرير مدينة الموصل رسمياً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، حجم الكلفة الإنسانية والعمرانية، التي تكبدها سكان المدينة من جراء العمليات العسكرية التي استمرت لعدة أشهر.
وأكد العبادي أمس انتصار بلاده على «الوحشية والإرهاب»، معتبرا أن طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من ثاني أكبر مدن العراق يمثل «انهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي».
وأضاف، في خطاب متلفز «من هنا، من قلب الموصل الحرة المحررة (…) أعلن النصر المؤزر لكل العراقيين»، مبيناً أن «انتصارنا اليوم هو انتصار على الظلام، وانتصار على الوحشية والإرهاب (…) وانتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي».
وأشار إلى أن «النصر العراقي الكبير صنعه المقاتلون الأبطال والشهداء والجرحى.. فألف تحية لهم ولعوائلهم المضحية».
وحيّا العبادي المرجعية الدينية العليا والمقاتلين، مؤكدا أن «المعركة عراقية التخطيط والتنفيذ».
من جهته، اعتبر «التحالف الدولي» أن خسارة الموصل تشكل «ضربة حاسمة» ضد «الدولة»، غير أنها لا تعني انتهاء الحرب ضد عناصر التنظيم.
وقال قائد عمليات التحالف، اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في بيان، إن «هذا الانتصار وحده لا يقضي (على التنظيم) وما زال أمامنا قتال صعب. لكن خسارة إحدى عاصمتيه وجوهرة خلافتهم المعلنة، هي ضربة حاسمة».
وفي السياق، ذكر مسؤولون في «مديرية الدفاع المدني» أن هناك مئات العائلات لا تزال تحت الأنقاض في ساحل الموصل الأيمن بعد سقوط منازلهم عليهم بسبب العمليات العسكرية.
وقال أحمد علي، يعمل متطوعاً مع فرق الدفاع المدني في المدينة، لـ»القدس العربي»: «لا يوجد رقم أو إحصائية مؤكدة لعدد العائلات، نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة»، مبيناً أن «هناك العديد من المنازل التي سقطت لم نستطع الوصول إليها مسبقا بسبب وقوعها في الأرض التي كانت تحت سيطرة مسلحي التنظيم».
وأضاف: « لو كانت هناك آليات ودعم مناسب لمديريات الدفاع المدني والفرق التطوعية، كان بإمكاننا إنقاذ الكثير من العائلات التي لا تزال تحت الانقاض»، مشيراً إلى أن «أغلب العائلات قد فارقت الحياة بعد سقوط سقوف المنازل عليها ومكوثها تحت الانقاض لأيام».
كذلك أظهرت لقطات فيديو وصور أخذت من الجو لمدينة الموصل، عقب إعلان استعادتها من تنظيم «الدولة»، حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة.
ورصدت الصور حجم الدمار في مباني ومساجد وأسواق غرب الموصل، ولا سيما في الأحياء القديمة.
ويشكل هذا التطور الهزيمة الأكبر لتنظيم «الدولة» منذ سيطرته على الموصل قبل ثلاث سنوات.
وبعد الموصل، تنتظر الحكومة العراقية تحديات أخرى، تتمثل في إكمال انجاز تحرير باقي المناطق الخاضعة للتنظيم وأبرزها الحويجة وتلعفر والقائم، إضافة الى اهمية تحقيق توافق القوى السياسية لرسم معالم مرحلة ما بعد «الدولة» في كيفية ادارة الموصل.
ويتفق العراقيون أن انتهاء الصفحة العسكرية في معركة الموصل لا بد أن يرافقها صفحات إعادة الأعمار وتأهيل للسكان وإرجاع النازحين الى ديارهم ، اضافة الى ضرورة وضع خطة عمل لادارة المحافظة مستقبلا بمشاركة جميع مكونات المحافظة لضمان عدم تكرار ظهور قوى متطرفة شبيهة بتنظيم «الدولة الاسلامية» وغيرها.