محاكم في منتصف الليل : ججو متي موميكا - كندامحاكم في
منتصف الليل
ججو متي
موميكا كندا
يذكرني موضوع مقالتي بلعبه مسليه جدا كنا نزاولها ونحن صبايا لاتتجاوز اعمارنا العاشرة فنلهو بها لمتعتها
ونتسلى ونقضي بها اوقاتا مع اقراننا واصدقائنا كلما تم اللقاء ببعضنا .
اسم اللعبه هو ((حاكم يا جلاّد )) فريق اللعبه يتكون من ثلاثة عناصر الحاكم وهو الذي يحكم حسب مزاجه و
الجلاّد الذي يجلد ويحمل عصا بيده ليعاقب الضحيه حسب اوامر الحاكم ثم الضحيه المسكين الذي يتلقى
العقاب والضربات على يديه باوامر من الحاكم .
...اداة اللعبه ومحركها ليست كرة او صولجانا ولا بيدق شطرنج او لعبة النرد وانما هي عبارة عن
علبة كبريت مليئه بعود الثقاب يتناولها اللاعبون الثلاثه بالتناوب ويرمون العلبه في مجلسهم فمن استطاع ان
يوقف العلبه عموديا وعلى ضلعها الصغير فهو الحاكم ومن يجلسها على الضلع العريض فهو الجلاذ اما من
يخفق في احراز اي المنصبين ويرمي العلبه منبطحة على وجهها او ظهرها فهو الخاسر وهذا هو الضحيه
هذه اللعبه كان فيها مغزى كبيرا ونحن كنا نجهله لصغرنا فما كنا نعرف ماهو القانون والقضاء والحاكم ولا
كنا ندرك لماذا اسست المحاكم وبماذا تنظر فلا قانون العقوبات البغدادي ولا الماده 214 ولا 4 ارهاب حتى
جاء هذا الزمن ليترجم لنا من هو الحاكم وكيف يرتقي الى هذه الوظيفه ومن هو الجلاد الذي يجلد الضحايا
يعدون بالالاف وكثير من الحقائق مخفية تجري في
محاكم صوريه
منتصف الليل وهل كل هؤلاء مذنبون؟
سادتي الكرام:
محاكمنا تذكرنا بمحاكم العهد العثماني و( العصملي ) ان صح التعبير فلقد تغيرت القوانين التي تضع القاضي
المناسب في مكانه لان غالبية حكامنا اصبحوا من الضباط والعسكريين واخص بالذكر من عساكر الدمج فكيف
يعدلوا ان حكموا وهم الحكام والجلادون بنفس الوقت والقانون تحت اباطهم .
مانسمع بمحاكمنا اغرب من الخيال المعتقلات السريه والدهاليز ومعتقل المثنى الذي كشفه الامريكان بعد ان
وقفوا على مشاهد الجريمه والضحايا تنال ابشع التعذيب والاهانة والضرب حيث اغلق بعد ان فاحت رائحته
ومعتقلات وزارة الداخليه لاتعد ولا تحصى في بغداد والمحافظات ومعتقل الكاظميه وغيره العشرات الغير
معلن وللنساء حظ في هذه الاعتقالات والتعذيب والاهانه .
سؤالنا هل يمتلك العراق هذا الكم الهائل من الحكام حتى يديروا قضايا مئات الالوف من المتهمين وينظروا
ويبتوا فيها ؟ هل يملك حكامنا الجددالذين لا يفقهون القانون لحداثتهم بعد ان ازيح الالوف من جهابذة القانون
وفطاحلة القضاء الذين علموا اجيالا من الحكام وتتلمذ على ايديهم خيرة الحكام الذين يشار لهم بالبنان لكن
اين اولئك الاساتذه وحملة الشهادات العليا من اوربا وامريكا لانعلم واين تلامذتهم ...اين رحلوا
اعزائي القراء
مايحزننا بان بلدنا فقد معظم مقومات السلطه لانها اصبحت بيد واحد وهل هذا الواحد يعلم بكل شيء ؟
كل السلطات اصبحت حكرا بيده الجيش والشرطه والقضاء والمال والاقتصاد والعلاقات الخارجيه فجمع
السلطات الثلاثه لا بل الاربعه التنفيذيه والقضائيه والتشريعيه والاعلام بما فيها الصحافه وقنوات
التلفزه ومن يقل بان هناك برلمان يشرع او يعترض فانه على وهم لا يستطيع ان يحرك ساكنا لانه
جامد بعد تسلط رئاسة الوزراء عليه .
اضافة لكونه خاضعا دستوريا الى مجلس القضاء الاعلى والمحكمه الدستوريه وهذه اعلى سلطه في
البلد حسب تصنيفهم وقضاة هاتين المؤسستين بيد رئيس الوزراء اذا هل اصبح للبرلمان مفعولا؟
بعد ان جرد رئيس المحكمه الاتحاديه من منصبه وعين ثاني مكانه لكن اصطدم هذا الامر بجدار
رئاسة الوزراء واعاده الى منصبه رغم البرلمانيين جميعهم (( انا ظبي الفلا فهل من يدانيني ))
اذا اخوتي العراقيين لاتقولوا بان لكم برلمانا فهو فقط بالانترنيت والقنوات الفضائيه ولاتقولو لنا
حكومه تخدمنا وتعطف علينا او تحكم بالعدل بين العراقيين ومن يحميكم ويزيل الغمة عنكم وعن
عوائلكم هو الله عز جلاله هو المنقذ لكم من هذه المحنه بعد ان طالت وتوسعت والله يحميكم من
القادمات ويصونكم ليحمي دماءكم واعراضكم من كل سوء وطوبى لكم ايها الشعب المنسي و
المحروم من خيراته فاجركم عظيم لصبركم وثوابكم