المرجعية الشيعية العراقية تؤيد «الانفتاح على دول الجوار» November 14, 2014
كربلاء ـ «
القدس العربي» ـ من مصطفى العبيدي: أيدت المرجعية الدينية في النجف قرارات تغيير القيادات العسكرية، كخطوة في سبيل اصلاح المنظومة العسكرية والامنية في البلد، داعية إلى أن يتحلى القادة السياسيون فيه بالشجاعة والجرأة والاقدام على اتخاذ قرارات حاسمة، ومؤكدة على ان» مشكلة الفساد المالي الحكومي مشكلة مزمنة في هذا البلد وقد تفاقمت في السنوات الاخيرة ولا بد ان تتضافر الجهود لمكافحته».
وقال ممثل آية الله علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي «نأمل ان يكون التغيير في بعض القيادات العسكرية – الذي اعلن عنه مؤخراً – خطوة في سبيل اصلاح المنظومة العسكرية والامنية في البلد»، مبينا ان» المأمول من الفرقاء السياسيين وخصوصاً القادة هو التعاون الجاد والحقيقي في سبيل إصلاح واقع الاأداء في جميع مؤسسات الدولة خصوصاً المهمة منها».
وبينت المرجعية الدينية أن البناء المهني لمؤسسات الدولة يحتاج إلى الاصلاح في مختلف المستويات. وأوضحت ان
العراق بحاجة إلى ان يتحلى القادة السياسيون فيه بالشجاعة والجرأة والاقدام على اتخاذ قرارات حاسمة بعدم القبول بتبوء أي شخص لأي موقع ، لا سيما المهمة منها اذا لم يكن مؤهلا، موضحة ان « عدم اقرار الموازنة للعام 2014 قد أضر كثيراً بالبلاد»، داعية إلى تدارك ذلك بالإسراع بإقرار موازنة عام 2015 «.
وبارك الكربلائي الانفتاح على الدول الخارجية قائلا خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة ان «ما شهدته الساحة في الاسابيع الاخيرة من تحرك خارجي لمسؤولين في الدولة العراقية ضم مختلف الفرقاء السياسيين بهدف الانفتاح على دول الجوار وفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والتعاون بين العراق وهذه الدول خطوة صحيحة نأمل ان تلقى تجاوباً مناسباً منها، فتتعاضد الجهود من اجل حلّ المشاكل التي يعاني منها العراق والمنطقة بشكل عام».
وأضاف الكربلائي « لقد بات من الواضح لدى جميع المسؤولين وكثير من المواطنين ما هي الاسباب التي ادت إلى الانهيار الكبير في المؤسسات العسكرية والامنية والذي كان مدخلا ً لتمكن عصابات داعش من السيطرة على مناطق واسعة من العراق»، متسائلا « لماذا نجد ان الكثير من مؤسسات الدولة تخفق في أداء مهامها بصورة صحيحة؟»، مؤكد ان ذلك مرده إلى اسباب عدة تحتاج إلى ارادة جادة وتحرك عاجل من قبل المسؤولين المعنيين لكي نتدارك تأثير بعض السياسات الخاطئة للفترة المنصرمة هو الفساد المالي والاداري المستشري في اغلب مؤسسات الدولة».
وأشار ممثل المرجعية إلى ان «هذا لا يمكن معالجته الا اذا تعاون القادة والفرقاء في محاربة الفساد بصورة حقيقية بعيداً عن المحسوبيات وبشكل صارم وجريء من دون وجل وخوف من أحد، ولا بد ان يبدأ ذلك على مستوى القيادات والمواقع الرفيعة لدى الكتل السياسية ومن يمثلهم في المواقع التشريعية والتنفيذية».
واضاف ممثل المرجع السيستاني خلال خطبته في العتبة الحسينية «ينبغي للقيادات العليا لجميع الكتل الذين بيدهم زمام الامور ان يشخّصوا مواطن الفساد في كتلهم والمحسوبين عليهم وان يكونوا على يقظة ووعي. وحذر من وجود عناوين خادعة تغطي عدداً من عمليات الفساد المؤثرة وعلى مستويات عليا في من يمثلهم في السلطة التشريعية والتنفيذية ـ وان هذه العناوين- كتمويل الكتلة او الحزب او دعم العملية الانتخابية، وغير ذلك من هذه العناوين، لا تعطي المبرر ابداً لبقاء هذا المسار الخاطئ»، موضحا ان» مشكلة الفساد المالي الحكومي مشكلة مزمنة في هذا البلد وقد تفاقمت في السنوات الاخيرة ولابد ان تتضافر الجهود لمكافحته لأنه ان بقي بمستوياته الراهنة فلا يرتجى مستقبل زاهر للعراقيين في الاستقرار الامني و السياسي والتنمية الاقتصادية والتقدم العلمي وسائر النواحي الحياتية المهمة».
وتطرق ممثل المرجع السيستاني إلى أوضاع طلبة الجامعات وما يعانونه وخاصة الطلاب النازحين في امر استضافتهم في جامعات اخرى بأن هناك حاجة ماسة إلى تسهيل اجراءات الاستضافة لئلا تفوتهم هذه السنة الدراسية، وايضاً يشتكي الكثير من احبتنا الطلاب الذين حازوا على معدلات عالية جداً كـ 97٪ ومع ذلك لم يتم قبولهم فيما يرغبون فيه من الكليات ككلية الطب بسبب عدم توفر المقاعد الكافية»، مطالبا وزارة التعليم العالي ان « تبذل كل ما في وسعها لتحقيق ما يستحقه هؤلاء من القبول في تلك الكليات» .