تصاعد التوتر في لبنان بعد قتل وجرح جنود اسرائيليين في هجوم لحزب الله
أحد القتيلين ضابط في لواء جفعاتي... «حماس» و«الجهاد» باركتا العملية... وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان
January 28, 2015
لندن ـ بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: سجل الوضع في لبنان تصاعداً في التوتر واتجاها متزايداً لإمكانيات حرب إثر الهجوم الذي قام به «حزب الله» وأدى لمقتل وإصابة جنود إسرائيليين، فعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاربعاء اجتماعا استثنائيا مع القادة الامنيين في البلاد لمناقشة الرد العسكري.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه نشر هذا المساء ان نتنياهو «يجري في هذه اللحظة استعراضا للوضع الامني في المقر العام للدفاع في تل ابيب». ويشارك في الاجتماع الى جانب نتنياهو خاصة وزير الدفاع موشي يعالون وقائد القوات المسلحة الجنرال بيني غانتز ومدير جهاز الامن الاسرائيلي الشين بيت.
وقال نتنياهو بحسب البيان «ان الذين يقفون وراء الهجوم اليوم سيدفعون الثمن». واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايضا إيران باستخدام حزب الله الشيعي اللبناني لضرب اسرائيل عند حدودها الشمالية.
وأعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفل» في بيان مساء اليوم الاربعاء أن 11 صاروخاً أطلقوا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل .
في هجوم انتقامي ردا على غارة جوية إسرائيلية في سوريا أسفرت عن مقتل أعضاء بارزين في حزب الله وعناصر من الحرس الثوري الإيراني في 18 كانون الثاني/ يناير، هاجم الحزب سيارات عسكرية للجيش الاسرائيلي، أمس الأربعاء، وأسفرت العملية عن مقتل جنديين أحدهما قائد في كتيبة جفعاتي وإصابة سبعة اخرين.
وقال الحزب في بيان وصلت «القدس العربي» نسخة منه إنه «عند الساعة 11.25 من صباح (الاربعاء)، قامت مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو».
وجاء الهجوم بعد ساعات من ضربات جوية نفذتها طائرات إسرائيلية قرب هضبة الجولان المحتلة، خلال ليل أمس الأول، قال الجيش الإسرائيلي إنها رد على إطلاق صواريخ من سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة سبعة آخرين، فيما باركت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان الهجوم. وقالت الحركتان في بيانين منفصلين صدرا في قطاع غزة، ووصلت «القدس العربي» نسخة منهما، إن من حق «حزب الله» الرد على إسرائيل.
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، إن من حق حزب الله الرد على إسرائيل، خاصة بعد عدوانها الأخير على القنيطرة (في سوريا وتسبب بمقتل 6 من قادة الحزب). أما حركة الجهاد الإسلامي، فقالت في بيان لها، إنها تبارك عملية «حزب الله»، واصفة إياها بـ»البطولية».
ووردت تقارير مبدئية في وسائل الإعلام اللبنانية بأن جنديا إسرائيليا أسر خلال الهجوم، لكن الجيش الإسرائيلي ومصدرا سياسيا لبنانيا نفيا ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين إسرائيليين قتلا في الهجوم الذي شنته جماعة حزب الله على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، أمس الاربعاء. وقال بيان عسكري إن سبعة جنود أصيبوا أيضا في الهجوم.
وأفادت القناة العبرية الثانية أنّ قائد سرية في لواء جفعاتي من بين قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في العملية، فيما أورد موقع صحيفة «هآرتس» العبرية خبرا مفاده إغلاق عدد من المطارات في شمال إسرائيل. وكشفت الصحيفة أن الجيش الاسرائيلي كان يبحث في المنطقة التي تمت فيها العملية عن أنفاق لحزب الله.
وقال متحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إن أحد جنود القوة في جنوب لبنان قتل امس الاربعاء دون ان يعطي تفاصيل.
وقال اندريا تينينتي المتحدث باسم قوة حفظ السلام في لبنان (يونيفيل) «قتل جندي لحفظ السلام. ننظر في ملابسات هذا الحادث المأساوي.»
وذكر أن الحادث وقع في قرية الغجر الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وحدث تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله قرب الحدود.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بري مقتل جندي إسباني في لبنان. وقال في تغريدة على «تويتر» إنه بعث بتعازيه إلى أسرة الجندي.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أنه «إذا تجدد إطلاق النار نعلم كيف نرد بقوة من أجل الدفاع عن بلداتنا ومواطنينا وسيادتنا».
ونقل المتحدث باسمه أوفير جندلمان في تغريدات على (تويتر) إضافته: « لن نسمح للتنظيمات الإرهابية بالإخلال بمجريات الحياة في إسرائيل وبتعريض أمن مواطنينا للخطر».
ومن جهته دعا وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إلى «الرد بقسوة على هجوم منظمة حزب الله اللبنانية».
قالت وزارة الخارجية اللبنانية إن عملية حزب الله، امس الاربعاء، استهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية «موجودة في الأراضي اللبنانية المحتلّة»، مؤكدة تمسك لبنان بالقرار الدولي 1701، «حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية».
واستنكرت الخارجية اللبنانية، في بيان وصلت وكالة الأناضول نسخة منه «القصف الذي تعرّض له لبنان من قبل إسرائيل كردّ على العملية التي انطلقت من مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة من خارج الخط الأزرق، واستهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية في الأراضي اللبنانية المحتلّة خارج الخط الأزرق».
وأعربت عن «تمسّك لبنان بالقرار 1701 حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية.»
وتوجهت الخارجية اللبنانية إلى قيادة القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) والكتيبة الإسبانية العاملة فيها بـ»أحرّ التعازي لمقتل الجندي الإسباني نتيجة الاعتداء الإسرائيلي».