غادر قاسم سليماني الجبهة فتوقفت معركة تكريت
خبراء عسكريين: صعوبة إحراز نصر في تكريت 'المختلفة' وراء الانسحاب المفاجئ للجنرال الإيراني، أو أنه آثر الابتعاد لترك الساحة للتحالف.
ميدل ايست أونلاين
أكثر من تفسير
بغداد - لم يجد زعيم ميليشيا بدر هادي العامري تبريرا للمغادرة المفاجئة للجنرال الايراني قاسم سليماني جبهة تكريت، غير القول" انه قدم لنا نصائح طيبة وعاد الى بلاده وسيعود اذا اقتضت الحاجة اليه".
وبرأي خبراء عسكريين، فإن هذه المغادرة والمعركة على اشدها تخفي وراءها اكثر من تفسير. اما ان يكون القائد الايراني وصل الى قناعة بان وحدات الحشد الشيعي التي يقودها غير قادرة على حسم المعركة في هذه الجبهة وبالتالي فهو لا يريد ان تلطخ سمعته بالهزيمة بعد النجاحات التي احرزها في قواطع آمرلي وجرف الصخر ومحافظة ديالى، او ان سليماني تعرض الى ظروف شخصية وسياسية مستجدة فرضت عليه الرحيل في هذا الوقت الحساس.
يقول اللواء السابق في الجيش العراقي سعدون الجبوري، بحسب ما نقلت عنه وكالة العباسية نيوز ان "من غير المنطقي ان يترك سليماني الوحدات التي يقودها في قاطع ملتهب ويعود الى بلاده، فالمسألة في هذه القضية تحتمل احد أمرين: اما انه ادرك صعوبة احراز نصر في قاطع تكريت وآثر المغادرة حتى لا يتحمل مسؤولية الفشل، او ان ظروفا شخصية وسياسية (لا نعرفها) حتمت عليه المغادرة".
ويضيف اللواء الجبوري ان معركة تكريت تختلف عن المعارك الاخرى التي نجح الجنرال الايراني في حسمها كما حصل في آمرلي وجرف الصخر ومحافظة ديالى.
وفي هذه المحاور كان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية قلة في عددهم وكانوا على شكل مجموعات صغيرة على عكس جبهة تكريت التي حصنوها باستحكامات ولغموا الطرق اليها وحشدوا امهر قناصيهم وهيئوا عشرات الاليات المفخخة ومئات الانتحاريين مما مكنهم من شل قدرات فصائل الميليشيات الشيعية التي لا تحسن قتال الشوارع والاماكن المغلقة، اضافة الى ان قوات الجيش القليلة المتجحفلة مع الحشد تفتقر الى جنود من صنفي المغاوير والصاعقة المدربين على هذا النوع من القتال.
وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق عبدالوهاب الساعدي قد اعلن في وقت سابق عن الحاجة الى مشاركة طيران التحالف الدولي في مساعدة القوات العسكرية على اقتحام مدينة تكريت، مما أثار استياء قادة الميليشيات الذين وصفوه بـ"بالضعف" كما جاء في تصريحات للعامري الذي تشكل مليشياته بدر أكثر المقاتلين في "الحشد الشعبي".
وعن مغادرة الجنرال سليماني ارض المعركة فجأة، حاول نواب شيعة التقليل من اهمية هذه المغادرة وعدّوها مسألة عادية.
ونقل عن النائب قاسم الاعرجي وهو أحد قادة الحشد الشيعي، ان المغادرة جاءت بعد تردي صحة المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي وضرورة وجوده في طهران خصوصا وانه يشكل مع زميله الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري اكبر مركز للقوى في ايران وصاحب كلمة الفصل في من يخلف الولي الفقيه.
ويعتقد سياسيون ونواب سنة بان قائد فيلق القدس استشعر الخطر على حياته وخشي ان يعمد الاميركيون الى استهدافه شخصيا عندما ابلغوا رئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير دفاعه خالد العبيدي بانهم سيهاجمون منصات الصواريخ الايرانية في جنوب تكريت اذا استخدمت في ضرب المدينة.
وقال الاستاذ السابق في "معهد الامن القومي" (الملغى) الدكتور سليمان القيسي ان هذه التكهنات سواء كانت مجرد تفسيرات سياسية أو اجتهادات شخصية، الا انه من الواضح ان عودة الجنرال الايراني الى بلاده بهذه السرعة وتركه ساحة العمليات دون نجاح يذكر، يثير الكثير من علامات الاستفهام خصوصا وان معركة "فتح تكريت" كما تسميها المليشيات الشيعية الموالية لايران، "تشكل انتصارا يفوق ما تحقق لها في محاور القتال الاخرى لما تحمله هذه المدينة من رمزية سياسية باعتبارها مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي لا ينسى الايرانيون بانه هزمهم في حرب السنوات الثماني واجبر قائدهم يومذاك آية الله الخميني على الاعتراف بانتصار العراق.
وعموما فان معركة تكريت مؤجلة كما ينقل عن مصادر عسكرية في مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وثمة معلومات بان الفريق طالب شغاتي مدير المكتب الذي حل بدلا من الفريق فاروق الاعرجي طلب من القيادات العسكرية في محاور القتال بمحافظة صلاح الدين من ضمنها قاطع تكريت الانتظار وايقاف العمليات ريثما تنتهي اتصالات رئيس الحكومة مع الجانب الاميركي بشأن مشاركة طيران التحالف الدولي وهو ما يطالب به القادة العسكريون أصلا.
وأفاد مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة باشرت الاربعاء توجيه ضربات جوية لدعم القوات العراقية التي تحاول استعادة مدينة تكريت من ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية" بناء على طلب تقدمت به بغداد.
وقال مسؤول عسكري اميركي "ان العمليات جارية".
وقال مسؤولون اميركيون ان دولا اخرى من التحالف ضد التنظيم الاسلامي المتطرف، ستشارك في هذه الغارات.
ويشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع التنظيم المتطرف في العراق، الا انه لم يشارك في معركة تكريت التي اطلقت في الثاني من اذار/مارس والتي تشارك فيها ايران بشكل فاعل.
وقال مسؤول كبير في التحالف الثلاثاء ان واشنطن تقوم بطلعات استكشاف قرب تكريت مؤكدا للمرة الاولى انخراط الولايات المتحدة في هذه العملية.