May 16, 2015 البابا يعانق الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ويدعوه ليكون ملاكاً من أجل

May 16, 2015
البابا يعانق الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ويدعوه ليكون ملاكاً من أجل السلام

(©Afp) أبو مازن مع البابا فرنسيس
استمر اجتماعهما في الفاتيكان عشرون دقيقة، وأعربا خلاله عن "الارتياح الكبير" حيال التفاهم الثنائي. سيحضر الزعيم الفلسطيني غداً القداس حيث سيحتفل بإعلان أول قديستين فلسطينيتين في العصر الحديث.

اقتباس :

استقبل البابا فرنسيس، صباح اليوم السبت، الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن)، في لقاء جرى في قصر الفاتيكان الرسولي. الاجتماع عقد قبل يوم الغد، حيث سيحتفل بإعلان أول قديستين فلسطينيتين في العصر الحديث، وبعد اتفاق ثنائي تم التوصل إليه، يوم الأربعاء الماضي، وسيوقع في المستقبل القريب، بين الكرسي الرسولي و"دولة فلسطين"، الذي من شأنه تنظيم وضع الكنيسة في هذا البلد الشرق أوسطي.
وكما هو التقليد المتبع مع رؤساء الدول أو الحكومات، قدّم البابا فرنسيس هدية للزعيم الفلسطيني، معلقاً "لعلّ ملاك السلام يدمر روح الحرب الشريرة. إنني أفكر بك: قد تكون ملاكاً للسلام". وكان البابا فرنسيس قد دعا أبو مازن "رجل سلام" عندما قام بزيارة بيت لحم في أيار 2014، تماماً كوصف "رجل السلام" الذي أطلقه البابا على الرئيس الإسرائيلي آنذاك، شمعون بيريز، خلال زيارته اللاحقة إلى القدس. ومن بعدها، دعا البابا الأرجنتيني كلا الزعيمين إلى وقفة صلاة من أجل السلام، وذلك في حدائق الفاتيكان، في 8 حزيران من ذلك العام الفائت، وقد حضرها أيضاً البطريرك المسكوني في القسطنطينية، برثلماوس الأول.
ولدى وصوله إلى قاعة ترونيتو (غرفة العرش الصغير) في قصر الفاتيكان الرسولي، مقابل المكتبة البابوية، رحّب أبو مازن بالبابا فرنسيس مع نكتة خفيفة الظل "تبدو أصغر سناً". وأومأ البابا له بدخول المكتبة قبله، إلى أن فعلها الزعيم الفلسطيني بعد محاولاته العديدة لكي يدخل البابا أولاً.
استمر الاجتماع المغلق بين البابا ومحمود عباس عشرون دقيقة، بحضور سكرتير فرنسيس الشخصي، القبطي المصري، يؤأنس لحظي، الذي عمل كمترجم للطرفين بين اللغتين الإيطالية والعربية. ثم التقى الرئيس الفلسطيني أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بيترو بارولين، بصحبة أمين سر العلاقات بين الدول (وزير الخارجية) المونسنيور بول غالاغر. وبشكل عام، مكث عباس في الفاتيكان لمدة ساعة ونصف.
وجاء في بيان دار الصحافة للكرسي الرسولي: "تم التعبير خلال المحادثات الودية عن الارتياح الكبير حيال التفاهم بشأن نص الاتفاق الشامل بين الطرفين المتعلق ببعض النواحي الجوهرية لحياة ونشاط الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين والذي سيُوقع عليه في المستقبل القريب. بعد ذلك تم التطرق إلى عملية السلام مع إسرائيل، والتمني باستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع. ولهذه الغاية، تم التأكيد على أمنية أن يستكمل الإسرائيليون والفلسطينيون، بحزم وبدعم من الجماعة الدولية، القرارات الشجاعة لصالح السلام. ختاماً وفيما يتعلق بالصراعات التي تُدمي الشرق الأوسط تم التشديد على ضرورة الحوار ما بين الأديان مع التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب".
محمود عبّاس، بعد اجتماعه يوم أمس مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، سيكون حاضراً في قداس إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيتين غداً. وقد أعرب عبّاس عن شكره للأب الأقدس لهذا الإعلان: أي تقديس ماري ألفونسين دانيال غطّاس ومريم ليسوع المصلوب بواردي، لتكونا أول قديستين فلسطينيتين في العصر الحديث. وسيقوم البابا بإعلان قداستهما إلى جانب الطوباويتين جانّ إيميلي دو فيلنوف (فرنسا) و ماريا كريستينا دل ايماكولاتا براند (إيطاليا).
وقد قدم الزعيم الفلسطيني هدية للبابا عبارة عن صندوق من الصدف يحتوي على ذخائر قديستي المستقبل. وعند مغادرته، خاطب البابا قائلاً "نراك غداً". وعلى الرغم من الصدمة الإسرائيلية من الاتفاق الأخير بين فلسطين والكرسي الرسولي، فإن السفير الإسرائيلي لدى الكرسي الرسولي، زيون إيفروني، سيكون حاضراً في قداس الغد، بصحبة زوجته والوفد المرافق.

ياكوبو سكاراموتسي
مدينة الفاتيكان
نقله إلى العربية: بهاء علمات - المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام- الأردن