خطباء الجمعة في العراق: مناشدة للمواطنين مساعدة النازحين بعد عجز الحكومة والاحتكام إلى الرأي الصائب قبل السلاح وانتقاد ضعف أداء الطبقة السياسية
بغداد ـ «القدس العربي»: جددت المرجعية الشيعية في النجف المتمثلة بآية الله علي السيستاني أمس انتقادها لاستمرار تفشي الفساد المالي والإداري وتراجع الواقع الخدمي والمعيشي في البلاد، داعية إلى دعم النازحين.
وقال ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة، التي تلاها في الصحن الحسيني، إن «المواطنين في هذا البلد محرومون من أبسط الحقوق، وإن “المسؤولين الفاسدين لا زالوا متنعمين بسرقة أموال هذا البلد ونهب ثرواته رغم الدعوات التي أطلقت لمحاربتهم وإيقافهم».
ودعا الناس إلى مساعدة النازحين الهاربين من مناطق المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد الاخفاق الحكومي في تقديم يد العون لهم. وتساءل الكربلائي في خطبته «هل من العدل أن يعيش النازحون في مثل هذه الظروف المأساوية وحرمانهم من أبسط حقوقهم كمواطنين في هذا البلد؟ وهناك كثير من الفاسدين الذين يتنعمون بخيراته ويتهافتون على نهب ثرواتهم، وليس هناك من يمنعهم عن ذلك ويؤاخذوهم عليه بالرغم من الدعوات الفارغة من بعض المسؤولين من أنهم جادون في مكافحة الفساد».
وأهابت المرجعية العليا بـ«المواطنين جميعاً كل حسب إمكاناته أن يسهم في مساعدة النازحين مع رعاية كرامتهم وحرمتهم»، مضيفا أن «رعاية النازحين وتأمين المستلزمات الضرورية لهم لحين عودتهم إلى مدنهم وقراهم هي بالدرجة الأساس واجب الحكومة ومسؤوليتها ولكن في ظل تقصيرها فعلى الناس أن تتحرك».
وفي النجف دعا صدر الدين القبانجي، أمس، مجلس النواب إلى دراسة مقترح دمج الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات، بالإضافة إلى مقترح تقليص عدد أعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات، عاداً إياهما مقترحين جديرين بالدراسة.
وقال خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف، «ندعو مجلس النواب إلى دراسة مقترحي دمج الانتخابات التشريعية لمجالس المحافظات وانتخابات مجلس النواب مع الأخذ بالاعتبار الأزمة المالية في العراق، ومقترح تقليص عدد الأعضاء في مجالس المحافظات ومجلس النواب»، مبيناً أن «هذين المقترحين جديرين بالدراسة من قبل الجهات المختصة ومجلس النواب».
وأكد المرجع الديني محمد تقي المدرسي إن « تحرير الموصل بحاجة إلى «تحرير العقول» من الحميات والجاهلية، والاحتكام إلى الرأي الصائب قبل السلاح».
وأضاف في بيان له، أمس الجمعة، إن «الحرب تكسب بالرأي الصائب قبل أن تكسب بالسلاح والدماء، وينبغي أن تكون الحنكة التي تتحلى بها القيادات السياسية في العراق انطلاقة جديدة في التحول نحو الوحدة العراقية النفسية والإيمانية، ومن ثم تحقيقها على الأرض، داعيا العراقيين شعباً وحكومةً على إعادة اللحمة الوطنية لبناء بلدهم وإعادة الأمن له.
وعن معركة تحرير الموصل شدد المدرسي على ضرورة فسح المجال لأبناء الموصل للمشاركة في تحرير مدنهم إلى جانب القوات العراقية المسلحة بجميع تشكيلاتها، منوها إلى أن «حربنا في الموصل ستكون كغيرها من الحروب التي حررت مدن العراق من داعش فهي حرب سلام لا حرب انتقام».
وفي بغداد انتقد رسول الياسري، خطيب صلاة الجمعة في جامع الرحمن في بغداد، «تراجع المجتمع الإسلامي على وجه العموم والمجتمع العراقي على وجه الخصوص يعود لأسباب منها الجدل السيء الذي نراه من بعض المجتمع وكذلك من أغلب ساسة البلاد الذين يحاولون التغطية من خلاله على فشلهم بتوفير الخدمات وتطوير الكفاءات وسن القوانين والتشريعات وما شابه ذلك».
وأضاف « أن التمويه والكذب وخلط الحق بالباطل في وسائل الإعلام صار دأب البعض منهم لأن بعض القنوات والصحف الإلكترونية وغيرها بيد الساسة المفسدين».
و قال خطيب جامع الرحمن أن «السياسيين بجدلهم السيء يرقصون على جراحات وآلام الناس وعلى جماجم الشهداء والمظلومين ولا نجد تغييراً في الحال نحو الأحسن، بل كل يوم تزداد مأساة الشعب المظلوم، وليس آخرها الحادث المؤسف في مستشفى اليرموك»، مبيناً أن «هذا الحادث يعد في البلدان الأخرى جريمة بحق الطفولة».
وبيّن الياسري أن « الحكومة حاولت أن تجد مبررات للتنصل من مسؤوليتها كما هو معهود في كل حادث جلل.