المطران حنّا ينتقد رؤساء العالم لعدم انتصارهم لفلسطين
وديع عواودة
الناصرة – «القدس العربي» : وجه رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا انتقادات للسياسيين والزعماء في العالم لعدم انتصارهم الحقيقي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. قال ذلك خلال استقباله وفدا كنسيا وحقوقيا من هولندا ضم عددا من ممثلي الكنائس المتعددة الموجودة، وحقوقيين وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. وضم الوفد 25 شخصية هولندية كنسية وحقوقية بارزة وصلوا صباح أمس مدينة القدس المحتلة في مستهل زيارتهم للأراضي الفلسطينية، وذلك بهدف معاينة ما يتعرض له الفلسطينيون والتعبير عن تضامنهم وتعاطفهم معهم.
كما سيزورون عددا من المحافظات الفلسطينية. ومن المتوقع أن يقوموا اليوم بزيارة قطاع غزة في زيارة تحمل الطابع الإنساني التضامني مع أهاليها المحاصرين منذ عقد ونيف.
واستقبلهم المطران عطا الله حنا في كنيسة القيامة حيث أقيمت صلاة خاصة على نيتهم ومن أجل نجاحهم في تأدية الرسالة التي من أجلها اتوا الى فلسطين.
وزار الوفد القبر المقدس والجلجلة وأضاءوا الشموع ورفعوا الأدعية الى الله من أجل العدالة والسلام في فلسطين والشرق الأوسط وفي العالم بأسره. وبعد الترحيب بالوفد نقل حنا تحية محبة ووفاء من كنائس القدس ومسيحييها، كما ومن سائر أبناء الشعب الفلسطيني. وأضاف «نحن في فلسطين عندما نتحدث عن معاناتنا والظلم الواقع علينا وما يتعرض له شعبنا وعندما نتحدث عن قضيتنا الوطنية نحن نتحدث كشعب واحد وكعائلة واحدة مسيحيين ومسلمين».
وأكد ان هناك مسيحيين ومسلمين في فلسطين يناضلون معا يضحون بدمائهم في سبيل أنبل قضية، مشيرا إلى أن ما تتميز به فلسطين هي هذه اللوحة الفسيفسائية الرائعة بوحدة أبنائها وتلاقي كنائسها ومساجدها وتفاعل مسيحييها ومسلميها خدمة لهذه الأرض المقدسة ودفاعا عن مقدساتها ومن أجل تحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا .
وتابع «يريدوننا ان نعيش في حالة دمار شامل لكي يتسنى للأعداء تمرير مشاريعهم المشبوهة في منطقتنا وفي مشرقنا العربي».
كما شدد على بشاعة الاحتلال وأدان سياساته وممارساته بحق الشعب الفلسطيني الذي هو ضحية الإرهاب. وحمل المطران حنا على ازدواجية المعايير والنفاق السياسي، فقال إن سياسيين في العالم يتشدقون في خطاباتهم بقيم الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان ولكنهم في الواقع يغضون الطرف عما يحدث في فلسطين. وتساءل «لماذا يغلق سياسيو العالم عيونهم وآذانهم أمام ما يحدث في أرضنا المقدسة؟.ألا يحق للشعب الفلسطيني ان يعيش مثل باقي شعوب العالم بحرية وكرامة في وطنه؟. ألا يحق لشعبنا الفلسطيني ان يتمتع بأبسط حقوق الإنسان وحرية التنقل والعيش الآمن بسلام وكرامة في وطنه ؟ ألا يحق لشعبنا أن يعيش بحرية مثل باقي شعوب العالم؟».
وطالب المطران الوفد الهولندي بأن يرفع صوته عاليا، مطالبا بنصرة شعب فلسطين ومدافعين عن حقه بالعيش في حرية في وطنه.
وتابع «نحن لا نثق في غالبية زعماء وقادة هذا العالم الذين ويا للأسف معاييرهم ليست أخلاقية وإنسانية بل هي المصالح الاقتصادية والسياسية والتي في كثير من الأحيان تكون على حساب الشعوب المستضعفة والفقيرة والمهمشة» .
واعتبر أن الفلسطينيين يراهنون على ذاتهم وعلى أمثال أعضاء الوفد الهولندي وعلى أصدقائهم المنتشرين في كل مكان. وقال «فأنتم صوت صارخ في برية هذا العالم في دفاعكم عن العدالة وانحيازكم للمظلومين ورفضكم للاحتلال والعنصرية بكافة أشكالها وألوانها . نحن نعتبركم سفراء حقيقيين للشعب الفلسطيني».
وأكد أن كنائس القدس شاهدة على النكبات والنكسات التي «حلت بشعبنا وهي صوت ينادي بالعدالة والحرية والدفاع عن الكرامة الإنسانية». وأضاف «لن نتخلى عن مبادئنا وحضورنا ودورنا وصوتنا المدافع عن قضية شعبنا مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات».
وخلص المطران لدعوتهم لعدم التخلي عن الفلسطينيين حتى وان تخلى عنهم الكثيرون. وقال «لا تصمتوا أمام معاناة شعبنا حتى وان صمت الكثيرون، فقضيتنا هي قضية حق وعدالة.. هي قضية إنسان مظلوم ويجب ان يزول الظلم عنه.. وانحيازكم للشعب الفلسطيني هو انحياز للعدالة والحق والسلام ونبذا للكراهية والعنصرية والمظالم التي يتعرض لها شعبنا».
أما الوفد الهولندي فقد عبر حسب بيان المطران عن سعادته وافتخاره واعتزازه بهذا اللقاء، مشددا على تصميمهم المضي بالدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة.