العمود الثامن : محمد الطائي بنسخته السويدية
-----------------
علي حسين
يصرخ النائب الإصلاحي محمد الطائي " لماذا تتركونني وحيداً مع أعداء الإصلاح ؟" وتطالبنا زوجته بأن نتدخل حكومةً وشعباً لإنقاذ زوجها " الثائر " من المؤامرة التي تقودها القوى الرجعية ضده ، لكنه وللاسف لم يخبرنا انه دخل الى الإمارات العربية بجواز سفر سويدي ، مع انه يقبض من العراق الذي يتنكر له ، آلاف الدولارات كل شهر ، ويركب المصفحات ويخرج على الناس شاهراً شعار " إقليم البصرة " .
الخبر الذي نشرته وكالات الانباء حول المؤامرة التي تقودها الإمارات ضد النائب " الإصلاحي " محمد الطائي ، لأنها تريد محاسبته على إصدار صكوك مزوّرة بملايين الدولارات ، أزعج جبهة الإصلاح التي طالبتنا بأن نستنفر كل طاقاتنا للدفاع عن أحد أعضائها " المبجلين ، فيما تعاني وزارة الخارجية من حالة انزعاج شديدة ، دفعت الوزير الجعفري أن يترك كتابة مذكراته التي ينتظرها العراقيون على أحرّ من الجمر ، ليتابع تفاصيل إلقاء القبض على المواطن السويدي .
إذن نحن أمام خبر مفزع، فالرجل الذي قدم خدمات جليلة للعراقيين ، يريد البعض ان يتنكر لجهوده الكبيرة ويعاملوه على انه مزوّر، وهذا الخبر مثلما كان فألاً سيئا على محمد الطائي ، إلا أن له فوائد كثيرة بالنسبة للعراقيين، فهو قد كشف لهم عن القناع الذي يغطي وجوه العديد من الساسة المسؤولين، وبالأخص ممن صدّعوا رؤوسنا بنظرية المواطنة ، والعدالة ، والشعارات البراقة حول المؤامرة التي تستهدف التجربة الديمقراطية لجبهة الاصلاح .
كنتُ قد كتبت في هذا المكان أكثر من مقال عن اللاعبين على الحبال الذي يتكاثرون كل يوم ويتصورون أنفسهم أذكى من الجميع.. أو ربما لأنهم لا يقرأون التاريخ وبالتالي لا يستفيدون من تجارب الشعوب وربما أيضا أن الانتهازية والطمع يغشيان العيون ويعميان الأبصار.
إلا أن الثابت تاريخياً أن اللعب على الحبال يزيد في فترة الفوضى السياسية فتجد البعض يسعى لأن يضع قدما هنا وأخرى هناك.. يمد يده لفئة، ويده الأخرى تصافح جهة ثانية، يؤيد هذا ويؤيد ذاك أيضاً في الوقت نفسه.
إنهم أصحاب الأقنعة المتغيرة الذين تجدهم في كل وقت وزمان، لاعبو الحبال لا يهمهم مصير البلد بقدر ما يهتمون لمصالحهم الشخصية، تجدهم في كل محفل، بل يلاحقونك حتى في البيت حين يطلون من خلال الفضائيات بوجوه صاخبة، تشيع أجواء من الإحباط واليأس وعدم الثقة.. حتى أصبحنا نعيش في سيرك كبير، سيرك يسمح فيه لنائب صدع رؤوسنا بالاصلاح ، ان يحتفظ بجواز سفره الأجنبي .
كارثة العراق ليست في نائب مصاب بعقدة التخلف أو وزير يهتم بكعوب الاحذية ، ولا في آخر مشغول بحفر أنْفاق من الوهم ، كارثة العراق في مجلس نواب ، يريد ان يشغل الناس لمصلحته، لا لمصلحة الوطن.
Gefällt mirKom