DR.Hannani Maya نــــائب المــــدير
الجنس : عدد الرسائل : 5393 العمر : 82 العمل/الترفيه : كاتب ومحلل سياسي عراقي \ الانترنيت والرياضة والاعلام المزاج : جيد تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: شهادات من الذاكرة ( العدوان الثلاثيني على العراق ) ( ١ ) المكـــان الأحد فبراير 15, 2015 6:32 pm | |
| شهادات من الذاكرة ( العدوان الثلاثيني على العراق ) ( ١ ) المكـــان |
|
شهادات من الذاكرة ( العدوان الثلاثيني على العراق ) ( ١ ) المكـــان البـديــل 1 شبكة ذي قـار د. سامي سعدون مع اقتراب نذر البدء بالعدوان الغاشم حيث احاطت بحدودنا جيوش 33 دولة بينها بعض الاشقاء !! اتخذت بعض اجراءات التحوط والسلامة ومنها انتقال الوزارات والدوائر الهامة الى مقرات بديلة، فتنقلت وزارة الخارجية في اكثر من مقر منها نادي الاقتصاديين في المنصور لتعود وتستقر في الطابق الاسفل ( السرداب ) وسط المولدات والمحولات والمكائن واجهزة التبريد ! ومثّل كل دائرة 3ـ5 موظفين الى جانب رئيسها ووكلاء الوزارة ، بوجود واشراف الاستاذ ( محمد سعيد الصحاف ) وزير الدولة للشؤون الخارجية ،ومعه الاخ الزميل سعادة السفير ( حسان الصفار ) مدير مكتبه وسكرتاريته ، وقد عشنا اياماَ في اجواء عدوان وحشي؟! فيما صرف الزملاء الاخرون ليكونوا الى جانب عوائلهم ، اما مقر الاستاذ ( طارق عزيز ) وزير الخارجية بعد ذلك كان ( كلية صدام الطبية ) في الكاظمية ببغداد و كنا معه 4 فقط ( المرحوم كمال مدير مكتبه ومعن سكرتيره وانا والمرحوم ب.كبة ) فيما استقر الزملاء في قسم الاتصال ( الجفرة ) في احد الصفوف ، وكانت غرفة السكرتير مكتبنا ومنامنا وحتى من يفكر بالذهاب الى داره ليلا فانه يخشى مخاطر القصف وهذا ما تعرضنا له في ليلة وحيدة لم تتكرر لاسيما وان 3 منا نسكن اقصى احياء الكرخ فيما الاخر في الاعظمية بالرصافة وكان يصّر ان نوصله اولاَ !! وقد تردد على هذا المقر بعض كبار المسؤولين ومرة واحدة السيد الرئيس، وبعد اشتداد القصف وقطع كافة وسائل الاتصال بالعالم كانت وسيلتنا للاتصال ببعض بعثاتنا وبالذات في موسكو ونيويورك وباريس تتم عن طريق سفارتين صديقتين ! لم نكن نعلم ان مكتب عميد الكلية وسكرتاريته والذي استخدمه الوزير .. كمكتب ومبيت يقع فوق مستودع كبير من ثلاجات "حفظ جثث الموتى " التي يتدرب عليها الطلبة في مادة التشريح!! وبسبب انقطاع التيار الكهربائي ونفاذ وقود المولدات والاكتفاء بتشغيلها للامور الطارئة في المستشفى التابع للكلية.. فقد انتشرت روائح غريبة من الجثث المتفسخة رغم برودة الجو والتي جلبت روائحها اعداداَ غير مألوفة من الكلاب والقطط السائبة الجائعة والمرعوبة من شدة القصف والعصف ! ولم يكن في الامر حيلة فقد تعايشنا وصبرنا حتى وقف اطلاق النار. واثناء وجودنا توفيت ( جدة الزميل كبة ) الطاعنة في السن ولم يكن لها غيره ، وقد حرّنا بامرها وسط انقطاع وسائط النقل بين المحافظات لشحة البانزين وتصاعد خطورة القصف ووحشيته التي كانت تشتد يوماَ بعد اخر، اذ ان مقبرة العائلة في النجف الاشرف .. كيف نصل ؟! وبعد يومين تم دفنها كـ ( وديعة! ) بشكل مؤقت في مقبرة الكرخ على ان تنقل فيما بعد ! حتى الاموات لم يسلموا من وحشية القوة الاميركية الباغية ومن معها من حلفاء الشر واعداء الانسانية؟! | |
|